صحيفة: ترشيحات أوباما فرصة لتقييم إستراتيجيته

أوباما يستكمل أعضاء فريقه للولاية الثانية
undefined

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن جلسات الاستماع بمجلس الشيوخ حول ترشيحات الرئيس باراك أوباما لأعضاء فريق الأمن القومي الثلاثة –جون كيري للخارجية وتشك هاغل للدفاع وجون برينان للاستخبارات المركزية- توفر فرصة للمجلس لتقييم إستراتيجية أوباما.

وأوضحت أن الأمر الذي يجب أن يحظى بالأولوية في نقاشات مجلس الشيوخ هو ما إذا كانت إستراتيجية أوباما لفترته الثانية في الرئاسة واقعية.

وأوضحت بأنه من المغري التفكير في أن بإمكان الولايات المتحدة سحب جميع قواتها من أفغانستان باستثناء بضعة آلاف، وأن تقف على الهامش في الصراع السوري، وتحتوي إيران بالعقوبات التي توافق عليها الأمم المتحدة، وتعمل على تركيز مواردها بآسيا وتقضي على أي خطر إرهابي متوقع باستخدام الطائرات دون طيار، "لكن الأهم هو تقييم واقعية هذه السياسات".

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إن ترشيحات الرؤساء لأعضاء إداراتهم تستحق الموافقة عليها إذا كان المرشحون مؤهلين. وأكدت أن الشخصيات الثلاثة المرشحة لم يظهر حتى الآن ما يطعن بجدية في مؤهلاتها.

القضايا الرئيسية التي يثيرها ترشيح هاغل هي تأييده السابق للانسحاب بأسرع ما يمكن من أفغانستان ومعارضته للتدخلات الخارجية عموما

وذكرت أن مرشحي أوباما الثلاثة سيساعدونه في تعزيز بعض السياسات التي طورها خلال فترة رئاسته الأولى، وسيثيرون أسئلة مهمة حول البعض الآخر بما في ذلك تصميمه المعلن على منع إيران بالقوة العسكرية في حالة الضرورة من الحصول على السلاح النووي.

قضية غير مهمة
ودعت الصحيفة مجلس الشيوخ إلى الابتعاد عما يشتت التركيز حول سياسة الأمن القومي، مشيرة إلى أن من بين ما يشتت الاهتمام هو ما إذا كان تشك هاغل معاديا لإسرائيل أم لا أو حتى معاديا للسامية؟ وقالت لا يوجد دليل جدي يسند كلا الادعاءين.

وأضافت بأن آراء هاغل حول الشرق الأوسط خرجت في بعض الأحيان عن التيار السائد، باستثناء ما يتعلق بالحرب على العراق حيث شجب تعزيز القوات الأميركية هناك عام 2007 ووصفها بالخطأ الأكبر في السياسة الخارجية منذ حرب فيتنام، رغم موافقته في البداية على غزو العراق.

وقالت أيضا إن القضايا الرئيسية التي يثيرها ترشيح هاغل هي تأييده السابق للانسحاب بأسرع ما يمكن من أفغانستان ومعارضته للتدخلات الخارجية عموما.

وأوضحت أن هذه الآراء يحملها جون كيري أيضا وتتفق مع خطط أوباما لفترته الثانية، لذلك يجب على مجلس الشيوخ البحث في المكاسب والخسائر المحتملة وراءها.

التحدي الإيراني
وركزت الصحيفة على ما وصفته بالتحدي الإيراني وأشارت إلى أن هاغل، بالمقارنة مع أوباما، يرى أن الاحتواء هو السياسة المقبولة، وعارض كلا من العمل العسكري ضدها والعقوبات الأميركية المنفردة.

ترشيح هاغل ربما يؤخذ في طهران على أنه دليل على أن إدارة أوباما لن تفعل شيئا إذا رفضت إيران وقف سعيها نحو القنبلة النووية

وقالت إن ترشيح هاغل ربما يؤخذ في طهران على أنه دليل على أن إدارة أوباما لن تفعل شيئا إذا رفضت إيران وقف سعيها نحو القنبلة النووية. وتساءلت عما إذا كان هاغل سيدعم خيارا عسكريا للرئيس إذا فشلت المحادثات مع إيران؟ ووصفت سؤالها بأنه بعيد كل البعد عن الطابع الأكاديمي.

وأشارت إلى أن إسرائيل تعتقد أن سعي إيران لامتلاك القدرة النووية سيصل إلى نقطة لا رجوع عنها قبل نهاية منتصف العام الجاري، وأنها -أي إسرائيل- ربما تنفذ عملا عسكريا بمفردها إذا تيقنت من أن التدخل الأميركي لا يمكن الاعتماد عليه.   

وأوضحت واشنطن بوست أيضا أنها سبق أن قالت إن هاغل لا يمثل الخيار الأفضل لوزارة الدفاع بسبب آرائه حول الميزانية وإيران وبسبب أن هناك من هو أفضل منه.

ولفتت أيضا إلى أنها سبق أن قالت إن إستراتيجية الإدارة الأميركية الخاصة بالهجمات ضد القاعدة في باكستان واليمن والصومال بالطائرات دون طيار ليست مستدامة. وقالت إن مهندس هذه السياسة هو برينان الذي وافق شخصيا على قوائم القتل بتلك الطائرات وأشرف عليها.

ونوهت واشنطن بوست إلى أن ترشيح برينان يمنح فرصة لإعادة التفكير في برنامج الطائرات دون طيار، وأن السؤال المركزي هو ما إذا كانت هذه الضربات والأعمال شبه النظامية الأخرى يجب أن تستمر تحت مسؤولية الـ"سي آي أي"؟

وقالت إن هذه الأعمال وباعتبارها أعمالا حربية يكون من الأفضل إذا نُفذت بواسطة الجيش وأخضعت للمراجعة والكشف وحُددت أهدافها علنا واُخضعت لموافقة الكونغرس.

المصدر : واشنطن بوست