دعوة للتفاوض بشأن أزمة النووي الإيراني

Caption:EDITORS' NOTE: Reuters and other foreign media are subject to Iranian restrictions on their ability to film or take pictures in Tehran. An undated photo released by Iran's Army on November 20, 2010 shows an anti-aircraft missile S-200 being launched during a war game from an unknown location in Iran.
undefined
تطرق الكاتب الأميركي زبيغنيو بريجنسكي إلى أزمة البرنامج النووي الإيراني، وقال إن هذه الأزمة يجب أن تكون موضوعا رئيسيا في جلسات الاستماع لدى مجلس الشيوخ الأميركي، واصفا أي حرب ضد إيران بأنها ستكون الأكثر "غباء".
 
وأضاف بريجنسكي مؤلف كتاب "الرؤية الإستراتيجية" ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، أنه من المأمول أن تناقش لجنة الشؤون الخارجية القادمة في مجلس الشيوخ دور إيران اليوم في الاضطرابات وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.

وأوضح أن لجنة الكونغرس القادمة ستعقد جلسات بشأن ترشيحات لمنصبي وزيري الخارجية والدفاع، مشيرا إلى أنه من شبه المؤكد أن تشهد هذه الجلسات طرح تساؤلات بشأن الحكمة الإستراتيجية من وراء احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وقال إن تقارير إسرائيلية ذكرت أن أحد مستشاري مجلس الأمن القومي السابقين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أشار إلى أنه يتوقع توجيه ضربة عسكرية إلى إيران منتصف العام الجاري.

المستشار الأمني السابق الأميركي تساءل عن العواقب المختلفة المتوقعة لأي هجوم عسكري أميركي ضد المنشآت النووية الإيرانية

عواقب الهجوم
وأضاف الكاتب أنه من الضروري مناقشة أي أمر يتعلق بالسلام مع إيران أو الحرب ضدها بشكل مستفيض، مع أخذ المصالح الأميركية في الحسبان، وذلك رغم أن الرئيس الأميركي تجنب بمهارة الإشارة إلى أي توقيت محدد بشأن توجيه ضربة عسكرية ضد نووي إيران.

وأوضح أنه سيكون هناك جدل كبير على المستويين الداخلي والخارجي بشأن ضرورة شن الولايات المتحدة هجوما عسكريا على إيران، سواء أكان ذلك بمفردها أو بالتنسيق مع إسرائيل، خاصة في ظل غياب اتفاق مع إيران بشأن ضرورة انصياعها لمقتضيات معاهدة الحد من الانتشار النووي.

وطرح بريجنسكي عددا من التساؤلات بشأن الهجوم المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية، من بينها ما يتعلق بمدى فاعلية الغارات الجوية الأميركية ضد هذه المنشآت، وبشأن عواقب مثل هذا الهجوم على الشعب الإيراني.

كما تساءل عن رد الفعل الإيراني الانتقامي المحتمل ضد المصالح الأميركية إزاء أي ضربة عسكرية ضد إيران، وإزاء مدى انعكاسات الهجوم وتبعاته على استقرار المنطقة وعلى استقرار الاقتصاد الأوروبي والآسيوي.

تبرير الضربة
وتساءل بريجنسكي أيضا عن مدى قدرة واشنطن على تبرير هذه الضربة ضد إيران بحيث تتماشى مع المعايير الدولية، وما مدى احتمال موافقة مجلس الأمن الدولي على شن هذا الهجوم؟ آخذين دور روسيا والصين في الحسبان. كما تساءل عن قدرة إيران على توجيه ضربة عسكرية ضد إسرائيل التي تمتلك أكثر من مائة رأس نووي.

وأضاف متسائلا بشأن مدى قدرة أميركا على تجنيب العالم مخاطر التهديدات النووية الإيرانية بطريقة دبلوماسية بعيدا عن الحرب، خاصة في الإقليم المليء بالاضطرابات والقابل للاشتعال برمته كالنار في الهشيم.

كما حذر الكاتب من الحرب المحتملة على إيران، وقال إنه ستكون لها عواقب وخيمة على المنطقة والعالم، داعيا إلى مناقشة الأزمة الإيرانية بشكل مستفيض كي لا تقدم الولايات المتحدة على حرب تكون "الأكثر غباء" في التاريخ.

المصدر : واشنطن بوست