هاغل وسياسة واشنطن بشأن إيران

US Senator Chuck Hagel (Republican- Nebraska) speaks during a hearing held by the Senate Foreign Relations Committee in on Capitol Hill in Washington, D.C., USA, 11 September 2007. Commander of coalition forces in Iraq US Army General David Petraeus and US Ambassador to Iraq Ryan Crocker testified about the current state of Iraq. EPA/MELISSA GOLDEN
undefined

قالت صحيفة واشنطن بوست من المؤكد أن ترشيح الرئيس باراك أوباما السيناتور السابق تشاك هاغل لمنصب وزير الدفاع، يثير الشكوك وسط الحلفاء والخصوم بأن أوباما ربما لن يستخدم جميع الوسائل اللازمة لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي كما تعهد خلال حملة إعادة انتخابه.

وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب روبرت ساتلوف إلى أن ذلك لا يتعارض مع افتراض أن هاغل من الممكن أن يكون وزير دفاع نموذجيا، وإذا لم يتخذ البيت الأبيض خطوات سريعة لإزالة هذه الشكوك، فإن فرص التوصل لحل تفاوضي مع إيران حول أزمة برنامجها النووي ستتضاءل كثيرا، وإن احتمال قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد إيران سيزداد كثيرا.

وأضاف ساتلوف بأن ترشيح هاغل جاء في لحظة حرجة، حيث يعتقد بعض الخبراء أن إيران ربما تجمع قريبا ما يكفي من اليورانيوم المخصب الذي يمنحها "قدرة كبيرة" تمكنها من إنتاج سلاح نووي بسرعة في الوقت الذي تختاره.

وقال أيضا إن هناك مؤشرات على أن إستراتيجية أوباما المتمثلة في العقوبات الدولية القاسية المدعومة بالتهديد باستخدام القوة ربما يجبر إيران على التوصل لصفقة متفاوض عليها تمنع المواجهة.

وأوضح الكاتب أن هاغل عبر عن شكوكه في إستراتيجية تهديد إيران باستخدام القوة، مشيرا إلى أن استعراض عضلات أميركا في "الخليج الفارسي" يعيق إمكانية التوصل لحل تفاوضي مع إيران، كما أنه انتقد الخيار العسكري لتأخير أو تدمير البرنامج النووي الإيراني.

ساتلوف:
من قبيل المفارقة أن ترشيح هاغل جعل الدخول في صراع مع إيران أمرا أكثر احتمالا بإثارته الشكوك حول التزام واشنطن بسياستها المعلنة

ونوه ساتلوف إلى أن اختيار أوباما لمرشح للبنتاغون يختلف سجله عن سجل الرئيس بشأن هذه القضية المهمة، أمر يشي بالكثير عن أوباما أكثر مما يشي عن المرشح.

وقال إن ترشيح هاغل ربما يجعل قادة العالم يشكّون في تعهد أوباما بمنع إيران من إنتاج سلاح نووي، وإن أوباما إذا أراد إصلاح ذلك فعليه أن يبدأ أولا: بوضع خطة للطوارئ مع حلف الناتو والحلفاء الآخرين حول الكيفية التي يمكن بها استدامة الضغط الدولي على إيران، عقب تنفيذ ضربات ضدها لتعطيل برنامجها النووي.

وأوضح أن هذا التخطيط لما بعد الهجوم سيرسل رسالة قوية بأن الإدارة الأميركية جادة في احتمال لجوئها للقوة.

ثانيا: يدعو البيت الأبيض مجموعة من الصحفيين لمشاهدة تمرين على كيفية تدمير مرافق فوردو الإيرانية النووية بالقنبلة الضخمة.

ثالثا: تنظيم وتنفيذ مناورات عسكرية كبيرة بالخليج بهدف تأمين أصول رئيسية ضد أي رد إيراني. "ومثل هذه التمارين ستركز على الدفاع عن مضيق هرمز وحماية البنية التحتية الحيوية".

رابعا: إرسال دعم عسكري هجومي للمعارضة السورية المسلحة، الأمر الذي سيشير إلى رغبة واشنطن في مواجهة إيران على عدة جبهات.

خامسا: يزور أوباما إسرائيل والسعودية ودولة الإمارات العربية، حيث يمكنه شخصيا إطلاع الشركاء الإقليميين والشعوب على الخطط الأميركية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي.

وأشار ساتلوف إلى أنه من قبيل المفارقة أن ترشيح هاغل جعل الدخول في صراع مع إيران أمرا أكثر احتمالا بإثارته الشكوك حول التزام واشنطن بسياستها المعلنة. واختتم مقاله بقوله إن تبني الأفكار المقترحة يساعد على إبقاء فرصة التوصل لحل سلمي.

المصدر : واشنطن بوست