اللاجئون السوريون يعيشون ظروفا قاسية بالأردن

Syrian refugees gather at the Zaatari Camp, Jordan’s first official camp for Syrian refugees fleeing violence in their country, in Mafraq, near the Syrian border, on July 31, 2012.
undefined

أشارت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى المعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون في مخيم  الزعتري في الأردن، وقالت إنهم يعيشون ظروفا بائسة وسط رمال الصحراء التي تتسب لهم بالاختناق.

وأوضحت أن أكثر من 26 ألف لاجئ سوري يقيمون في مخيم الزعتري في الصحراء بمحافظة المفرق في الأردن، ويشكل الأطفال أكثر من ثلثيهم، بعد أن نجوا بأرواحهم مما كانوا يتعرضون له من قصف من جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ولكنهم باتوا يواجهون حياة قاسية في مخيمات اللجوء.

وكانت المواطنة السورية نسيم أبو زيد (29 عاما) وضعت مولودها الأصغر في خضم أجواء الرعب التي يتعرض لها المدنيون السوريون في بلادهم منذ قرابة 17 شهرا، والتي تميزت بقيام قوات الأسد بقصف المدن والبلدات السورية بالطائرات المقاتلة والمروحيات والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ.

لكن هذه الأم السورية الشابة التي فرت بأسرتها من جحيم الحرب في سوريا إلى مخيمات اللجوء في الخارج، وتحديدا إلى مخيم الزعتري في محافظة المفرق في الأردن، ستضع مولودا جديدا هذه المرة في مهب رياح الصحراء، ووسط  ظروف قاسية ومزرية وبائسة.

‪العواصف الرميلة تتسبب بمشاكل تنفسية للاجئين بمخيم الزعتري بالأردن‬  (الأوروبية)
‪العواصف الرميلة تتسبب بمشاكل تنفسية للاجئين بمخيم الزعتري بالأردن‬ (الأوروبية)

خيمة بالصحراء
وأضافت الصحيفة أن البيت الذي بات يتوجب على هذه الأم السورية وزوجها وأطفالهما الأربعة سكناه يتثمل في خيمة في الصحراء في شمالي الأردن، وأن الآلاف من اللاجئين السوريين يعيشون نفس المصير.

وقالت فايننشال تايمز إن اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري يمضون معظم وقتهم وهم يقاومون رمال الصحراء التي تهب على خيامهم بلا هوادة، لا بل يعيشون أجواء من القلق مخافة فقدانهم لأطفالهم بين صفوف الخيام المتشابهة والمتطابقة، ووسط آلاف من الصغار المشردين في المخيم.

وكانت أسرة أبي زيد نجت من قصف قوات النظام الذي تعرضت له بلدة داعل في شمالي درعا، وتركت البلدة قبل حوالي ستة أسابيع، وذلك ضمن عدد كبير من اللاجئين السوريين، ومعظمهم من النساء والأطفال، الذين فروا بأرواحهم تحت جنح الظلام من جحيم المعارك في سوريا عابرين الحدود في رحلة خطيرة إلى الأراضي الأردنية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأردنية أقامت مخيم الزعتري للاجئين السوريين في أواخر يوليو/تموز 2012 وذلك من أجل استقبال 500 لاجئ سوري، ولكن عدد اللاجئين الذين تم وضعهم في هذا المخيم سرعان ما تزايد إلى أكثر من 26 ألفا، وأن الأطفال بينهم يشكلون ثلثي هذا العدد، وأن أكثر من خمسة آلاف طفل منهم دون سن الرابعة.

وأضافت أن المخيم يضم قرابة خمسمائة قاصر دون مُرافق، وهم الذين غامروا في رحلة محفوفة بالمخاطر دون والديهم، وأنهم يعانون آلام الحرمان الجديدة، وآلام الفراق والصدمات التي واجهتهم في سوريا.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين يتوقعون أن يتزايد معدل عدد اللاجئين السوريين الفارين إلى الأردن إلى عشرة آلاف لاجئ في الأسبوع الواحد، مضيفة أن الحكومة الأردنية تشير إلى أن هناك حوالي 140 ألف لاجئ سوري في البلدات والقرى القريبة من الحدود.

وشهدت تركيا ولبنان والعراق أيضا تدفقات ضخمة من اللاجئين، مع آلاف آخرين لا يزالون يحاولون مغادرة سوريا.

وعودة إلى مخيم الزعتري في الأردن، تقول الصحيفة إن سكانه يعيشون ظروفا بائسة بالرغم من بعض الجهود التي تبذلها بعض المنظمات الإنسانية لتهدئة أحوال اللاجئين في المخيم.

وأوضحت أن العواصف الرميلة التي يتعرض لها مخيم الزعتري المقام على تسعة كيلومترات مربعة تتسبب في مشاكل تنفسية للاجئين السوريين، مضيفة أن الخيام الجديدة البيضاء التي يتم نصبها في كثبان الرمل، سرعان ما تحول لونها إلى البني في غضون يوم أو اثنين بفعل الرمال والأتربة.

وقالت إن العواصف الغبارية تترك أثرها الخطير على الأطفال الذين تملأ الرمال شعر رؤوسهم ورموش أعينهم، وإنها تتراكم تحت أظافرهم وتتركهم بعيون حمر وأصوات مبحوحة، مضيفة أن الكهرباء لا تتوفر سوى لحوالي 40% من سكان المخيم، وأن كل خمسين لاجئ سوري يشتركون بحمام واحد، وأما الشمس فتضرب المخيم بأشعتها اللاهبة لحوالي 12 ساعة بشكل يومي.

وأضافت الصحيفة أن موسم الشتاء سرعان ما يحل في الأردن، موضحة أنه سيجلب معه الأمطار وانخفاض درجات الحرارة في الصحراء إلى حالة من التجمد وسط الرياح الباردة.

وقالت إن منظمات مثل اليونسيف ومنظمة "أنقذوا الأطفال" تقدم بعض الرعاية النفسية للأطفال اللاجئين في مخيم الزعتري، وأن الأطفال يروون قصصا تبعث على الخوف والرعب والارتجاف لما شاهدوه في سوريا، مضيفة أن بعض الأطفال يستيقظون ليلا وسط أجواء من الرعب والهلع والبكاء، وذلك عند سماعهم دوي الطائرات الحربية في قاعدة عسكرية أردنية بالجوار.

وأضافت كذلك أن بعض الآباء السوريين أرسلوا بأسرهم وأطفالهم إلى الأردن، وأن الآباء ظلوا في سوريا لحماية الممتلكات ورعاية الماشية، وسط أجواء من القلق والصدمة.

المصدر : فايننشال تايمز