الوضع الأمني يعيق التحقيق الأميركي ببنغازي

TOPSHOTS Libyan civilians help an unconscious man, identified by eyewitnesses as US ambassador to Libya Chris Stevens, at the US consulate compound in Benghazi in the early hours of September 12, 2012, following an overnight attack on the building. Stevens and three of his colleagues were killed in an attack on the US consulate in the eastern Libyan city by Islamists outraged over an amateur American-made Internet video mocking Islam, less than six months after being appointed to his post. AFP PHOTO/STR
undefined
قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه وبعد 16 يوما من مقتل الدبلوماسيين الأميركيين الأربعة في بنغازي لا تزال المخاوف من انعدام الأمن شبه الكامل تمنع فريق التحقيق الأميركي من زيارة مكان القتل وتجبرهم على التحقيق في الحادثة المعقدة من العاصمة طرابلس التي تبعد 400 كلم من بنغازي.

ونسبت الصحيفة إلى المشاركين في التحقيق قولهم إنهم قلقون جراء الأمن الضعيف إلى الحد الذي جعلهم لا يرغبون في المخاطرة بإدخال أي شاهد ليبي محتمل إلى مقر السفارة الأميركية بطرابلس.

وبدلا من ذلك تقول نيويورك تايمز لجأ المحققون إلى حلول غير مريحة مثل استجواب بعض الشهود في السيارات خارج مبنى السفارة، التي تعمل بموظفي طوارئ فقط بالإضافة إلى إجلاء المزيد من الدبلوماسيين بها أمس الخميس بسبب تحذير أمني قوي.

عوائق لا تُحصى
وقال أحد كبار المسؤولين بالنيابة العامة الأميركية إن العوائق أمام التحقيق لا تُحصى ووصف مسرح الجريمة، الذي دُمر واُحرق تماما بأنه "خرب" وأن محققي مكتب التحقيقات الفدرالي عندما يصلون إليه سيكون من الصعب عليهم تحديد أي الأدلة يعود إلى مرتكبي الجريمة.

وأوضح أن الكشف عن الكيفية التي توفي بها السفير الأميركي كريستوفر ستيفنس والدبلوماسيون الثلاثة الآخرون سيكون صعبا للغاية حتى في أفضل الظروف.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما فاقم التحديات أمام التحقيق هي مهمة تحديد ما إذا كان منفذو الهجوم مجموعات محلية تماما أو لديهم ارتباطات بمجموعات "إرهابية عالمية" كما أشارت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

طرابلس لا تضمن سلامتهم
وكانت الحكومة الليبية قد أبلغت مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي بأنها لا تستطيع ضمان سلامة فريق محققيه في بنغازي. "لذلك ظل المحققون يجرون المقابلات بعيدا عن بنغازي، معتمدين على السلطات المحلية لتساعدهم في تحديد الاجتماعات مع الشهود والترتيب لها والعمل بشكل وثيق مع الليبيين لتحديد صدق إفادات الشهود.

وذكر التقرير أن من معوقات التحقيق أيضا خوف الشهود الليبيين من الكشف عن هوياتهم بحضور الحراس الليبيين الذين يقومون بحماية المحققين نظرا إلى أن الشهود المحتملين يخشون أن يقوم الليبيون الآخرون بتسريب إفاداتهم ويتسبب في قيام مهاجمي القنصلية بالانتقام منهم.

وقال أحد الأشخاص المطلعين على عمل المحققين إنهم جمعوا بعض المعلومات التي تشير إلى تورط أعضاء من جماعة أنصار الشريعة في الهجوم.

وكان سكان بنغازي وقادة المليشيات الكبيرة التي تقوم بدور الشرطة في المدينة يصرون على أن المهاجمين محليون تماما ويشيرون إلى أن كثيرا من المجموعات المسلحة التي ظهرت في المدينة لديها القدرة على تنفيذ هجمات مماثلة في فترة وجيزة من إصدار الأمر لها، وأن عددا من المجموعات المسلحة المحلية مثل أنصار الشريعة لها الاستعداد الفكري لتنفيذ هجوم على القنصلية الأميركية.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولي مكافحة الإرهاب والاستخبارات قولهم إنهم لم يعثروا على أي دليل يشير إلى أن فرع القاعدة بشمال أفريقيا أو ما يُسمى بـالقاعدة في المغرب الإسلامي قد أمرت أو خططت لهجوم بنغازي.

وكان مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب ماثيو جي أولسن قد أبلغ أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي عندما سألوه عن أي المجموعات يمكن أن تكون هي المنفذة للهجوم، "إن الصورة التي في طور الظهور تشير إلى تورط عدد من الأفراد المختلفين، لذلك ليس بالضرورة أن تكون الإجابة بـ: هذه أو تلك من المجموعات".

ويقول محللو الاستخبارات إن ما يزيد من تعقيد التحقيق حقيقة أن كثيرا من هؤلاء الأفراد يربطون أنفسهم بأكثر من واحدة من المجموعات المسلحة ومع منظمات مرتجلة على عجل، الأمر الذي يجعل تحميل المسؤولية لمنظمة محددة أكثر صعوبة.

المصدر : نيويورك تايمز