مصاعب الحياة المعيشية تزداد بإسبانيا
نشرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم تقريرا عن الأحوال المعيشية الصعبة التي يعيشها كثير من الإسبان إلى حد دفع الكثيرين للجوء إلى صناديق القمامة للحصول على الطعام.
وقالت الصحيفة في تقرير لها من العاصمة الإسبانية مدريد إن إسبانيا وهي تحاول بيأس تلبية أهداف ميزانيتها قد اُجبرت على الذهاب في الطريق نفسه الذي سلكته اليونان بتنفيذ إجراءات تقشف متسلسلة، مثل خفض الوظائف والمرتبات والمعاشات ودخول التقاعد حتى مع استمرار الاقتصاد في الانكماش.
إجراءات التقشف
وأوردت الصحيفة أن حكومة مدريد رفعت مؤخرا ضريبة القيمة المضافة إلى نسبة 21% على معظم السلع و2% على أغلب المواد الغذائية، الأمر الذي زاد أعباء المعيشة التي كانت في الأصل صعبة على بعض من كانوا على حافة الفقر.
وأشارت إلى أن عددا متزايدا من الناس أصبحوا يعتمدون على صناديق القمامة لغذائهم. لكن أحد المسؤولين بمدينة جيرونا قرر الشهر الماضي إغلاق هذه الصناديق بأقفال حديدية للحفاظ على صحة الناس ودفعهم إلى الاعتماد على مخازن الدعم الاجتماعي التي تقدم الأطعمة مجانا.
وقال المسؤول إدواردو بيرلوسو "أخذ الطعام من القمامة يتعارض وكرامة الناس".
توقعات بمزيد من التدهور
وكان تقرير أعدته منظمة كاريتاس الكاثوليكية الخيرية قد ذكر أن 22% من الأسر الإسبانية فقيرة، وأن حوالي 600 ألف شخص لا يحصلون على دخل البتة، وأن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع خلال الأشهر المقبلة.
وقال التقرير أيضا إن بعض الأسر تذهب إلى مخازن الدعم الاجتماعي في المناطق المجاورة بدلا من الذهاب إلى تلك التي توجد بأحيائهم حتى لا يراهم أصدقاؤهم ومعارفهم.
غارات "روبن هودية"
وقالت الصحيفة إن الأزمة الاقتصادية بإسبانيا تشعل المزيد والمزيد من الاحتجاجات ضد الجوع. وأوردت أن مجموعة من العمد والنقابيين بجنوب إسبانيا، حيث معدلات البطالة تفوق المتوسط العام كثيرا، شنت غارات "روبن هودية" على متجرين كبيرين، وشحنت عربتين المتجر بمواد غذائية أساسية ووزعتها على المحتاجين.
كما أوردت أن كثيرين يواجهون تهما بالسرقة لكنهم لا يعترفون بذنبهم ويقولون إنهم يأخذون بعض الطعام لأسر محتاجة كما أنهم يحظون بتأييد اجتماعي متزايد.
واختتمت نيويورك تايمز تقريرها بالقول إن كثيرا من الإسبان لم يكونوا يتوقعون من قبل أن يجدوا أنفسهم في مثل هذه الأحوال أبدا.