صحيفة: محاربون قدامى من الأجانب بسوريا

تعرض مدينة زملكا بريف دمشق لقصف عنيف
undefined

أشارت صحيفة ذي غارديان البريطانية إلى أن هناك مقاتلين أجانب يخوضون المعارك في سوريا من أجل إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت إن معظمهم سبق له أن قاتل على جبهات في العراق واليمن وأفغانستان ومناطق نزاع أخرى، وإن بعضا منهم يتم تدريبه لأول مرة داخل معسكرات في سوريا.

وأوضحت الصحيفة أن بعض المقاتلين الأجانب يحاربون في الخطوط الأمامية من جبهات القتال الدائرة منذ مدة في مدينة حلب السورية، مضيفة أنها التقت قائد مجموعة منهم تعرف بإسم (الإخوة المهاجرون)، والتي كانت تتخندق في مدخل بناية محترقة في حلب، موضحة أن هذا القائد يدعى أبو عمر الشيشاني، وأنه كان يراقب الطريق حيث قتل أحد مقاتلي جماعته الذي كان يعرف باسم "التركي" بينما كان مقاتل آخر مصابا بإصابات خطيرة.

وأشارت ذي غارديان إلى أنها التقت مقاتلين أجانب آخرين من ليبيا والجزائر وبلدان أخرى، وقالت إن أحدهم قدم من السعودية وإنه وصل إلى حلب الأسبوع الماضي، مضيفة أنه كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة مع مقاتل آخر قادم من تركيا.

وقالت الصحيفة إن مئات من المقاتلين الأجانب وصلوا إلى سوريا، وذلك للمشاركة في إسقاط الأسد، مضيفة أن من بينهم من لم يسبق له حمل السلاح في جبهات القتال، وأن بعضا من المقاتلين الأجانب جاؤوا إلى سوريا وهم يغلب عليهم تصور رومنسي بشأن الثورة الشعبية، وأن لديهم رغبة جامحة في دعم الثائرين السوريين ضد الأسد، وأن بعضا منهم سبق أن قاتل في جبهات في العراق واليمن وأفغانستان.

بعض المقاتلين الأجانب يتدربون في معسكرات خاصة بسوريا، ثم يتم توزيع المقاتلين الجدد على عدد من الجماعات الجهادية مثل أحرار الشام وجبهة النصرة، ويسمح للمقاتلين الأجانب بتشكيل مجموعاتهم القتالية الخاصة بهم، والتي يشار إليها باسم المهاجرين

معسكرات تدريب
ونسبت ذي غارديان إلى المقاتل السعودي الذي وصفته بالنحيف قوله إنه وصل إلى سوريا عبر تركيا، وإنه سار بسهولة من تركيا إلى بلدة سورية على الحدود، مضيفا أنه انتقل من هناك إلى منطقة مليئة بالتلال وأشجار الزيتون، وأنه وصل أخيرا إلى معسكر لتدريب من وصفهم بالمجاهدين، مضيفا أن مقاتلا سوريا يدير معسكر التدريب استقبله هو ومجموعة أخرى من المقاتلين الجدد، وأنه جرى توزيعهم على وحدات قتالية مختلفة.

وتوضح الصحيفة أنه بعد إتمام التدريب، فإنه يصار إلى توزيع المقاتلين الجدد على عدد من الجماعات التي أسمتها بالجهادية، مشيرة إلى أن من بينها أحرار الشام وجبهة النصرة، ومضيفة أنه يسمح للمقاتلين الأجانب بتشكيل مجموعاتهم القتالية الخاصة بهم، والتي يشار إليها باسم المهاجرين، وأن (أبو عمر الشيشاني) قام بتشكيل مجوعته الخاصة به.

وتضيف ذي غارديان أن القدرات القتالية للمقاتلين الأجانب متفاوتة، وأن من بينهم من هو خبير ومتمرس في جبهات قتال سابقة في مناطق مختلفة حول العالم، وأن البعض الآخر يخوض القتال للمرة الأولى.

وتقول إن المقاتلين الشيشانيين يتميزون بطول القامة وقوة البدن، وإنهم يحملون أسلحتهم بثقة عالية، وإنهم يرتدون أحذية وملابس قتالية تبدو غالية الثمن، مضيفة أن أحد المقاتلين الأتراك كان جنديا سابقا وأنه كان جيد التجهيز بالسلاح والذخيرة والعتاد، ولكن مظاهر الفقر بدت واضحة على بعض المقاتلين الطاجيك والباكستانيين.

وتضيف الصحيفة أن هناك في حلب بسوريا مقاتلين قادمين من ليبيا وآخرين أردنيين من أصل فلسطيني، ومن مناطق أخرى حول العالم، وأن هناك شكاوى من نقص في الذخيرة والسلاح. ونسبت إلى المقاتل الأردني من أصل فلسطيني قوله إنه سبق له أن خدم كضابط في الجيش الأردني، مضيفا أنه يعرف ما كان فعله النظام السوري ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وأوضح المقاتل الأردني من أصل فلسطيني -الذي يعيش في أوروبا الشرقية- أنه يعرف أنه سبق للنظام السوري أن قصف المخيمات الفلسطينية في لبنان وأنه نفذ اغتيالات ضد القيادات العسكرية الفلسطينية، مضيفا أن نصف مآسي الأمة تعود لإسرائيل وأن النصف الثاني يتسبب به النظام السوري منذ عشرين عاما، وأنه يعرف كثيرين من العرب الذين يودون القدوم إلى سوريا للقتال ضد نظام الأسد.

المصدر : غارديان