لماذا لا يتناول الإعلام نووي إسرائيل؟

afp - Photo dated 08 September 2002 shows a partial view of the Dimona nuclear power plant in the southern Israeli Negev desert. The southern Israeli town of Dimona, which was hit
undefined

أشار كاتب أميركي إلى تزايد الجدل بما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وتساءل عن عدم تناول وسائل الإعلام للقدرات النووية التي تمتلكها إسرائيل، والتي قال إن تل أبيب تمتلك أسلحة نووية بدعم أميركي منذ ستينيات القرن الماضي.

 وقال باتريك بيكستون في مقال نشرته له واشنطن بوست إنه بحث في أرشيف الصحيفة نفسها عشر سنوات ماضية، وإنه لم يجد فيه تقريرا مفصلا بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي ، باستثناء بعض قصص ومقالات عابرة.

وأوضح أن بعض الأسباب التي تحول دون معرفة المزيد من التفاصيل عن القدرات الإسرائيلية النووية ربما تكمن في رفض تل أبيب الإفصاح عن أن لديها قدرات نووية، مضيفا أن هذا يشكل مصدر إحباط للخبراء والباحثين المهتمين بعدم انتشار الأسلحة النووية في العالم.

 وقال بيكستون إن الإدارة الأميركية أيضا لا تعترف على العلن بوجود برنامج نووي إسرائيلي، ونسب إلى مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل لن تكون الدولة الأولى التي تدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط.

كاتب أميركي: ثمة اتفاقية لا تزال سرية لامتلاك إسرائيل سلاحا نوويا، وكانت أبرمت بين رئيسة الوزراء السابقة غولدا مائير والرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، وذلك بعد أن أدركت الولايات المتحدة أن إسرائيل امتلكت القنابل النووية بالفعل

برنامج نووي
وبينما يقول الناطق باسم السفارة الإسرائيلية بواشنطن  آرون ساغوي إن تل  أبيب تدعم شرق أوسط خاليا من جميع أسلحة الدمار الشامل، ولكن بعد تحقيق السلام بالمنطقة، يقول الكاتب إن هذه التصريحات تعبر عن أفكار مبهمة، ولكن خبراء يفسرونها بأن إسرائيل لن تجري تجارب نووية ولن تعترف علنا بأن لديها برنامجا نوويا.

وأشار الكاتب إلى أفنير كوهين -وهو أستاذ بمعهد مونتيري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، والذي أصدر كتابين عن البرنامج النووي الإسرائيلي، مضيفا أن كوهين يقول إن فكرة امتلاك إسرائيل لبرنامج نووي تعود إلى منتصف ستينيات القرن الماضي.

 ويضيف بيكستون أن ثمة اتفاقية لا تزال سرية بين واشنطن وتل أبيب، موضحا أنها انعقدت بين رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مائير والرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، وأن الاتفاقية أبرمت بعد أن أدركت الولايات المتحدة أن إسرائيل امتلكت القنابل النووية بشكل فعلي.

 وقال الكاتب إن عددا من الرؤساء الأميركيين السابقين حاولوا ثني إسرائيل عن امتلاك سلاح نووي، ولكن عندما امتلكته تل ابيب بالفعل، فإن نيسكون ورؤساء أميركيين آخرين لم يضغطوا على إسرائيل كي تعلن عن قدرتها النووية بشكل رسمي، ولا هم ضغطوا على تل أبيب كي توقع على معاهدة منع انشار السلاح النووي.

وأضاف بالقول إن عدم توقيع إسرائيل على المعاهدة هو ما يعفيها من ضرورة الكشف عن قدراتها النووية، وبالتالي لا يترتب عليها التزام قانوني بفتح منشآتها النووية كمفاعل ديمونة أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال إن إيران من بين الدول التي وقعت على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة  النووية، ولذلك فهي توافق على فتح منشآتها النووية أمام المفتشين الدوليين بشكل منتظم، ولكن الجدل الراهن بشأن نووي إيران يكمن في أن طهران تمنع المفتشين من الوصول غير المقيد إلى جميع المنشآت النووية في البلاد.

وقال أيضا إنه بالرغم من أن لدى إسرائيل وسائل إعلام شرسة، إلا أن لديها في المقابل رقابة عسكرية تمنع نشر أي معلومات تتعلق بالقدرات النووية الإسرائيلية، مضيفا أنه لو بادرت إسرائيل إلى الإفصاح عن قدراتها النووية كما تفعل كوريا الشمالية بين فينة وأخرى، فإن ذلك من شأنه أن يضغط على دول عربية من أجل الحصول على السلاح النووي.

المصدر : واشنطن بوست