واشنطن أمام تحديات بالشرق الأوسط

Riot policemen throw stones during clashes with protesters along a road leading to the U.S. embassy, near Tahrir Square in Cairo September 14, 2012. Egyptian protesters, angry at a film they say insults Prophet Mohammad, hurled stones on Friday at a line of police in Cairo blocking their way to the U.S. embassy, which was attacked earlier this week
undefined

 تناولت بعض الصحف الأميركية بالنقد والتحليل الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي والإسلامي احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام والمسلمين، وأشار بعضها إلى التحديات التي تواجه السياسات الخارجية الأميركية في ظل الربيع العربي وما سمته إستراتيجية بعض الجماعات المتطرفة في المنطقة.

فقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أن الولايات المتحدة تعد نفسها لتحديات جسام، ولفترة طويلة من الاضطرابات والمظاهرات التي يشهدها العالم العربي والإسلامي احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام.

وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض بصدد اتخاذ إجراءات لمواجهة فترة طويلة من الاضطرابات في العالمين العربي والإسلامي، من شأنها اختبار أمن البعثات الدبلوماسية الأميركية، بل اختبار قدرة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على تشكيل قوى التغيير في الشرق الأوسط.

وأوضحت أنه بينما تضغط إدارة أوباما على القادة العرب للتخفيف من حدة الاضطرابات الاحتجاجية، فإن مستشاري أوباما يدرسون احتمالات تقليص الأنشطة الدبلوماسية الأميركية في المنطقة.

وأضافت أن الفيلم المسيء للإسلام والمسلمين أصبح يشكل الهاجس الأكبر في السياسة الخارجية للرئيس أوباما، ونسبت إلى العديد من المحللين تساؤلهم عن مدى كون أوباما فعل ما فيه الكفاية لدعم الربيع العربي والمساعدة في التحول من القمع والاستبداد إلى الديمقراطية.

محللون تساءلوا عن مدى ما فعلته إدارة أوباما لدعم الربيع العربي والمساعدة في التحول من القمع والاستبداد إلى الديمقراطية، وعما فعله أوباما لكبح جماع المتطرفين،
وما إذا كانت إدارة أوباما قد فشلت في معالجة المخاوف الأمنية الأميركية

تساؤلات محللين
كما تساءل محللون عن مدى ما فعله أوباما لكبح جماع المتطرفين، وعما إذا كانت إدارة أوباما قد فشلت في معالجة المخاوف الأمنية الأميركية.

ومن جانبها دعت صحيفة واشنطن بوست الولايات المتحدة إلى الاستمرار في دعم القوى الإسلامية والليبرالية المعتدلة التي تولت زمام الأمور في الدول العربية التي شهدت الربيع العربي، وإلى تفويت الفرصة على الجماعات الإسلامية المسلحة والمتطرفة التي تحاول أن تظهر الأميركيين بمظهر المعادي للإسلام والمسلمين.

وأشارت الصحيفة إلى دور الولايات المتحدة في الصراع الذي يجري على السلطة في الشرق الأوسط، وقالت إن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز في بنغازي قد يصنع الفرق، موضحة في افتتاحيتها أن السفير الأميركي الذي لقي هو وثلاثة من مواطنيه مصرعهم في الهجوم على القنصلية في بنغازي كان يجوب شوارع طرابلس وبنغازي وهو يستمع للناس أكثر مما كان يتحدث إليهم، ولكنه كان عندما يتحدث يحث الناس ويشجعهم على تبني الديمقراطية الليبيرالية.

وقالت إن ما يشكل التهديد الأكبر للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط لا يتمثل في توقع المزيد من الهجمات ضد السفارات الأميركية أو مقتل المزيد من الدبلوماسيين الأميركيين، ولكنه يتمثل في إساءة فهم واشنطن للاحتجاجات الغاضبة في العالم الإسلامي بشأن الفيلم المسيء للإسلام وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

 وأوضحت أنه يخشى أن تقوم بعض الحركات الإسلامية المسلحة -التي لم تستطع الوصول إلى السلطة في تونس ومصر وليبيا- باستغلال الاحتجاجات الغاضبة، وذلك لخلق أزمات للإسلامين الذين وصلوا إلى السلطة في بعض الدول العربية التي شهدت الربيع العربي وتخلصت من الحكم الاستبدادي السابق.

وقالت الصحيفة إن الحركات الإسلامية المسلحة التي خسرت الرهان في الوصول إلى السلطة في بعض دول الربيع العربي أمام القوى الإسلامية والليبرالية الأكثر اعتدالا تحاول استغلال غضب الشارع الإسلامي والتعبئة ضد تلك القوى المعتدلة.

عربة وحصان
وأضافت أن القوى الإسلامية المسلحة التي لم تستطع الوصول إلى السلطة تحاول أن تضع العربة أمام حصان الرئيس المصري محمد مرسي، بوصفه يمثل جماعة إسلامية معتدلة ممثلة بالإخوان المسلمين.

وقالت إن الرئيس مرسي يحاول في ظل هذا الضغط الذي يواجهه الموازنة بين الرغبة في بناء علاقات بناءة مع الولايات المتحدة، وبين التنافس مع القوى الإسلامية المسلحة في الحصول على الدعم الشعبي، مضيفة أن هذا يشكل عذرا لمرسي أو يفسر استجابته البطيئة والغامضة تجاه الاحتجاجات ضد السفارة الأميركية في القاهرة.

وقالت إن الرد الأميركي الذكي لا يتمثل في قطع المساعدات الأميركية إلى مصر، كالذي يطالب به البعض في الكونغرس، ولا في الضغط على الرئيس المصري لجعله يتخذ إجراءات أصعب وأشد، ولكن الرد الأميركي الأمثل يتمثل في تقويض إستراتيجية المتطرفين، الذين يحاولون تصوير مجتمع وحكومة الولايات المتحدة بأنهما يقفان ضد الإسلام والمسلمين.

ودعت الصحيفة الولايات المتحدة إلى الاستمرار في العمل مع الحكومات الجديدة في دول الربيع العربي، ومساعدتها على تنمية اقتصاداتها، وبالتالي تقويتها لمواجهة العنف الذي يتسبب فيه المتطرفون، مضيفة أن رد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما الأسبوع الماضي كان يصب في هذا المسار، حيث كرر التنديد بالفيلم المسيء للإسلام بالتزامن مع الدفاع عن حرية التعبير.

وأشارت واشنطن بوست إلى دور الولايات المتحدة الحذر والمعتدل في التأثير في الربيع العربي، داعية واشنطن إلى الاستمرار في تنبي المثال الذي ضربه السفير الأميركي الراحل كريستوفر ستيفنز في المنطقة.

المصدر : واشنطن بوست