أميركا تجاهلت تحذيرا من هجوم بنغازي

مقر القنصلية الأميركية في بنغازي : ليبيا تتهم القاعدة بالتورط في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي ( الجزيرة نت- أرشيف
undefined

ذكرت صحيفة ذي إندبندنت أن الولايات المتحدة تلقت تحذيرات بشأن احتمال وقوع هجمات على منشآتها الدبلوماسية في ليبيا، ولكنها لم تفعل شيئا حيال ذلك، مشيرة إلى أن مقتل السفير الأميركي وثلاثة دبلوماسيين آخرين بالقنصلية الأميركية في مدينة بنغازي جاء نتيجة خروق أمنية مستمرة.

فوفقا لمصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، فإن وزارة الخارجية الأميركية كان لديها معلومات مؤكدة قبل 24 ساعة من الهجوم على القنصلية في بنغازي والسفارة في القاهرة، بأن البعثات الأميركية مستهدفة، ولكن هذه التحذيرات لم تمرر إلى الدبلوماسيين لأخذ الحيطة والحذر.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون بأن الهجوم كان مدبرا، ولا سيما أن السفير الراحل كان قد عاد إلى ليبيا قبل فترة وجيزة بعد زيارة لألمانيا والنمسا والسويد، وأن تفاصيل زيارته إلى بنغازي حيث قتل، كانت سرية.

كما يعتقد المسؤولون أن الطبيعة "الشرسة" للهجوم الذي اشتمل على إطلاق صواريخ على القنصلية، لا تشير إلى أن الأمر جاء نتيجة سخط عفوي إزاء الفيلم الأميركي المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

فقد قال باتريك كينيدي -وكيل الوزارة في الخارجية الأميركية- إنه على قناعة تامة بأن الهجوم كان مدبرا نظرا لطبيعته وانتشار الأسلحة.

وتلفت الصحيفة النظر إلى أن ثمة اعتقادا متناميا بأن الهجوم جاء انتقاما لمقتل محمد حسن -الذي يوحي اسمه المستعار (أبو يحيى الليبي) بأنه من ليبيا- بهجوم شنته طائرة مسيرة (بدون طيار) في باكستان، وتزامنا مع أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.

فُقدت من القنصلية الأميركية في بنغازي وثائق تتضمن أسماء ليبيين يعملون مع الولايات المتحدة الأميركية وعقودا نفطية

أزمة أميركية
وتقول ذي إندبندنت إن الإدارة الأميركية تواجه الآن أزمة في ليبيا، ولا سيما أن وثائق حساسة فقدت من القنصلية في بنغازي، ومن الموقع الذي كان من المفترض أن يكون "ملاذا آمنا" في المدينة.

وتتضمن الوثائق -تتابع الصحيفة- المفقودة من القنصلية قوائم بأسماء ليبيين يعملون مع الأميركيين، وهو ما سيعرضهم للخطر ممن وصفتهم بالجماعات المتطرفة، في حين تتعلق وثائق أخرى بعقود نفطية.

وفي الأثناء أرسلت الولايات المتحدة قوات خاصة لمكافحة الإرهاب إلى ليبيا من قاعدة إسبانية، ووضعت وحدات خاصة أخرى على أهبة الاستعداد لإرسالها إلى دول حيث تندلع الاحتجاجات المناهضة لأميركا على خلفية الفيلم الأميركي.

المصدر : إندبندنت