كاتب: إيران نووية أقل خطرا من مهاجمتها

Caption:EDITORS' NOTE: Reuters and other foreign media are subject to Iranian restrictions on their ability to film or take pictures in Tehran. An undated photo released by Iran's Army on November 20, 2010 shows an anti-aircraft missile S-200 being launched during a war game from an unknown location in Iran.
undefined
أشار الكاتب الأميركي بيل كيلر إلى الجدل الذي يثيره البرنامج النووي الإيراني في وسائل الإعلام، وذلك في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على المنشآت النووي الإيرانية بصفة أحادية ودون الرجوع إلى الولايات المتحدة، وقال إن الحرب ضد إيران نووية تبقى أقل خطرا من الحرب التقليدية ضدها.

وأضاف الكاتب في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن إيران مستمرة في تدعيم برنامجها النووي بمزيد من أجهزة الطرد المركزية، وأنها مستمرة في تخصيب اليورانيوم، وذلك رغم معاناتها جراء العقوبات الدولية أو تلك التي تفرضها عليها إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما.

وقال كيلر إن إيران ماضية في برنامجها النووي الذي تزعم أنه للأغراض السلمية، بل إن طهران ما فتئت تشحن الأسلحة وترسلها إلى من وصفه بنظام الطاغية السوري بشار الأسد، بينما الولايات المتحدة لا تزال تدرس حملات أكبر من الهجمات الإلكترونية على طهران.

وتساءل الكاتب بشأن مدى إمكانية العيش مع إيران نووية، وقال إن ثمة خيارين أحلاهما مر، فإما أن يصار إلى إمطار المنشآت النووية الإيرانية التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بذخائر عملاقة وقوية وقادرة على اختراق تحصيناتها العميقة تحت الأرض، وإما العمل على احتواء إيران مسلحة بالقنبلة النووية، وذلك رغم أن إسرائيل ترى في الخيار الثاني تهديدا لوجودها.

كاتب أميركي:
ربما يمكن احتواء إيران والسيطرة عليها وردعها، فالولايات المتحدة تمكنت من ردع الاتحاد السوفياتي السابق إبان الحرب الباردة، والأسلحة النووية لكوريا الشمالية باقية في مخازنها، والهند وباكستان لم تستخدم أي منهما السلاح النووي الذي تمتلكه ضد الأخرى

احتواء وردع
وأشار إلى أن كلا من مرشحي الرئاسة الأميركيين أوباما ومت رومني متفق على أنه لا يمكن السماح لإيران بالحصول على السلاح النووي، وذلك ربما بدعوى أنه لا يمكن السيطرة بشكل آمن على إيران نووية.

وقال الكاتب إن بعض الناس يقبل بشكل جدي بوجود إيران نووية، وذلك بدعوى أنه يمكن احتواؤها والسيطرة عليها وردعها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تمكنت من ردع الاتحاد السوفياتي السابق إبان الحرب الباردة، وإلى أن الأسلحة النووية التي لدى كوريا الشمالية باقية في مخازنها، وإلى أن كلا من الهند وباكستان لم تستخدم السلاح النووي الذي تمتلكه ضد الأخرى.

وتساءل الكاتب لماذا لا يتم احتواء إيران نووية؟ ولماذا لا يمكن استخدام نهج  الردع ضد إيران نووية؟ مضيفا أنه يتوجب على طهران في المقابل أن تعلم أن الرد على استخدامها سلاحا نوويا ضد جيرانها سيكون ردا جهنميا مدمرا.

كما شكك كيلر في مزاعم قادة إيران المتمثلة في كونهم يسعون لتطوير برنامجهم النووي لأغراض سلمية، وقال إن قادة إيران يبذلون كل الجهود الممكنة للحصول على القنبلة النووية، مشيرا إلى عدد من الدوافع التي تجعلهم يطمحون للحصول على السلاح النووي.

وأوضح الكاتب أن إيران تسعى للحصول على ترسانة من السلاح النووي، وذلك في ظل العزة بالنفس والميل إلى ما وصفه بجنون العظمة لدى قادة إيران وملاليها الذي يعود بجذوره إلى تاريخ البلاد وأمجادها القديمة، وفي ظل كونها تقع في محيط غير ودي، وذلك لوجود ما قال إنهم العرب في مقابل الفرس، ولوجود السنة في مقابل الشيعة، لا بل لوقوعها بالقرب من خمس دول نووية تمثل قوى عالمية.

كاتب أميركي:
إيران ستعمد بعد أي هجوم عليها إلى مواصلة تخصيب اليورانيوم في مناطق عميقة تحت الأرض، ولا يمكن منع طهران من تصنيع السلاح النووي إلا بطريقة واحدة تتمثل في الهجوم على إيران واحتلالها بالكامل

احتلال كامل
وقال الكاتب إنه لا الدبلوماسية ولا المفاوضات ولا العقوبات ولا فيروسات الحاسوب يمكنها أن تثني النظام الإيراني عن المضي قدما للحصول على السلاح النووي، موضحا أن كل هذه الإجراءات ربما أفلحت في إبطاء الخطى الإيرانية النووية لبعض الوقت، ولكن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ما فتئ يتزايد بأحجام هائلة.

وأشار إلى المخاطر التي يشكلها الرد الإيراني على أي هجوم إسرائيلي أو حتى أميركي ضد المنشآت النووية الإيرانية، وقال إن تلك المخاطر تتمثل في الغضبة الإيرانية والعربية، بل غضب تنظيم القاعدة وبقية الجماعات المسلحة ضد المصالح الإسرائيلية والأميركية على المستويين القريب والبعيد، إضافة للصدمة التي سيتعرض لها الاقتصاد العالمي نتيجة تعثر الصادرات النفطية المتجهة إلى الغرب.

وقال إن إيران ستعمد بعد أي هجوم ضدها إلى مواصلة تخصيب اليورانيوم في مناطق عميقة تحت الأرض، وإنه لا يمكن منع إيران من تصنيع السلاح النووي إلا بطريقة واحدة تتمثل في الهجوم على إيران واحتلالها بالكامل.

وأضاف أنه رغم الخطابات الغاضبة للقادة الإيرانيين، فإنه لا يعتقد أن الإيرانيين جادون في تلويحهم بتدمير إسرائيل ومسحها عن الوجود، مضيفا أنه رغم القسوة "الهتلرية" التي قد يتصف بها الإيرانيون ضد الإسرائيليين فإن دولة إسرائيل تبقى في المقابل دولة نووية قوية، بل تبقى محمية من جانب دولة نووية أخرى قوية، ممثلة في الولايات المتحدة.

وخلص الكاتب إلى القول إنه يمكن العمل على ردع إيران نووية، لأن ذلك يبقى أقل خطرا من رد الفعل الإيراني إزاء أي هجوم على منشآت إيران النووية.

المصدر : نيويورك تايمز