افتتاحية: معضلة سيناء المصرية

A file picture dated 10 November 2011 shows flames rising from a gas pipeline following a blast in Al-Arish northern Sinai, Egypt. According to media reports an explosion occurred on 22 July 2012, at al-Tuwail, East of the Sinai town of al-Arish, at a place before the pipeline diverges into Israel and Jordan directions, in the 15th such attack on the line that transports gas to Israel and Jordan since the end of former president Hosni Mubarak ruling. Although company's officials state that the pipeline has not been working since last April's explosion, other sources indicate that shipments to both Israel and Jordan had been resumed on 19 July.
undefined

قالت نيويورك تايمز بافتتاحيتها إن الرئيس المصري محمد مرسي، الذي تولى السلطة قبل أقل من شهرين، يواجه صعوبة في إدارة البلاد والاقتصاد والمشهد السياسي بطريقة تتماشى مع ما تمليه مرحلة ما بعد مبارك.

ورأت الصحيفة أن الهجوم على المركز الحدودي في شبه جزيرة سيناء المصرية والذي أودى بحياة 16 عسكريا مصريا، قد أضاف تحديا جديدة إلى قائمة التحديات التي تواجه الرئيس مرسي، وحوّل الهجوم المخاوف الأمنية القديمة إلى أزمة متفجرة.

واعتبرت نيويورك تايمز أن الهجوم جاء بمثابة اختبار لقدرة مرسي على بسط الأمن في سيناء، واختبار لرؤيته للعلاقة مع إسرائيل. ورغم أن عناصر الخلاف والفرقة بين البلدين كثيرة، فإنهما يجتمعان في خندق واحد عندما يتعلق الأمر بالحدود المشتركة في سيناء.

وجزمت الصحيفة بأنه لن يكون هناك سلام واستقرار إذا لم يتحقق أمران: الأول أن تجد مصر سبيلا للعمل يدا بيد مع إسرائيل في حل المعضلات الأمنية، والثاني أن تستمر القاهرة في احترام وتنفيذ اتفاق السلام مع إسرائيل كما هو.

وكانت الوجود العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء قد خضع لتقتير شديد وفق بنود عملية السلام، وقالت الصحيفة إن الرئيس السابق حسني مبارك تعاون مع إسرائيل في الشق الأمني فيما يتعلق بسيناء ولكنه أهمل الصحراء ومن فيها، الأمر الذي ولّد شعورا بالإقصاء والتهميش لدى بدو سيناء. ومنذ تنحي مبارك أصبحت سيناء مرتعا للمجرمين والمتطرفين وشهدت غيابا لافتا لمؤسسات الدولة.

وقد اتجهت أصابع الاتهام في الحادث إلى جهات عديدة منها إيران والقاعدة وإسرائيل. الجيش المصري نعت المهاجمين الذين قتلوا 16 من عناصره بـ "الكفرة". أما الرئيس مرسي فقد تجاهل اتهام مجموعة الإخوان المسلمين لإسرائيل وتعهد ببسط الأمن في سيناء.      

واعتبرت الصحيفة لقاء قادة عسكريين مصريين وإسرائيليين على الحدود بعيد الحادث لبحث سير التحقيقات أمرا إيجابيا. كما أشادت بشروع مصر بغلق أنفاق التهريب مع غزة وبتسليم إسرائيل جثث المهاجمين إلى القاهرة بالإضافة إلى العربة المصفحة التي سرقوها وحاولوا استخدامها في اقتحام الحدود الإسرائيلية قبل أن تقتنصهم نيران الطائرات الإسرائيلية.

مصر بحاجة إلى تعديل اتفاقية السلام وتعزيز وجودها العسكري في سيناء لتتمكن من بسط الأمن هناك. إلا أن نيويورك تايمز رأت بأنه من الصعب الجزم بأن توضع سيناء كأولوية من قبل مؤسسة الرئاسة والجيش المصري، في وقت لا تزال فيه استحقاقات المرحلة الانتقالية الشغل الشاغل للساحة السياسية المصرية.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: الأمر يتعلق بالمصلحة الوطنية، وهو شيء لا يزالون يجدون صعوبة في فهمه.

المصدر : نيويورك تايمز