طلاس: العلويون بحاجة لطمأنة

epa03297543 (FILE) A handout file picture dated 18 June 2000 made available by the official Syrian Arab News Agency (SANA) showing Syrian President Bashar al-Assad (L) and Manaf Tlass (R) attending the ninth congress of the ruling Baath Party in Damascus, Syria. Media reports on 05 July 2012 state that Republican Guards Brigadier General Manaf Tlass, a childhood friend of Syrian President Bashar al-Assad, had defected. French Foreign Minister Laurent Fabius told the Friends of Syria conference on 06 July that Tlass was on his way to Paris, where he is said to have family. EPA/SANA/HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
undefined
كتبت صحيفة واشنطن بوست أن من وصفته بأنه "أبرز منشق عسكري سوري" يقول إن مفتاح التحول السياسي في البلاد يكمن في توفير "شبكة أمان" تقنع العلويين بأنهم لن يُذَبَّحوا إذا ما انشقوا عن الرئيس بشار الأسد.

ونقلت عن مناف طلاس، وهو الجنرال السابق في الجيش السوري الذي غادر البلاد في يوليو/ تموز ولاذ بفرنسا، قوله إن "همي الرئيسي هو إقناع العلويين بأنهم لن يُضطروا للانتحار مع النظام".

وأشارت الصحيفة إلى أن حديث طلاس كان أول حوار تفصيلي منذ انشقاقه عن الأسد الذي كان صديقه المقرب.

وقال طلاس إنه قبل أن يكون هناك تحول سياسي يجب أن يكون هناك أولا قناة ثقة بين الجيش السوري الحر المعارض وأفراد الجيش الذين يمكن التصالح معهم والذين هم على استعداد للانشقاق عن الأسد كما فعل هو. وبدون هذه الارتباطات، كما قال طلاس، فإن الإطاحة بالأسد ستقحم البلاد في فترة من العنف الفوضوي ويصبح من الممكن الحصول على أسلحة سوريا الكيميائية.

وأضاف طلاس "كثير من العلويين الآن غير سعداء بما يحدث على الأرض، لكن أين هي المنطقة الآمنة لهم؟ العلويون بحاجة لأن يعرفوا أن هناك جانبا قويا سيضمن أمنهم إذا انشقوا".

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن طلاس مسلم سني فإنه كان يقود وحدة من الحرس الجمهوري الخاص 80% منها كانت من الأقلية العلوية التي ينحدر منها الأسد وحاشيته الداخلية.

ثورة الآباء
وذكرت واشنطن بوست أن طلاس، البالغ 49 عاما من العمر، تحدث بتأثر عن انشقاقه عن الأسد الذي قال عنه إنه لطخ اسمه بالدماء للدرجة التي لن يتمكن معها من حكم سوريا فعليا مرة أخرى أبدا. وكان الأمر قد بدأ في ربيع 2011 عندما أخذت الاحتجاجات في الانتشار وعرض طلاس مقابلة المتظاهرين. وأبلغ الأسد عن اجتماع في أبريل/ نيسان في داريا، بريف دمشق مع الثوار الشباب الذين كان آباؤهم صامتين لكنهم على ما يبدو كانوا فخورين. وحذر طلاس وقتها بأن "هذه ثورة الآباء عبر الأبناء" مشيرا إلى أن هذا الصراع سيكون مستحيلا الفوز فيه بالقوة.

ويقول طلاس إنه بحلول شهر مايو/ أيار 2011 تم تجاهل خطته للتقارب وألقي القبض على الأشخاص الذين كانوا على اتصال به بعد لقائه بهم. وكانت هذه هي القضية حتى في الرستن، وهي مدينة في وسط سوريا حيث ولد أبوه. وبعد أن حاول طلاس إصلاح ذات البين هناك وبخه حافظ مخلوف ابن عم الأسد فتوقف طلاس عن قيادة وحدته بعد ذلك.

وذكرت الصحيفة أن انقطاع العلاقة بين طلاس والأسد كان في يوليو/ تموز 2011 عندما استدعى الأسد طلاس وسأله عن سبب عدم قيادته لقواته، وقال طلاس إنه رد على ذلك بأن الرئيس ورجاله كانوا غير مخلصين بشأن التوصل إلى تفاهم. وقال وقتها "أنتم تجعلون مني كاذبا. وأنت وسوريا تنتحران". ورد الأسد بأن "هذه الخطة كانت تافهة وأنه سيلجأ إلى الخيار الأمني".

وقال طلاس في آخر ذاك اللقاء "أنتم تحملون حملا ثقيلا وإذا أردتم أن تطيروا عليكم أن تسقطوا هذا الحمل عن كاهلكم". وأضاف "لكن يبدو هذا الحمل الثقيل -الأسرة والأقارب- هو الذي فاز".

ويقول طلاس إنه فكر في البداية في أنه يمكن أن يبقى في دمشق في معارضة صامتة للسياسات المتشددة. لكن العنف بلغ حد المجازر في أنحاء البلاد "ولم يعد ضميري يستطيع تحمل أكثر من ذلك". وبدأ يفكر مع نهاية العام في كيفية الهرب.

وتشير الصحيفة إلى أن الجنرال السابق ما زال يتمتع بالملامح المميزة له التي جعلت منه قائدا عسكريا صاحب شخصية كاريزمية وهو الأمر الذي جعل البعض يتكهن بأنه قد يلعب دورا في المرحلة الانتقالية السورية. لكن طلاس يقول إنه لا يرغب في أي منصب في حكومة مستقبلية وإنه يركز فقط على خريطة الطريق التي اعتمدها لتفادي النزاع الطائفي.

المصدر : واشنطن بوست