حزب الله يتحرك علانية في أوروبا

الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله خاطفي اللبنانيين الأحد عشر في سوريا إلى استبعاد قضية هؤلاء الرهائن من الحسابات المحتملة مع حزب الله أو حركة أمل. وخير الخاطفين بين الحرب والسلم
undefined
كتب نيوكولاس كوليش بصحيفة نيويورك تايمز أنه في الوقت الذي يطلق فيه المسؤولون الأميركيون تحذيرا بسبب ما يسمونه التهديد المنبعث من جماعة حزب الله "الشيعية المتشددة" هناك الآلاف من أعضائها ومؤيديها ينشطون علانية في أوروبا بجمع الأموال التي تُحول لقيادة الجماعة بلبنان.

وتصر أميركا وإسرائيل على أن جماعة حزب الله منظمة إرهابية مدعومة من إيران أيديها ملطخة بالدماء وأنها تعمل عن كثب مع طهران لتدريب وتمويل القمع العسكري السوري القاتل للانتفاضة. ومع ذلك يستمر الاتحاد الأوروبي في معاملتها كحركة سياسية واجتماعية لبنانية.

وفيما تعلي إسرائيل من مخاوف ضربة استباقية لمواقع إيران النووية، يحذر محللو استخبارات من أن إيران وحزب الله سيردان بهجمات على أهداف خارجية.

وقد أفاد التقرير السنوي للاستخبارات الألمانية الداخلية أنه في الوقت الذي يُعتقد أن الجماعة تعمل بكل أنحاء قارة أوروبا، تمثل ألمانيا مركز نشاط فيه نحو 950 عضوا ومؤيدا للجماعة بزيادة خمسين على عام 2010. ومن المقرر أن يخرج مؤيدو الحزب وآخرون السبت القادم بمسيرة في ألمانيا بمناسبة يوم القدس السنوي، احتجاجا على سيطرة إسرائيل على المدينة. وقد أبلغ المنظمون شرطة برلين بأن الحدث سيجذب ألف شخص ومن المحتمل أن تخرج أيضا مظاهرتان مضادتان.

وأشار كوليش إلى أن حزب الله حافظ على سرية نشاطه بأوروبا منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وكان يعقد اجتماعات سرية ويجمع الأموال التي تذهب إلى لبنان حيث يستخدمها المسؤولون هناك بمجموعة من النشاطات، بناء المدارس والعيادات وتقديم الخدمات الاجتماعية وتنفيذ هجمات إرهابية، وفق وكالات الاستخبارات الغربية.

وأضاف أن وكالات الأمن الأوروبية تراقب المؤيدين السياسيين للجماعة، لكن الخبراء يقولون إن هذه المراقبة تكون غير فعالة عندما يتعلق الأمر بمتابعة الخلايا النائمة التي تشكل أعظم الخطر. وقال ألكسندر ريتسمان، مستشار سياسي بالمؤسسة الأوروبية للديمقراطية ببروكسل وكان شاهدا أمام الكونغرس ضد حزب الله، "الجماعة لديها عملاء حقيقيون ومدربون في أوروبا لم يُستخدموا منذ وقت طويل لكن إذا أرادت تفعيلهم فبإمكانها ذلك".

القائمة السوداء
وقال الكاتب إن عدم رغبة الاتحاد الأوروبي في وضع الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية يعقد أيضا جهود الغرب في التعامل مع تفجير الحافلة البلغارية والصراع السوري. وبعد أسبوع من الهجوم سافر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى بروكسل للقاء اعتيادي مع المسؤولين الأوروبيين ودعا الاتحاد الأوروبي خلال اللقاء لتضمين حزب الله بالقائمة لكن مناشداته لاقت آذانا صماً.

حزب الله حافظ على سرية نشاطه بأوروبا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 وكان يعقد اجتماعات سرية ويجمع الأموال التي تذهب إلى لبنان حيث يستخدمها المسؤولون هناك في مجموعة من النشاطات

وحينها قال وزير الخارجية القبرصي، الذي كانت دولته تترأس دورة رئاسة الاتحاد، إنه "ليس هناك إجماع بين الاتحاد الأوروبي لوضع حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية. وإذا ما توافر دليل ملموس على تورط الجماعة في أعمال إرهاب فإن الاتحاد الأوروبي سيدرس إدراجها على القائمة".

ويرى الكاتب أن أوروبا كانت أكثر تسامحا منذ فترة طويلة مع الجماعات الإسلامية "المتشددة" من الولايات المتحدة. وقبل هجمات 11 سبتمبر كان لتنظيم القاعدة مكتب معلومات صحفي بلندن. ومعظم التخطيط والتنظيم للهجمات تم في هامبورغ بألمانيا حيث كان يعيش زعيم "المؤامرة" محمد عطا.

ويعتقد أن ثغرة الإدراك الحسي عبر الأطلسي كبيرة جدا لدرجة أن المسؤولين الأميركيين يبدون أكثر قلقا بشأن التهديد الذي يشكله حزب الله لأوروبا من الأوروبيين أنفسهم.

ومع ذلك أعلنت هولندا أن حزب الله منظمة إرهابية عام 2004، قائلة إنها لم تميز بين الجناح السياسي والإرهابي للجماعة. في حين تميز بريطانيا بين الطرفين وتدرج الجناح العسكري فقط على القائمة. والفرنسيون لا يعتقدون أنه من الذكاء إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب لأنها فاعلة سياسيا.

وختم الكاتب بما يقوله بعض الخبراء إن مسؤولي الأمن بالقارة معارضون لإدراج الجماعة بالقائمة السوداء لأنهم على ما يبدو يرون مهادنة ضمنية، حيث لا يشن حزب الله هجمات ومسؤولو إنفاذ القانون الأوروبي لا يتدخلون في جمعه للأموال والعمل التنظيمي. وهناك خوف من استدراج غضب الحزب ودعوتها بنهاية المطاف للقيام بعمليات ببلادها. وكما تساءل أحدهم "لماذا نقلب الحجر لنرى ما تحته؟".

المصدر : نيويورك تايمز