السوريون يتحدون الحرب بالإنجاب

A Syrian worker wounded in an Israeli air attack on the Lebanese village of al-Qaa near the Syrian border lies in a hospital in Syria, on Friday 04 August 2006. Israeli jets raided an area near the Syrian-Lebanese border in eastern Lebanon Friday, inflicting casualties, Lebanese police said. The planes fired several missiles in the area of Al-Qaa,
undefined

قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها من مدينة حلب السورية، إن السوريين يتحدون القصف والنار باستمرارهم في ممارسة حياتهم العادية وإقامة حفلات الزواج والاحتفاء بالمواليد الجدد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من الآباء يسمون مواليدهم الجدد على أسماء أقاربهم الذين قضوا إما في المعارك أو تحت القصف.

ورغم لجوء عدد كبير من السوريين إلى البلدان المجاورة طلبا للأمان، إلا أن من بقي في الداخل السوري أكثر بكثير، وهؤلاء يحاولون دوما حل المعادلة الصعبة: كيف السبيل للموازنة بين الرغبة في الحياة الطبيعية وشرور الحرب؟

وتضرب الصحيفة مثالا بشاب سوري اسمه رامز عبد الله، 25 عاما، أراد إلغاء حفل زواجه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لأنه اعتقد أنه من غير المناسب إقامة حفل زفاف والناس يموتون في أنحاء سوريا، إلا أن العروس وعائلته أصروا أن يقام الحفل وهكذا كان.

يقول أبو مصطفى الذي سمى ابنه مصطفى تيمنا بأخي زوجته الذي قتل في ساحة المعركة: هذه هي سوريا، قتل مصطفى وولد مصطفى جديد. إن معظم المواليد الجدد يسمون تيمنا بأولئك الذين قتلوا… مهما يقتل النظام، فإننا مستعدون لتعويض من ذهب بمواليد جدد

ورغم تلبية مطالب العروس والعائلة، إلا أن حفل الزفاف لم يتم بشكل طبيعي، حيث تعذر على أولئك الذين يسكنون خارج دمشق من العائلة والأصدقاء القدوم إلى العاصمة، بينما قاطع الحفل من يميل إلى رأي آخر مفاده بأنه من غير المناسب إقامة حفل زفاف وسط الحرب وسفك الدم.

أما طلبة الجامعات، فرغم استمرار الكليات والجامعات بفتح أبوابها وعقد الحلقات الدراسية بشكل طبيعي ومنتظم، إلا أن الطلبة يقولون إنهم يجدون صعوبة في التركيز بينما الحرب في كل مكان من حولهم.

ويرى أستاذ الاجتماع في الجامعة اللبنانية ملحم شاوول أن الناس في الحروب يميلون إلى تقليص دائرة نشاطهم، كنوع من الانطواء الذاتي، ويقول "يعيش الناس في دوائر أصغر من المعتاد، يلتقون بنفس الأشخاص، ويبقون بجوار طائفتهم".

وعودة إلى المواليد الجدد، قالت الصحيفة إن الحرب تشهد عادة انخفاضا في عدد المواليد، ولكن هذا لا ينطبق على الوضع في سوريا، إلا أن حالات الولادة التي حدثت في الشهور الأخيرة لم تكن سلسة وقد تفتقد السعادة المعتادة في مثل هذه الحالات.

أبو مصطفى فوجئ بزوجته تعاني آلام المخاض في اليوم الذي وصل فيه القتال إلى حيهم، وغادر بسيارته مع زوجته وسط مئات السيارات المملوءة بالناس الباحثين عن ملجأ آمن، وفي النهاية اضطر إلى القيادة بسيارته لساعات ليصل قرية أهل زوجته حيث انتظرتهم قابلة ساعدت أم مصطفى في ولادة أول طفل لها بعد معاناة طويلة.

وقال أبو مصطفى الذي سمى ابنه مصطفى تيمنا بأخي زوجته الذي قتل في ساحة المعركة، "هذه هي سوريا، قتل مصطفى وولد مصطفى جديد. إن معظم المواليد الجدد يسمون تيمنا بأولئك الذين قتلوا (…) مهما يقتل النظام، فإننا مستعدون لتعويض من ذهب بمواليد جدد".

وأوضحت الصحيفة أن معظم حالات الولادة تمت في ظروف غير ملائمة للنساء اللاتي يعانين عادة من حالة نفسية صعبة أثناء الولادة، حيث وجدن أنفسهن في مستشفيات ملأى بجرحى المواجهات والدم.

المصدر : نيويورك تايمز