كاتب أميركي يدعو للتدخل في سوريا

An image grab taken from a video uploaded on YouTube on August 11, 2012 allegedly shows smoke billowing from buildings in the al-Khalidiyah neighbourhood of the Syrian central city of Homs following shelling by forces loyal to President Bashar al-Assad
undefined

أشار الكاتب الأميركي كينيث إم بولاك إلى الحرب الأهلية المستعرة في سوريا، وتساءل عن الكيفية التي يمكن من خلالها إيجاد نهاية للحرب التي تعصف بالبلاد، وقال إن الحل ربما يكمن في طريقتين، وهما مساعدة الطرف الرابح أو التدخل الدولي العسكري المباشر.

كما أشار بولاك -الذي يعمل كبير باحثين لدى مركز سابات لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز في واشنطن- في مستهل مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى المثل الصيني الذي يقول "إن بداية الحكمة هي أن تسمي الأشياء بمسمياتها".

وأوضح الكاتب -وهو مؤلف كتاب طريق الخروج من الصحراء: إستراتيجية كبرى لأميركا في الشرق الأوسط- إن الاسم الصحيح لما يجري في سوريا في الوقت الراهن، بل ومنذ ما يزيد على عام، هي أنها حرب أهلية شاملة.

وأوضح أن سوريا اليوم هي مثل لبنان في السبعينيات والثمانينيات، ومثل الكونغو والبلقان في التسعينيات، ومثل العراق بين عامي 2005 و2007، وأن ما يحدث في سوريا يختلف عما جرى في كل من اليمن ومصر أو تونس في كل الأحوال.

كينيث بولاك:
الحروب الأهلية، وخاصة منها ما يوصف بالعرقية أو الطائفية كالتي تحتدم نيرانها الآن في سوريا، تعكس وتطلق في الوقت نفسه قوى جبارة تحد وتقيد ما يمكن عمله إزاءها، وهذه القوى لا يمكن وقفها أو تجاهلها، ولكن يجب التعامل معها مباشرة إذا ما أراد أحد إيجاد أي فرصة لإنهاء الصراع برمته

إنهاء الصراع
وقال بولاك إنه لمن المهم قبول هذه الحقيقة البسيطة، لأن الحروب الأهلية، وخاصة منها ما يوصف بالعرقية أو الطائفية كالتي تحتدم نيرانها الآن في سوريا، تعكس وتطلق في الوقت نفسه قوى جبارة تحد وتقيد ما يمكن عمله إزاءها. وهذه القوى لا يمكن وقفها أو تجاهلها، ولكن يجب التعامل معها مباشرة إذا ما أراد أحد إيجاد أي فرصة لإنهاء الصراع برمته.

وتساءل الكاتب عن كيفية وإمكانية إنهاء هذا النوع من الحروب كتلك التي تعصف بسوريا، وقال إن الحل ربما يتم بإحدى طريقتين، موضحا أن الطريقة الأولى تتمثل في أن ينتصر أحد الطرفين في الحرب، وعادة ما يتم ذلك بطريقة وحشية قاسية.

وأما الطريقة الأخرى لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، فيراها الكاتب تتمثل في قيام طرف خارجي بالتدخل بقوة كافية لإيقاف القتال.

وقال الكاتب إنه ما لم تلتزم الولايات المتحدة بدعم أحد الطرفين المتقاتلين في سوريا، أو أن تقود واشنطن تحالفا دوليا للتدخل العسكري المباشر في سوريا، فإن الأوضاع الكارثية ستبقى على حالها في البلاد.

واستبعد بولاك احتمالية حل سلمي للأزمة السورية المتفاقمة، وقال إن الحلول السلمية قلما أتت بنتيجة في تاريخ الحروب الأهلية في العالم، داعيا العالم إلى التوقف عما وصفها بعملية ملاحقة السراب فيما يتعلق بالمبادرات السلمية من أجل حل في سوريا.

قوة تفرض الحل
وقال إن التوصل إلى حل للحرب الأهلية في سوريا من خلال المفاوضات يحتاج إلى قوة تفرض ذلك الحل وتضمنه، وإن هذا الشيء لم يتوفر في حال سوريا، وهو ما دفع بمبعوث كل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان إلى تقديم استقالته.

ودعا الكاتب إلى التخلي عن أي مبادرات سلمية لوقف الحرب الأهلية في سوريا، بدعوى أن المبادرات السلمية باتت غير مجدية، وأنها لا تأتي بحل للأزمة المتفاقمة، بل إنها تصرف الأنظار عن المشكلة الحقيقية.

وأشار إلى أنه حتى لو تمكنت الولايات المتحدة من جعل روسيا تستخدم نفوذها وتمارس ضغوطا يكون من شأنها تنحي الرئيس السوري بشار الأسد أو أن يتم تنحيه على الطريقة اليمنية، فإن الطريقتين تبقيان غير مقنعتين.

وأوضح أنه لا يبدو أن الأسد سيقبل بالتنحي عن السلطة طواعية، وذلك لأنه مقتنع أن معارضيه سيقومون بقتله هو وعائلته، وأنه سيلقى المصير نفسه الذي لقيه الرئيس العراقي صدام حسين أو العقيد الليبي الراحل معمر القذافي أو غيرهما من القادة السابقين.

وقال الكاتب إنه حتى لو تخلى الأسد عن منصبه طواعية أو فر من سوريا، فإن مثل ذلك التخلي أو الفرار لن يكون له معنى، وذلك لأن النتيجة المحتمة ستتمثل في أن تخلفه شخصية من الطائفة العلوية، التي تعتبر الصراع في سوريا مسألة وجود.

وأكد الكاتب أن حل الأزمة السورية المتفاقمة لن يكون إلا من خلال اختيار الانحياز إلى طرف من بين الطرفين المتنازعين، أو قيادة تدخل متعدد الأطراف والدول، موضحا أن الفرص المتاحة الآن تدل على أن الخيار الأول هو الخيار الأفضل، وفي حال فشله فيمكن الانتقال إلى الخيار الثاني.

المصدر : واشنطن بوست