إيران تعزز قواتها في الخليج

(FILE) A file picture dated 15 January 2012 shows Oil tankers in the Strait of Hormuz from Khasab, Oman on 15 January 2012. Reports state on 25 January 2012 that the International Monetary Fund (IMF) has warned of a 20-30 per cent oil price rise if Iranian exports are disrupted due to financial sanctions on Iran imposed by the West. EPA/ALI HAIDER
undefined

تحث إيران الخطى سريعا لرفع إمكانات قواتها المرابطة على ساحل الخليج العربي تحسبا لمواجهة محتملة مع القوات الأميركية في حال إغلاق مضيق هرمز.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن محلل أميركي متخصص في شؤون الشرق الأوسط قوله بأن إيران عززت قدراتها الهجومية بصواريخ متقدمة مضادة للسفن وغواصات وزوارق هجومية سريعة.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن إيران طورت تلك الأسلحة بمساعدة أجنبية، الأمر الذي أعطى الإيرانيين مزيدا من الثقة بقدرتهم على تدمير سفن حربية أميركية في حال نشب صراع عسكري إذا ما أقدمت إيران على غلق مضيق هرمز.

وكانت إيران قد كرّرت تهديدها بغلق مضيق هرمز بعد ارتفاع حدة التوتر في علاقاتها مع الغرب نتيجة فشل الجولات الأخيرة من المباحثات حول ملف إيران النووي. يذكر أن الولايات المتحدة ودول الغرب يتهمون إيران بأنها تتخذ من برنامجها النووي السلمي غطاء لإنتاج أسلحة نووية.

وقد عزّزت الولايات المتحدة مؤخرا قواتها المنتشرة في الخليج العربي، بينما اعتبرت إيران وجود سفن حربية أميركية في الخليج العربي "خطرا حقيقيا" على الأمن في المنطقة. وقد ردت الولايات المتحدة متشجعة بدعم حلفائها في منطقة الخليج العربي بمزيد من القوات بعد أن أقرت من قبل مجلس النواب الأميركي (الكونغرس).

كما أعلنت الولايات المتحدة عن إجراء مناورات عسكرية في المنطقة، وتدريبات على كاسحات الألغام البحرية وبطاريات صواريخ دفاعية أرضية.

سيكون عدد كبير من السفن الإيرانية قابعا في قعر الخليج، ولكن رغم ذلك سيكون بمقدور إيران أن تعتبر نفسها قد ربحت المعركة 

ولكن الصحيفة أعربت عن اعتقادها بأن احتمال إقدام إيران على حرب شاملة ضد الأسطول الأميركي المتفوق عليها بأشواط كثيرة، هو احتمال ضعيف. لكنها أشارت من جهة أخرى إلى أن إيران قد تقدم على ضربة عسكرية محدودة، إذا ما أقدمت إسرائيل و/أو الولايات المتحدة على ضرب مواقع إيران النووية.

كما أشار محللون إلى أن إيران قد تقدم أيضا على غلق مضيق هرمز -الذي تمر عبره 20% من تجارة النفط في العالم- احتجاجا على العقوبات الدولية المطبقة بحقها.

ورغم حقيقة تفوق العسكرية الأميركية بشكل واضح، إلا أن دراسة أجرتها وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في أبريل/نيسان الماضي استنتجت أن إيران اليوم أقوى من عشر سنين مضت، وقد اكتسبت قدراتها العسكرية مزيدا من "الفاعلية والقدرة التدميرية".

وتستحضر الصحيفة دراسة يعود تاريخها إلى عام 2009 نفذتها الكلية الحربية البحرية الأميركية، قالت فيها إن مضيق هرمز ملئ بالجزر الصغيرة التي تصلح لأن تكون قواعد لشن حرب عصابات غير منظمة ضد الأسطول الأميركي، وهو أسلوب حرب يرغب به القادة الإيرانيون.

وكانت إيران قد عرضت في تدريبات ومناورات أجرتها في الفترة الأخيرة صواريخ وقدرات هجومية ودفاعية. كما تضم ترسانتها صواريخ سيلكوورم الصينية المصممة لاستهداف السفن، بالإضافة إلى طوربيدات فائقة السرعة روسية التصميم.

وأوضحت الصحيفة أن إيران تعد العدة لاستخدام أسراب من الزوارق الهجومية الصغيرة لتضرب في وقت واحد حاملات الطائرات الأميركية بشكل انتحاري. ورغم أن الأسطول الأميركي سيتعافى سريعا من أي خسائر مبكرة ويمكنه أن يقلب موازين المعركة، إلا أن إيران ستسارع في هذه الحالة إلى إعلان انتصار سريع كجزء من الحرب النفسية التي ستعتمد عليها لحشد الدعم لمعركتها.

وعلّق المستشار العسكري السابق للبنتاغون مايكل إيشنستاد بالقول "سيكون عدد كبير من السفن الإيرانية قابعا في قعر الخليج، ولكن رغم ذلك سيكون بمقدور إيران أن تعتبر نفسها قد ربحت المعركة".

ويرى المسؤولون الأميركيون أن بناء إيران لترسانتها العسكرية الضخمة هدفه إثبات وجودها في المنطقة.

المصدر : واشنطن بوست