المسؤولية الأخلاقية تجاه سوريا

An image grab from a video uploaded on YouTube shows Syrian army tanks in the city of Yabrud, 80 km north of Damascus on March 8, 2012.
undefined

دعت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية الرئيس باراك أوباما إلى التخلي عن العمل في سوريا من خلال الأمم المتحدة، وقالت إن المسؤولية الأخلاقية تجاه سوريا تحولت من الأمم المتحدة إلى أوباما. وأشارت إلى أن الصين وروسيا لا يزال بإمكانهما الحفاظ على القيادة الأخلاقية للأمم المتحدة بمساندتهما عقوبات أشد ضد الرئيس بشار الأسد.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن الأميركيين لهم تاريخ طويل في ازدواجية المشاعر بشأن التخلي عن قيادة العالم للأمم المتحدة. وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لم يهاجم صربيا بموافقة الأمم المتحدة عام 1999 مثل خلفه جورج بوش في غزوه العراق عام 2003.

وأضافت بأن أوباما نفسه الذي تعهد لدى أدائه القسم في تسلمه منصب الرئاسة باحترام الأمم المتحدة لم ينتظر موافقة مجلس الأمن الدولي في حرب ليبيا عام 2011.

ثلاث مصائب
وقالت الصحيفة إن أوباما يمكنه اليوم أيضا إعطاء ظهره للأمم المتحدة في الوقت الذي تهدد فيه الحرب الأهلية في سوريا بثلاث مصائب: المزيد من المذابح ضد المدنيين، وبروز تنظيم القاعدة في سوريا، واحتمال استخدام الأسلحة الكيميائية.

وأشارت الصحيفة إلى أن افتراق واشنطن من الأمم المتحدة ظهر على السطح الأسبوع الماضي فور استخدام روسيا والصين حق الفيتو ضد مشروع قرار آخر في مجلس الأمن لتشديد العقوبات ضد نظام الأسد.

فشل مجلس الأمن
وأوضحت أن السفيرة الأميركية لدى المنظمة الدولية سوزان رايس قالت إن مجلس الأمن فشل تماما تجاه سوريا وإن واشنطن ربما تعمل مع شركاء متعددين خارج المجلس.

ومضت كريستيان ساينس مونيتور لتقول إن الاستخبارات المركزية الأميركية تراقب تدفق الأسلحة من السعودية وقطر إلى المعارضين السوريين، كما أنها تقدم تدريبا على الاتصالات والمعدات لقوى المعارضة وبالطبع الدعم الاستخباري، كما تحاول منع الرحلات الجوية والبحرية التي يُعتقد أنها تنقل الوقود والأسلحة إلى النظام السوري.

كذلك حذرت إدارة أوباما الأسد من أنه سيتجاوز خطا أحمر خطيرا إذا استخدم مخزون أسلحته الكيميائية. وقالت الصحيفة "لم تكشف سوريا يوم الاثنين الماضي عن امتلاكها لمثل هذه الأسلحة فقط بل هددت باستخدامها إذا تعرضت سوريا لعدوان خارجي".

استعداد الغرب للكيميائية
وأدت المخاوف حول هذه الأسلحة الفتاكة إلى أن تبدأ الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا الاستعداد للتدخل في سوريا في أي لحظة، خاصة إذا انهار النظام. ونقلت الصحيفة عن رئيس قوات العمليات الخاصة الأدميرال وليام ماكرافن قوله الشهر الماضي "يحتاج تأمين الأسلحة الكيميائية لجهد دولي لدى سقوط الأسد، ومن المؤكد أنه سيسقط".

وأشارت الصحيفة إلى أن اللاجئين من سوريا في حاجة للمساعدة وأنهم يسببون مصاعب لدول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن.

واستمرت الصحيفة قائلة إنه وحتى إذا انهار النظام، فإن الولايات المتحدة ربما يتوجب عليها أن تتسلم زمام المبادرة لمنع الفوضى في قلب الشرق الأوسط بتأمين الأسلحة النووية ومنع أي تدخل من إيران في سوريا.

وقالت إن روسيا والصين لا يزال لديهما الوقت لتعزيز قيادة الأمم بشأن سوريا للحفاظ على قيادة المنظمة الدولية في أزمة مستقبلية. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمم المتحدة أُنشئت للتعامل مع قضايا مثل الإبادة وأسلحة الدمار الشامل والإرهاب وقالت إن سوريا تمثل حاليا مزيجا من الثلاث.

واختتمت بقولها إن المسؤولية الأخلاقية ربما تكون أثقل على عضوي الأمم المتحدة اللذين استخدما حق الفيتو "لكن إذا لم يتحملاها فأوباما سيستمر في تحملها".

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور