رفض شعبي للقاعدة بشمالي مالي

A picture taken on April 10, 2006 shows local residents walking near a mosque in Timbuktu. Al-Qaeda linked Islamists in northern Mali went on the rampage in Timbuktu on June 30, 2012
undefined

قالت صحيفة ذي غارديان البريطانية أن تنظيم القاعدة يواجه انتفاضة ورفضا شعبيا متناميا في المواقع التي يسيطر عليها في شمالي مالي، ووصل الأمر إلى شن الأهالي هجمات مضادة على المواقع التي يسيطر عليها مقاتلوه.  

وقد شهد محيط مدينة تمبكتو -التي يسيطر عليها مقاتلو القاعدة- مظاهرات من شباب محليين غاضبين نزلوا إلى الشوارع مسلحين بالعصي والمناجل.

ونقلت الصحيفة عن عمدة المدينة عثمان سيسي قوله "إن الشباب يزحفون، إنهم يستلون أسلحتهم ويستخدمون أي شيء يصلح للقتال. إنهم يحتجون على تدمير تراثنا واحتجاز وإساءة معاملة مواطنينا".

وقالت الصحيفة إن سكان مدن وبلدات شمالي مالي كانوا قد عبروا عن غضبهم واستيائهم من وصول أفواج من مقاتلي القاعدة قدموا من الجزائر وأفغانستان وباكستان ويفرضون عليهم رؤيتهم المتشددة للشريعة الإسلامية، وأنزلوا عقاب الجلد بمن خالفهم علنا.

السيدة كانت عند مضخة المياه للحصول على الماء وطفلها على ظهرها. في تلك الأثناء مرت مجموعة من مقاتلي أنصار الدين وبدؤوا بجلد السيدة بالسياط لأن غطاء رأسها نزل إلى عنقها

وكان مقاتلو القاعدة قد قاموا بتدمير عدد من الأضرحة لأولياء مسلمين في شمالي مالي كانت منظمة اليونسكو قد اعتبرتها جزءا من التراث الإنساني.

وكانت آخر الاحتجاجات قد خرجت في بلدة غوندام في إقليم تمبكتو لإدانة إقدام مقاتلي مجموعة أنصار الدين على ضرب امرأة ادعوا بأنها لم تغط رأسها ورأس طفلها الذي كانت تحمله على ظهرها.  
 
ونقلت الصحيفة عن آلاسان سيسي 47( عاما) ويعمل مدير مدرسة في غوندام قوله "السيدة كانت عند مضخة المياه للحصول على الماء وطفلها على ظهرها. في تلك الأثناء مرت مجموعة من مقاتلي أنصار الدين وبدؤوا بجلد السيدة بالسياط لأن غطاء رأسها نزل إلى عنقها (وكشف عن شعرها)".

ويكمل سيسي "تلك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير. نزل الشباب إلى الشوارع مباشرة. تجمعوا أولا عند المستشفى، وعندما أخرجهم مقاتلو أنصار الدين من ذلك الموقع، انتقلوا إلى موقع آخر من البلدة، وقاموا بإحراق الإطارات وأغلقوا الطرقات".

وقالت الصحيفة إن الشباب الماليين ينتابهم شعور متصاعد بالرفض لسيطرة المتمردين الأجانب على شمالي مالي، ويقولون إنهم سيحملون السلاح لإخراج "المتطرفين" من مالي التي تعرف باعتناقها لمذهب إسلامي معتدل ومتسامح هو المذهب الصوفي.

وتأتي الاحتجاجات الشبابية ضد المجموعات المسلحة في وقت يتباحث فيه الجيش المالي -الذي استولى على السلطة في مالي بانقلاب في وقت سابق- والحكومة الانتقالية ومنظمة التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا للتدخل عسكريا لاسترداد شمالي البلاد من سيطرة المقاتلين المتطرفين.

المصدر : غارديان