الصين تدرس زيادة دورها في أفغانستان

Chinese President Hu Jintao (R) greets Afghanistan President Hamid Karzai at the Shanghai Cooperation Organization (SCO) summit in the Great Hall of the People in Beijing on June 7, 2012. Security in Central Asia, including the situation in Afghanistan, is set to be the focus of talks at a meeting in Beijing of a regional group dominated by China and Russia. AFP
undefined
كتبت صحيفة فايننشال تايمز أن الصين تريد من منظمة شنغهاي للتعاون، وهي كتلة إقليمية شاركت في تأسيسها بكين، أن تلعب دورا أكبر في أفغانستان في وقت تقلل فيه الدول الغربية تدريجيا وجودها العسكري في الدولة التي مزقتها الحرب.

وقال الرئيس الصيني هو جينتاو في القمة التي تعقدها المنظمة في العاصمة الصينية منذ أمس الأربعاء "سنصر على أن القوى الإقليمية هي التي تقرر بنفسها الشؤون الإقليمية وتمنع الاضطرابات من خارج المنطقة وتلعب دورا أكبر في إعادة الإعمار السلمي لأفغانستان".

وأشارت الصحيفة إلى أن الصين تتشارك مع أفغانستان في منطقة حدودية قصيرة لكنها تخشى انتشار "التطرف الإسلامي" في الدول الأخرى في جنوب ووسط آسيا، التي تمتد عبر جناحها الغربي الطويل، ومنها منطقة شينغيانغ المضطربة ذات الحكم الذاتي.

ومن الجدير بالذكر أنه خلال "الحرب على الإرهاب" التي قادتها الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي، أيدت الصين الجهود الغربية لإسقاط حركة طالبان وإعادة بناء الدولة الأفغانية، لكنها حصرت نفسها في الدور المؤيد للاستقرار الإقليمي من خلال الوسائل الاقتصادية أساسا.

واستفادت الصين مباشرة من الحملات التي شنتها الطائرات الأميركية دون طيار في أفغانستان وباكستان، والتي استهدفت جماعات اعتبرتها بكين مرتبطة بهجمات انفصالية في شينغيانغ.

ويقول بعض المحللين إن النهج الاقتصادي للصين قد يتغير لأن الولايات المتحدة تشرع في سحب معظم قواتها من أفغانستان مع نهاية عام 2014. وفي هذا العام ألمحت بكين إلى زيادة محتملة في الانخراط عندما استضافت حوارا ثلاثيا مع ساسة أفغانيين وباكستانيين.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في بكين حاليا للتوقيع على اتفاق لرفع مستوى العلاقات إلى مستوى "الشراكة الإستراتيجية" مع الصين ومنظمة شنغهاي للتعاون، التي تشمل روسيا وعددا من دول الاتحاد السوفياتي السابق، ستجعل من أفغانستان مراقبا أثناء القمة.

ومن جانبه قال أحد الباحثين إن هناك شكوكا في ماهية الدور الذي يمكن أن تلعبه منظمة شنغهاي للتعاون في أفغانستان. وأضاف أن المنظمة ليس لديها أهلية، وجعلها ممثلا في أفغانستان هو آخر ما تريده بكين.

وأشارت الصحيفة إلى أن التغيير الأكثر ترجيحا في سياسة بكين تجاه أفغانستان هو المزيد من التركيز على تعزيز استقرار الدول المجاورة.

وقال الباحث إن باكستان تشكل قلقا أكبر للصين، فهي تعي أن المؤسسة العسكرية الباكستانية التي طالما اعتمدت عليها كشريك تعاون، تصير أصعب في السيطرة عليها وعلى الدولة ككل من خطر التفكك.

وقالت الصحيفة إن الصين خلال السنوات القليلة الماضية كانت قوة اقتصادية كبيرة في أفغانستان وتتعهد باستثمار ثلاثة مليارات دولار في التنقيب عن النحاس، وفازت شركة كبيرة لها في مجال النفط بحقوق أول حقول نفط أفغانية منذ سقوط طالبان.

لكن مع استمرار افتقار أفغانستان للبنية التحتية الأساسية لنقل الموارد إلى الصين وخشية المستثمرين من الهجمات الإرهابية، تميل الشركات المملوكة للدولة والساسة الصينيون الآن إلى تقليل الاستثمار التجاري والتركيز على الجهود المشتركة لربط أفغانستان ببنية تحتية إقليمية بدلا من ذلك.

المصدر : فايننشال تايمز