مجزرة الحولة.. ما الذي تكشفه؟

A handout picture released by the Syrian opposition's Shaam News Network shows people watching the mass burial on May 26, 2012 of more than 100 victims killed in the central Syrian city of Houla in a massacre condemned by world leaders and described on May 28 by visiting UN-Arab League envoy Kofi Annan as "an appalling moment with profound consequences." While Syria's opposition renewed its call to the international community to help Syrians defend themselves, Damascus' UN envoy Bashar Jaafari said accusations of government responsibility for the Houla attack were part of a "tsunami of lies." AFP PHOTO / HO / SHAAM NEWS NETWORK
undefined

وصفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مجزرة الحولة -التي قتل فيها 108 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال- بأنها حدث استثنائي، وضرب من الكراهية وربما الانتقام الذي كشف عن عمق العداوات التي تمزق البلاد.

وقالت إن أحداث الحولة -التي وقعت في الخامس والعشرين من الشهر المنصرم- كشفت عن عجز المجتمع الدولي عن وقف ما يخشاه الجميع من انزلاق محتوم لسوريا نحو حرب أهلية ضارية يقتل فيها الجار جاره أمام أعين العالم، تماما كما حدث في البوسنة ورواندا.

ورغم أن الرئيس بشار الأسد نفى أن تكون قواته هي التي نفذت المجزرة، وألقى باللائمة على معارضيه، فإن سكان الحولة القريبة من حمص اتهموا الجيش السوري النظامي والموالين له من الشبيحة، وقالوا إنهم جاؤوا من القرى المجاورة التي يقطنها أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

لدى البدء في المظاهرات ورفع الشعارات المطالبة بإعدام الرئيس في الحولة، اتخذت قوات الجيش أماكنها عند الساعة الواحدة ظهرا يوم الجمعة لتبدأ في إطلاق نيران المدفعية والآليات الثقيلة لفض المظاهرات
"
واشنطن بوست

أحداث الحولة
وتلقي الصحيفة الضوء على ما جرى بالضبط يوم الجمعة التي شهدت المجزرة، قائلة إن كل شيء بدأ كما يجري عادة في مثل هذا اليوم من تجمع المتظاهرين بعد الصلاة في موقعين على الأقل.

وقد ترك المتظاهرون زوجاتهم وأمهاتهم وأطفالهم في المنازل، وهو ما زاد من نسبتهم في أوساط الضحايا.

ولدى البدء في المظاهرات ورفع الشعارات المطالبة بإعدام الرئيس، اتخذت قوات الجيش أماكنها عند الساعة الواحدة لتبدأ في إطلاق نيران المدفعية والآليات الثقيلة لفض المظاهرات.

وتقول الصحيفة إن ما جرى لاحقا ما زال غامضا، ولكن اثنين من الناشطين في الحولة أفادوها بأن المقاتلين الثوار هاجموا موقع الجيش السوري الذي يطل على المنطقة، فقتلوا تسعة عناصر بينهم ثلاثة ضباط، حسب الناشط أحمد قاسم.

وتشير إلى أنه لم يتضح بعد من الذي بدأ الهجوم، غير أن سكان الحولة وصفوا مشاهد الفوضى  من فرار الناس وبحثهم عن ملاذات آمنة، ومحاولات إنقاذ الجرحى.

وتروي فاطمة أن رجالا بالزي العكسري تقدموا في وقت متأخر من بعد الظهر نحو شارع تقطن فيه عائلة عبد الرازق التي قتل منها 62 فردا، وكانت تعتقد أن الأمر مجرد روتين، ولكنها سرعان ما سمعت إطلاق النار الذي استمر مدة ساعة.

ووفقا لشهادة مصورة لبعض الناجين، فإن الجنود -برفقة الشبيحة من القرى المجاورة- توجهوا نحو المنازل ليطلقوا النار على كل من يجدونه.

ومن بين أول من وصلوا إلى المكان بعد المجزرة، الناشط الذي أطلق على نفسه اسم حمزة العمر، والذي قال إنه دخل من الباب المفتوح لأول منزل فرأى جثث أربعة أطفال ورجل وامرأة، وتكرر معه المشهد في أكثر من منزل.

وفي وقت لاحق من ذلك المساء، بدأت جولة جديدة من إطلاق النار، حيث قتل 12 فردا من عائلة السيد، وتلك الحادثة وقعت في منطقة تسيطر عليها قوات الأمن السورية، غير أن قناة الدنيا الموالية للحكومة ألقت في اليوم التالي باللائمة على من وصفتهم بـ"الإرهابيين".

ويؤكد سكان الحولة أن الثوار لم يتورطوا في مثل تلك الأحداث لأن المنطقة برمتها تخضع لسيطرة محكمة من قبل الجيش السوري.

وأشارت الصحيفة إلى أن مجزرة الحولة أثارت أزمة إنسانية تمثلت في لجوء الآلاف من السكان إلى القرى القريبة، في ظل غياب ما يكفي من الطعام والدواء، حسب مديرة مكتب لجنة الصليب الأحمر ماريان غيسر.

المصدر : واشنطن بوست