المحادثات مع إيران مد وجزر

EU foreign policy chief Catherine Ashton (2nd L) and chief Iranian nuclear negotiator Saeed Jalili (R) take part in the talks on the controversial Iranian nuclear programme in Moscow, on June 19, 2012
undefined

قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية نقلا عن محللين إن روسيا التي تقوم بدور الوساطة بين إيران والقوى الغربية الكبرى، تعاني من محدودية خياراتها نتيجة تصلب مواقف  طهران وواشنطن.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين روس قلقهم من الوقع البطيء للمفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 رغم التقدم الذي أحرز في جولة المباحثات الأخيرة في موسكو في وقت سابق من الشهر الجاري.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد عبّرت عن مخاوف بلادها من الأضرار الجانبية التي قد يسببها أي هجوم عسكري على إيران، المتمثلة في توحيد الشعب الإيراني خلف القيادة السياسية الإيرانية الأمر الذي سيعطي مددًا لشرعية النظام الحاكم.

وفي إيران، ألقى الإعلام الإيراني باللائمة على إسرائيل في عدم توصل الدول الغربية إلى حل، وبرزت تقارير اتهمتها بإفساد محادثات موسكو، ونعتت مجموعة 5+1 بأنها "محور الدمار".

ونقلت الصحيفة عن نائب إيراني لم تذكر اسمه قوله إن الغربيين يريدون التحرك بتعليمات من إسرائيل.

ووصفت الصحيفة موقف روسيا في الأزمة مع إيران بأنه لعب على الحبال حيث تساهم في العقوبات بصفتها أحد أعضاء مجموعة 5+1، ومن جهة أخرى دأبت على تزويد إيران بالأسلحة المتطورة على مدى سنين.

النتيجة بالنسبة لروسيا تعتبر إيجابية. فقد تبيّن أن إيران مستعدة للتعبير عن وجهة نظرها والتوصل إلى تفاهم، ومن جهة أخرى لم يصدر الجانب الغربي إنذارا من جانب واحد

وتوافق روسيا الغربيين في ضرورة منع إيران من الحصول على السلاح النووي، ولكنها تختلف معهم في إصرارها على أن الدبلوماسية يجب أن تكون السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.

من جهة أخرى هناك من يعتقد أن روسيا حققت تقدما دبلوماسيا في وساطتها، وطبقا لسيرغي ماركوف المستشار في الكرملين ونائب رئيس جامعة بليخانوف للعلوم الاقتصادية فإن "النتيجة بالنسبة لروسيا تعتبر إيجابية. فقد تبيّن أن إيران مستعدة للتعبير عن وجهة نظرها والتوصل إلى تفاهم، ومن جهة أخرى لم يصدر الجانب الغربي إنذارا من جانب واحد".

ولكن ماركوف أشار من جهة أخرى إلى أن هناك حاجة لإعطاء عملية المحادثات حجما أكبر ووتيرة أسرع للتمكن من تطويق حالة المواجهة القائمة، خاصة في ظل وجود مؤشرات قوية على احتمال قيام إسرائيل بضربة عسكرية ضد منشآت إيران النووية في يوليو/ تموز أو أغسطس/آب.

وقالت الصحيفة إن إيران تنفي حتى الآن سعيها لامتلاك سلاح نووي، ويجمع الخبراء على أن إيران ما زالت بحاجة إلى سنين لتتمكن من صنع سلاح نووي قابل للاستخدام، ونقلت عن مدير مركز تحليلات مبيعات السلاح العالمية إيغور كوروتشينكو أن عملية شيطنة إيران يجب أن تتوقف.

يقول كوروتشينكو "ليس هناك دليل على أن إيران تنفذ مشروعا للحصول على السلاح النووي. علينا أن نتوقف عن ممارسات شيطنة إيران، التي تمارسها بعض الدول الغربية منذ سنين. هناك شكوك، ولكنها تبقى مجرد شكوك. ورغم الجهد التجسسي الذي وظّف لهذا الغرض، لم يتم التوصل إلى دليل إلى حد الآن. لا نزال نتذكر الحال مع العراق وفشل مهمات التفتيش عن الأسلحة البيولوجية في قصور صدام حسين".

أما مدير مركز دراسة إيران الحديثة رجب سافاروف فأشار إلى عدم رغبة الدول الغربية في الحوار مع إيران، وتفضيلها لخطوات متشنجة معها، ونقلت عنه الصحيفة قوله "لا يريدون لإيران أن تتحدث كند بأي شكل من الأشكال".

يذكر أن جولة المحادثات السابقة التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد في مايو/ أيار الماضي قد انتهت بالفشل بعد أن أصرّت الدول الغربية على أن توقف إيران جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم طبقا لقرارات مجلس الأمن، ولم تلب مطلب طهران في تخفيف العقوبات.

أما جولة المحادثات الحالية في موسكو، التي ستليها جولة محادثات فنية في إسطنبول بتركيا في 3 يوليو/تموز القادم، فقد كان هناك نوع من التفاهم حيث صدرت إشارات إيجابية من كلا الطرفين أنعشت الآمال باحتمال التوصل إلى الاتفاق المنشود القاضي بوقف إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور