هولاند.. هل هو انعطافة خاطئة نحو اليسار؟

Tulle, Corrèze, FRANCE : French Socialist President of the Correze department General Council and Socialist Party (PS) candidate for the 2012 French presidential election Francois Hollande (L) greets people as he leaves the polling station after voting for the second round of the election, on May 6 in Tulle, southwestern France. AFP PHOTO FRED DUFOUR
undefined

قال محرر الشؤون الاقتصادية في مجلة ذي سبيكتاتور البريطانية مارتن واير، في مقال له بصحيفة ذي تلغراف، إن انتصار المرشح الاشتراكي للانتخابات الفرنسية فرانسوا هولاند لن يكون نهاية المعركة، وسيكون بانتظاره تحد آخر لا يقل شراسة عن المعركة الانتخابية وهي المعركة الاقتصادية، خاصة أن هولاند وصف عالم المال خلال حملته الانتخابية بأنه "خصمه الحقيقي".

لقد بدأ المستثمرون بتجنب سندات الخزينة الفرنسية منذ أوائل أبريل/نيسان الماضي، ورغم أن فرنسا لا تزال في وضع اقتصادي يؤهلها للحصول على قروض لمدة عشر سنوات بنسبة فائدة 3%، وهذا أفضل من إسبانيا التي تقترض بنسبة فائدة مقدارها 4.7%، إلا أن ذلك لا يعني أن فرنسا بخير إذا ما قورنت بنظيراتها الأوروبيات، مثل ألمانيا التي تقترض بنسبة فائدة قدرها 1.6% وبريطانيا التي تقترض بنسبة فائدة قدرها 2%.

ويقول واير إن الأسواق اتخذت وضع المراقب وأعطت لهولاند فرصة إثبات نفسه اقتصاديا، وذلك لم يكن لأن هولاند ضليع في السياسة ولا لأنه يتمتع بشخصية وحضور، بل يكمن الأمر بوجود أمل في الأوساط الاقتصادية أن يكون هذا المرشح أكثر اعتدالا عندما يجلس في كرسي الرئاسة منه في حملاته الانتخابية.     

ميركل دعمت ساركوزي بكل قوتهاالفرنسية)
ميركل دعمت ساركوزي بكل قوتهاالفرنسية)

من جهة أخرى، هناك العلاقة بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي ساندت ساركوزي بكل قوتها ضد هولاند، ولكن رغم ذلك فإن منطقة اليورو بحاجة إلى قيادة فرنسية ألمانية جديدة بعد الضائقة المالية التي عصفت بها مؤخرا. وقد كان محور ساركوزي/ميركل هو قائد إجراءات التقشف التي سادت أوروبا واستُقبلت بسخط شعبي عارم، ومن غير المتوقع أن يكمل هولاند ما بدأه ساركوزي حيث أوضح بما لا يدع مجالا للشك أنه ضد التقشف، وكاشتراكي لا يؤمن بتخلي الدولة عن مهامها الاقتصادية.

ولكن رغم ذلك فإن واير لا يعتقد أن فوز هولاند سيكون إعادة لمشهد تولي الرئيس الفرنسي الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران الذي كان آخر اشتراكي يفوز بانتخابات الرئاسة الفرنسية عام 1981. دخل ميتران قصر الإليزيه بثقل اشتراكي فدعا الشيوعيين إلى حكومته، وأمم المصارف وعمل على جعل حياة العمال جنة على الأرض، ولكنه لم يتلق سوى ضربات قوية سددها له سوق المال الذي عانى فيه الفرنك الفرنسي آنذاك من هبوط خانق.

فهل سيكون هولاند أكثر واقعية ولن يندفع خلف العقيدة الاشتراكية وسيقوم على حل المشاكل بواسطة حفنة من الإجراءات للحكومات الأوروبية الضعيفة؟

ولكن واير يصف هذه النظرة إلى الأمور بأنها متفائلة أكثر من اللازم، ويقول إنه حتى لو افتتحت الأسواق يوم الاثنين بعد فوز هولاند على تعامل هادئ، فإن من الحماقة أن يعتقد المرء أن ذلك الربيع سيستمر في حر الصيف القائظ الذي ننتظره.

كما يبدي واير تخوفه من انتخابات اليونان التي يقول إن معظم الناخبين فيها قد تحولوا إلى الأحزاب التي تناهض الإجراءات التقشفية، بينما ولى الآخر نحو أقصى اليمين، وذلك من شأنه أن ينهي الانتخابات بنتائج غير متوقعة تشيع الفوضى وتعرقل خطط إنقاذ اليونان من أزمتها الاقتصادية.

وينهي واير مقاله بالقول "قد يفوز هولاند الهادئ المظهر في الانتخابات ومنصب الرئاسة، وقد يكون لقاؤه الأول بأنجيلا ميركل بروتوكوليا، وقد يقفان للمصورين معا لصورة تذكارية وبروتوكولية، ولكن قبل أن ينتهي الصيف ستبدأ الأسواق العالمية بالصراخ بأن فوز هولاند اليساري الاشتراكي كان بمثابة انعطافة خاطئة نحو اليسار".

المصدر : تلغراف