تايمز: انتخابات مصر مطلب للاستقرار

الناخبون أعربوا عن ارتياحهم لسير العملية الانتخابية حتى الآن5
undefined

اعتبرت صحيفة تايمز أن انتخاب المصريين اليوم رئيسا جديدا يعد خطوة للأمام على مستوى الحرية ومطلبا للاستقرار في البلاد بعد عام من الفوضى التي تلت النظام المخلوع العام الماضي، مؤكدة أهمية النزاهة احتراما لما وصفتها بشجاعة شباب ميدان التحرير.

وقالت في افتتاحيتها إن المتظاهرين الذين خرجوا لخلع نظام حسني مبارك لم يخلقوا مادة مذيبة لمشاكل المنطقة، بل فرضوا فقط تغييرا على الطريقة التي كانوا يُحكمون بها، بما يستجيب لرغباتهم واحتياجاتهم.

وأشارت إلى أن هذه الانتخابات الرئاسية تجسد روح المحتجين في ميدان التحرير، لا سيما وأنهم يتحدون الانتقادات التي تعتبر الديمقراطية شيئا مستهلكا بالنسبة للعالم العربي بسبب المخاطرة بتمكين غير المتسامحين.

ورغم أن العديد من مكونات الدولة الدستورية والاقتصاد بحاجة إلى إعادة بناء خلال فترة طويلة، فإن اختيار رئيس يحظى بشعبية يعتبر خطوة هائلة إلى الأمام.

ويأتي الاقتصاد في مقدمة المشاكل التي ستواجه الرئيس الجديد، وخاصة أن مرحلة عدم الاستقرار السياسي التي أعقبت سقوط نظام مبارك ساهمت في إضعاف الاقتصاد.

كما أن مصر ليس لديها سوى احتياطات محدودة من الوقود الحيوي، وتعتمد على الاستثمارات الخارجية والسياحة التي انهارت بسرعة كبيرة.

الناس متشككون بشكل عام، حتى إن بعضهم قد لا يدلي بصوته على الإطلاق

بواعث أمل
وتتابع تايمز أنه رغم القلق الذي انتاب المجلس العسكري الحاكم بعد مبارك بشأن القيود على حريات الأقليات، فإن ثمة مؤشرات تبعث على الأمل، لا سيما وأن قائد الجيش المشير محمد حسين طنطاوي أعلن في يناير/كانون الثاني عن إطلاق سراح ألفي سجين، منهم المدون مايكل نبيل سند الذي بات رمزا للمنشقين في ما بعد حقبة مبارك.

وما يميز هذه الانتخابات -تقول تايمز- أنها تجري في بلد خضع لقبضة زمرة عملت على تعزيز حكمها منذ 1952.

ولكن الصحيفة تستدرك قائلة إن مصر لم تكن أسوأ الأنظمة المستبدة في المنطقة، غير أنها كانت دولة قمعية وتعاني من الخلل الوظيفي، لذلك "لا بد من احترام شجاعة شباب التحرير عبر إجراء انتخابات نزيهة وحرة".

وفي تقرير منفصل، قالت تايمز إن خمسين مليون مصري يدلون بأصواتهم اليوم في ما وصفته بأول انتخابات رئاسية حرة في البلاد، مشيرة إلى أنها معيار سياسي ربما يحد من الفوضى في البلاد وينقلها إلى حالة الاستقرار والديمقراطية، أو يغرقها في حالة أعمق من الفوضى.

وأشارت إلى أن السباق الرئاسي انحسر في المواجهة بين مرشحي النظام القديم المدعومين من قبل جنرالات مصر الحاكمين، وبين الإسلاميين الذين تقدموا إلى الواجهة بعد عقود من القمع، حسب تعبيرها.

ولكن استطلاعات الرأي التي تعد جديدة بالنسبة لبلد خضع لحكم العسكر نحو ستين عاما، تشير إلى أنه لا أحد لديه فكرة واضحة عمن سيكون الأوفر حظا في هذا السباق الرئاسي الذي يدوم يومين.

وتلفت تايمز النظر إلى أن الخط الانتخابي تجاهل كليا المرشحين الذين يمثلون ثورة 25 يناير/كانون الثاني، والذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الطلقات النارية والقنابل المدمعة، مثل خالد علي الذي يأتي في الصفوف الأخيرة وفق استطلاعات الرأي.

وتنقل عن هدى لطفي -وهي فنانة وناشطة في ميدان التحرير- قولها إن الناس متشككون بشكل عام، حتى إن بعضهم قد لا يدلي بصوته على الإطلاق.

المصدر : تايمز