فورين بوليسي ترجح ولاية ثانية لأوباما

CHAPEL HILL, NC - APRIL 24: U.S. President Barack Obama speaks during his appearance at the University of Chapel Hill on April 24, 2012 in Chapel Hill, North Carolina. The President delivered remarks as part of a effort to get Congress to prevent interest rates on student loans from doubling in July.
undefined

رجحت مجلة فورين بوليسي إعادة انتخاب الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما لولاية ثانية، وعزت ذلك إلى خمس أسباب، رغم المخاوف في معسكره نظرا لتجفيف منابع التبرعات الديمقراطية والاقتصاد الهش.

أولا: الأميركيون ينتخبون رؤساء تشوبهم العيوب والنواقص. فأوباما لم يكن رئيسا عظيما بولايته الأولى، ومن غير المحتمل أن يكون كذلك بولايته الثانية.

وتقول المجلة إن ما قام به من إنقاذ الاقتصاد من كساد كبير آخر وتمرير قرار الرعاية الصحية لن يحقق له الشهرة، لأن الخطوة الأولى مفروغ منها، والثانية ما زالت قيد الفحص.

كما أن سياسته الخارجية كانت جيدة ولكنها -عدا مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن– لم تحقق نجاحات باهرة.

لكن العظمة -تقول المجلة- ليست مطلبا لإعادة الانتخاب، مسترشدة بآخر رئيسين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش اللذين انتخبا بكل ارتياح، ولكنهما لم يكونا مرشحين لقاعة المشاهير الرئاسية.

وتضيف أن العيوب والنواقص كانت تشوب كلا الرئيسين، فبينما كان سلف أوباما أقل من المعدل، كان كلينتون أكثر من ذلك، ومنذ حقبة فرانكلين روزفلت، رشحت أميركا أربعة رؤساء لولايتين، وهم دويت أيزنهاور ورونالد ريغان وبيل كلينتون وجورج بوش، واللافت أن أحدا منهم لم يكن ينتمي للطبقة العليا.

ثانيا: التاريخ يقف إلى جانب أوباما. فمنذ 1980 لم يفشل رئيس أميركي في الفوز بولاية ثانية سوى رئيس واحد، وهو جورج بوش الأب الذي تحدى الصعاب عندما خلف رئيسا قضى ولايتين من نفس الحزب، ولا سيما أن الأميركيين يسأمون عادة من هيمنة الحزب الواحد، لذلك فإن فرص وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عام 2016 ستكون صعبة، إذا ما أعيد انتخاب أوباما.

ثالثا: الرئيس الإنسان. فإذا كان الموقع مفتاح النجاح لقطاع العقارات، فإن المحبة تلعب دورا جوهريا في نجاح الرئيس أيضا.

وعندما يختار الأميركيون رئيسا، فإنهم يفعلون ذلك على أساس أنهم يدعونه ليكون جزءا من حياتهم خلال أربع أو ثماني سنوات.

وتقول المجلة إن البراعة أكثر صفة بالرئيس مبالغ فيها، مرجحة أن تكون الأسئلة تدور حول مدى الوثوق به، وهل يحاول أن يفعل الصواب؟ وهل هو متعجرف ولا يمكن الوصول إليه؟

فوجود حياة عائلية طبيعية للرئيس وخاصة زوجة لطيفة وأطفال ظرفاء وكلب، يساعده كثيرا على انتخابه، مشيرة إلى أن أوباما يتمتع أيضا بصفات التواضع والذكاء العاطفي والتواصل مع الآخرين، وهو يسجل علامات عالية بتلك الصفات.

رابعا: الجمهوريون ضعفاء ومنقسمون على أنفسهم. فالفجوات بين القاعدة الجمهورية والوسطيين كبيرة جدا، كما أن الهوس بالقضايا الاجتماعية ساهم في إقصاء المستقلين.

خامسا: الاقتصاد: سيئ ولكن أوباما حقق النقاط. من الواضح أن الكثير سيعتمد على تصور الناخبين لواقع اقتصادهم كلما اقترب موعد الانتخابات، فأوباما لن يخوض الانتخابات ضد منافسه الجمهوري مت رومني بل ضد الاقتصاد.

ومع حلول الخريف، من المرجح أن يكون أفضل ما يظهره أوباما هو الانتعاش الضعيف للاقتصاد.

وتشير المجلة إلى أن الأميركيين يسألون أنفسهم سؤالين عندما يقدمون على انتخاب رئيس: إلى أي مدى سيكون نزيل البيت الأبيض مسؤولا عن محنتي؟ وإذا ما انتخبت شخصا آخر، هل يستطيع أن يؤدي بشكل أفضل؟

وتخلص إلى أن أوباما يفعل ما بوسعه تحت ظروف صعبة، وهو أكثر انسجاما مع الذين يعانون، وأن الجمهوريين لا يملكون إجابات أفضل بشأن الاقتصاد ولا حتى مرشحا يستحق ميزة الشك.

لذلك -تقول فورين بوليسي- لا تقلق كثيرا سيادة الرئيس، فربما لن تدخل قاعة المشاهير، ولكن يبدو أنك ستحظى بفرصة ثانية.

المصدر : فورين بوليسي