تركيا.. الأمل الجديد للصومال

Turkey's Prime Minister Recep Tayyip Erdogan (top) and his wife Emine Erdogan visit a camp for displaced people in Mogadishu August 19, 2011.
undefined

 

 

 

قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية إن العاصمة الصومالية مقديشو تعتبر من أكثر بؤر التوتر خطورة بالنسبة للأمم المتحدة وفرقها العاملة في مناطق الأزمات. ونتيجة لذلك لم يتبق سوى عدد قليل من منتسبي المنظمة في الصومال الذي تمزقه الحرب الأهلية ونكبة المجاعة.

لكن المجلة تضع أملا كبيرا في الجهود التركية المنصبة على إغاثة ضحايا المجاعة والحروب الأهلية، وقالت إن مئات الأتراك يعملون في هذا البلد بجد وفاعلية كبيرين.

والتقت المجلة بمنتسب منظمة "كيمس يوك مو" التركية العاملة في الصومال أورهان أردوغان، الذي انتقل من إسطنبول إلى مقديشو في أغسطس/آب الماضي واستقرت عائلته في كينيا المجاورة.

ويتابع السفير التركي في مقديشو كاني تورون عمل أردوغان عن كثب، ويقول إنه يوجود ما بين 150 و200 مواطن تركي يعملون في مجال الإغاثة في الصومال.

زيارة رئيس الوزراء أردوغان لمقديشو حطّمت ذلك الحائط المعنوي الذي غلّف صورة المدينة كمكان لا يمكن الوصول إليه

وتقول المجلة إن تدفق عمال الإغاثة الأتراك على مقديشو جاء متزامنا مع تزايد اهتمام الحكومة التركية بالشؤون الصومالية، حيث فرضت تركيا نفسها عام 2010 بوصفها دولة ذات دور أساسي في الشأن الصومالي بعد أن استضافت مؤتمرا دوليا ركّز على القضية الصومالية ودعا إلى فرض الأمن والاستثمار في هذا البلد الذي أصبح اسمه مقترنا بأعمال القرصنة والفوضى.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد قام في أغسطس/آب الماضي بزيارة لمقديشو هي الزيارة الأولى لزعيم غير أفريقي للصومال منذ 20 عاما، وقد حازت الزيارة اهتمام الإعلام العالمي وتركت انطباعا عميقا لدى الصوماليين، رغم أن أردوغان لم يبت ليلته في الصومال وغادرها في اليوم نفسه برفقة عدد كبير من الوزراء والمستشارين الذين رافقوه في زيارته.

واقتبست المجلة كلمات لرئيس الوزراء التركي جاءت ضمن مقال له نشر على صفحاتها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وكرسه للتعليق على الوضع في الصومال: "في الثقافة التركية، هناك اعتقاد يقول إنه لا بد أن يبرز الأمل من وسط الركام. وهذا ينطبق على الصومال، هذه الكارثة (مجاعة عام 2011) يمكن أن تكون نقطة البدء لمحاولة جديدة لجذب انتباه جهود الإنقاذ العالمية لمأساة هذه المنطقة من العالم".   

وقد كان رد اللاعبين الدوليين السابقين في الصومال على الجهود التركية منقسما بين منبهر بالإنجازات التي تحققت وبين مستهزئ لا يرى في الأتراك سوى "رعاة بقر" على حد قول أحد عمال الإغاثة الغربيين العاملين في الصومال. لكن المجلة ترى أنه بصرف النظر عن رأي هذه الجهة أو تلك في الجهود التركية، فإن الحقائق على الأرض تقول إن الصوماليين قد تقبلوا الأتراك وارتاحوا إليهم إلى درجة لا يجرؤ باقي اللاعبين حتى على الحلم بها.

وتنقل المجلة عن عمدة مقديشو محمد نور قوله عن زيارة أردوغان "إن زيارة رئيس الوزراء أردوغان لمقديشو قد حطّمت ذلك الحائط المعنوي الذي غلّف صورة المدينة كمكان لا يمكن الوصول إليه. كانت الزيارة أفضل هدية حصل عليها الشعب الصومالي في عشرين عاما. لقد غيّرت وجه مقديشو تماما". واعتبر نور زيارة أردوغان ضوءا أخضر تبعته زيارات عديدة من وزراء خارجية عدة دول.

وختمت المجلة مقالها بأن مقديشو لا تزال إلى اليوم مكانا خطرا جدا على عمال الإغاثة الأجانب خاصة أولئك الذين ينحدرون من أوروبا وأميركا، واستعرضت عدة حوادث طالت أولئك العمال وكلفتهم حياتهم في الشهور الأخيرة.

المصدر : فورين بوليسي