هل تستخدم إسرائيل أذريبجان لضرب إيران؟

afp : Israeli President Shimon Peres (L) and his Azerbaijani counterpart Ilham Aliyev pose for press during their meeting in Baku on June 28, 2009. AFP PHOTO / STR
undefined

قال أربعة مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين أميركيين إن الولايات المتحدة علمت بأن إسرائيل عقدت صفقة أمنية مع أذربيجان تقضي بمنح تل أبيب حق استخدام مطارات أذربيجان القريبة من الحدود الإيرانية، وهو ما يزيد من قلق الأميركيين من احتمال قيام إسرائيل بهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

ونقلت مجلة فورين بوليسي عن مصادر لم تسمها أن المسؤولين الأميركيين في أجهزة المخابرات يشعرون بقلق متزايد من أن توسيع إسرائيل لنطاق علاقاتها مع أذربيجان يعقد الجهود الأميركية لتخفيف التوتر الإسرائيلي الإيراني.

وأشارت إلى أن ترسيخ العلاقة بين تل أبيب وباكو توج في فبراير/شباط الماضي بصفقة أسلحة تقدر قيمتها بـ1.6 مليار دولار تحصل الأخيرة بموجبها على طائرات مسيرة وأنظمة دفاع صاروخية.

وقالت المجلة إن المخططين العسكريين في الولايات المتحدة مضطرون الآن للتخطيط لسيناريو الحرب في منطقتي الخليج والقوقاز على السواء، مشيرة إلى أن ترسيخ تلك العلاقة بين إسرائيل وأذربيجان كان محور توتر في علاقات البلدين مع تركيا التي تخشى من تداعيات مثل تلك الحرب.

ورغم أن وزير الدفاع الأذربيجاني استبعد لدى زيارته الأخيرة إلى طهران استخدام بلاده لضرب إيران، فإن مسؤولا عسكريا أميركيا قال إن الوزير لم يمنع صراحة الطائرات الحربية الإسرائيلية من الهبوط في بلاده بعد قيامها بشن الهجوم على منشآت إيران النووية.

ويضيف أن المسؤول الأذربيجاني لم يستبعد انتشار قوات البحث والإنقاذ الإسرائيلية في البلاد، مشيرا إلى أن هذين الأمرين يجعلان الهجوم الإسرائيلي على إيران أكثر سهولة.

وتنقل المجلة عن كتاب "التوازن العسكري 2011" الذي أصدره المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية قوله إن الجيش الأذربيجاني يملك أربعة مطارات خالية منذ الحقبة السوفياتية يمكن استخدامها من قبل إسرائيل، وكذلك أربعة مطارات أخرى لطائراته الخاصة به.

ويؤكد مسؤولون ودبلوماسيون أميركيون أن إسرائيل حصلت على حق الدخول إلى المطارات عبر سلسلة من التفاهمات السياسية والعسكرية مع الدولة الأذربيجانية المسلمة.

وقال دبلوماسي أميركي متقاعد "أشك في أن ثمة شيئا مكتوبا، ولكن أعتقد أنه لا يوجد شك بأنه إذا ما حطت الطائرات النفاثة الإسرائيلية في الأراضي الأذربيجانية بعد الهجوم، فمن المرجح أن يُسمح لها بذلك. فإسرائيل متجذرة في أذربيجان منذ عقدين من الزمن".

وتشير فورين بوليسي إلى أن تل أبيب بدأت تطوير علاقاتها مع باكو منذ 1996 حيث قام مسؤولون إسرائيليون بزيارات متتالية منهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 1997، وتسيبي ليفني2007، والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عام 2009 وأخيرهم وزير الخاريجة أفيغدور ليبيرمان في فبراير/شباط الماضي.

نحن نراقب ما تفعله إيران عن كثب، ولكننا نراقب في نفس الوقت ما تفعله إسرائيل في أذربيجان، ونحن لسنا سعيدين بذلك

منفعة متبادلة
وتحدثت المجلة عن أهمية الوصول إلى المطارات الأذربيجانية بالنسبة لإسرائيل، قائلة إن ذلك يعني أن مقاتلات إف 151 وإف 161 لن تحتاج إلى إعادة التعبئة بالوقود خلال الطيران، لأنها تستطيع أن تمضي في طريقها بعد القصف إلى الأراضي الأذربيجانية.

كما أن تقصير المسافة في الطيران يعني تخفيف وزن الطائرة من الوقود وتحميل مزيد من الأسلحة، وهو ما يضمن نجاح الضربة العسكرية.

أما عن مصالح أذربيجان فتشير فورين بوليسي إلى أن إسرائيل تعد ثاني أكبر دولة مستوردة للنفط الأذربيجاني، وأن التجارة العسكرية تسمح لها بتطوير أسلحتها بعد قيام منظمة التعاون والأمن الأوروبية بحظر الأسلحة على باكو إثر الحرب غير المعلنة التي امتدت ست سنوات مع أرمينا.

كما أن تطوير الجيش الأذربيجاني يبعث برسالة واضحة إلى إيران بأن التدخل في أذربيجان يمكن أن يكون باهظ الثمن.

وعن الموقف الأميركي نقلت فورين بوليسي عن مصادر أميركية قولها "نحن نراقب ما تفعله إيران عن كثب، ولكننا نراقب في نفس الوقت ما تفعله إسرائيل في أذربيجان، ونحن لسنا سعيدين بذلك".

فتور مع إيران
وفي الوقت الذي توطدت فيه العلاقة بين أذربيجان وإسرائيل، شهدت العلاقة بين باكو وطهران فتورا، ولا سيما أن الأخيرة أرسلت الشهر المنصرم مذكرة احتجاج تزعم فيها أن باكو تقدم الدعم لفرق اغتيال مدربة على أيدي إسرائيلية لاستهداف علماء إيرانيين، وهو ما وصفته باكو بأنه "افتراء".

وفي هذا الشهر أعلنت باكو عن اعتقال 22 بتهمة التجسس لصالح إيران وارتكاب "عمليات إرهابية" ضد سفارات إسرائيلية وأميركية وغربية، وهو ما أثار استنكار الحكومة الإيرانية ونفيها لذلك.

المصدر : فورين بوليسي