مراح: هدفي جندي وليس الأطفال

French members of the RAID special police forces unit leave after the assault on the besieged flat of self-professed Al-Qaeda militant Mohamed Merah, on March 22, 2012 in Toulouse, southwestern France. Mohamed Merah died in the assault and "jumped from the window still shooting," Interior Minister Claude
undefined

قال محمد مراح، الذي قتل ثلاثة أطفال ومدرسا أمام مدرسة يهودية في فرنسا، إنه لم يكن يعتزم القيام بالقتل، ولكنه فعل ذلك بعد عجزه عن الوصول إلى هدفه الحقيقي وهو جندي فرنسي خدم في أفغانستان.

وتقول صحيفة أوبزرفر إن مراح أبلغ الشرطة خلال حصارها لشقته 32 ساعة أنه بعد قتله ثلاثة جنود مظليين في الجيش، حدد عنصرا آخر في تولوز باعتباره الهدف التالي.

وبعد أن خرج صباح الاثنين الماضي لقتله، اكتشف أن هدفه غادر المنزل مبكرا، فوجّه مراح بندقيته إلى الأطفال.

وتقول الصحيفة إن مراح (23 عاما) الذي زعم أن له صلات بتنظيم القاعدة خدع المحققين لدى استجوابه بشأن زياراته باكستان وأفغانستان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما زعم أنه ذهب في إجازة للبحث عن عروس وقدم لهم صورا لإثبات ذلك.

ولدى إطلاق سراحه، تمكن مراح من جمع ترسانة من الأسلحة استخدمها لاحقا في القتل بما في ذلك بندقية من طراز كولت 45، وأوزي وغيرها.

وقال رئيس جهاز المخابرات الفرنسية برنار سكوارسيني إن رواية مراح في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كانت مقنعة، مشيرا إلى أنه كان "متعاونا جدا ومتعلما وودودا".

قال محققون إنهم لم يعثروا بعد مقتله على أي دليل يؤكد ارتباط مراح بأي جماعة تابعة للقاعدة

مقتله
وقد قتل مراح في تبادل كثيف لإطلاق النار مع الشرطة لدى كسر الحصار عليه بعد أن قطع جميع الاتصالات واختبأ في الحمام، أملا في خداع الشرطة بأنه قتل نفسه.

وما إن دخلت الشرطة إلى الشقة حتى فتح النار في كل الاتجاهات، وقد أظهر التشريح أن جسد مراح تلقى 30 طلقة، أردته قتيلا واحدة في الرأس وأخرى في البطن.

وقال محققون إنهم لم يعثروا بعد مقتله على أي دليل يؤكد ارتباط مراح بأي جماعة تابعة للقاعدة.

وقد تلقى المجتمع المسلم في فرنسا الكشف عن هوية القاتل بفزع، فقد قالت خديجة، التي تعود أصولها إلى المغرب، "كنا نصلي حتى لا تكون جذور القاتل مسلمة" لأن اللائمة ستلقى بعد ذلك على المسلمين.

وتشير الصحيفة إلى أن حادثة القتل أثرت على المرحلة التمهيدية للانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى التي تجري في أبريل/نيسان المقبل.

فقبل حادثة تولوز، كان المرشح الاشتراكي فرانسوا أولوند يقود الأغلبية في الاستطلاعات التي تفيد أنه سيصبح الرئيس المقبل.

أما بعد الحادثة، فقد عاد "ساركوزي الخارق" كما يصفه أحد المحللين، لا سيما وأن الجريمة والأمن يقعان ضمن لعبة ساركوزي.

من جانبه يقول تيري دي لو كروز مدير مركز تعليمي إن المشكلة هي أن ساركوزي يتطلع إلى أصوات من اليمين المتطرف، لذا يتبنى أفكاره، والآن سيحصد أصواته، مشيرا إلى أن الحادثة تصب في مصلحة ساركوزي، وقال "عندما سمعنا أن اسم القاتل محمد، أدركنا أن ذلك هدية لليمين".

المصدر : أوبزرفر