تايم: مجزرة بانجواي صفعة لخطة أوباما

Afghan protestors shout anti-US slogans during a demonstration in Jalalabad, capital of Nangarhar province on March 13, 2012
undefined

اعتبرت مجلة تايم أن مجزرة بانجواي الأفغانية قد لا تؤثر على الجدول الزمني لسحب القوات الأميركية من أفغانستان، ولكنها تشكل صفعة لخطة الرئيس باراك أوباما لنقل المسؤولية تدريجيا إلى القوات الخاصة المحلية التي تعول على التعاون مع السكان المدنيين.

كما أن تلك المجزرة -التي قتل فيها أميركي 16 أفغانيا قبل أيام- وقعت في منطقة غدت محورا لجهود مكافحة الإرهاب.

وتنقل تايم عن رئيس جمعية بانجواي للتنمية المحلية شبه الحكومية -حاجي نياك محمد- قوله إن العلاقات بين القوات الأميركية والشعب الأفغاني تأثرت كثيرا بسبب هذه المجزرة، مضيفا أنها سببت فجوة كبيرة بين الأميركيين والأفغانيين.

ويشير محمد إلى أن الأميركيين جاؤوا للقتال ضد التمرد، ولجلب السلام والاستقرار، ولكن الشعب لم يتوقع منهم مثل هذا "العمل الوحشي"، وقال إن الشعب الأفغاني لم يعد يثق بالجيش الأميركي بعد الآن.

وتقول المجلة إن تآكل تلك الثقة يؤكد الخلل في صميم الإستراتيجية الأميركية رغم ما قاله وزير الدفاع ليون بانيتا في زيارته الأخيرة للجنود في أفغانستان "إن إستراتيجيتنا تؤتي أكلها".

 تطبيق العدالة بحق الجندي الأميركي الذي قتل 16 أفغانيا في بانجواي ربما يكون العامل الأساسي لاستعادة الثقة في القوات الأميركية

فقد الدعم
وتضيف أن المكافحة الفعالة للإرهاب مرهونة بكسب دعم السكان، ولكن ذلك أصبح مستحيلا في ظل تراجع ثقة واحترام السكان المحليين، ليس بسبب الجرائم الفاضحة مثل مجزرة بانجواي وحسب، بل أيضا بسبب اعتداءات صغيرة وخيبة أمل تصيبهم يوميا من قبل فئات غريبة تقضي ستة أشهر قبل أن تغادر إلى ديارها.

وتمضي قائلة إن المجزرة تشكل تحديا لجهود القوات الخاصة الأميركية والأفغانية التي تحاول بالتعاون مع قوات محلية ملاحقة عناصر حركة طالبان في المنطقة التي باتت محور اهتمام الأميركيين في مكافحة الإرهاب.

ويحذر آدريان ميلينديز -الذي عمل في مشاريع التنمية الزراعية بمنطقة هيلمند- من أن التسامح ليس من شيم السكان المحليين وخاصة من قبل البشتون الذين يعتبرون تحقيق العدالة واجبا.

ولذلك -يقول ميلينديز- أتوقع أن يهرع كل من تأثر بهذه المجزرة إلى القيام بعمل انتقامي لتحقيق العدالة.

وتشير المجلة إلى أن العدالة باتت صرخة للعديد من الأفغانيين سواء في بانجواي أو عبر البلاد، ولا سيما أن صور الضحايا التي بثت على الإنترنت أثارت غضب الشباب الأفغانيين في المدن الذين عادة ما كانوا يؤيدون الحملة العسكرية الغربية في البلاد.

ويؤكد المحلل السياسي سيث جونز من مؤسسة راند أن تطبيق العدالة بحق الجندي الأميركي الذي ارتكب المجزرة ربما يكون العامل الأساسي لاستعادة الثقة في بانجواي وغيرها.

وتوقع جونز تصعيد القتال في الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أن المجزرة ربما تؤجج المشاعر ضد الأميركيين، وتدفع الأفغانيين للالتحاق بطالبان والجماعات الأخرى التي وصفها بالمتطرفة.

المصدر : تايم