مقال: المجازر نتيجة حتمية للاحتلال

The bodies of Afghan civilians allegedly shot by a rogue US soldier are pictured in the back of a van in Alkozai village of Panjwayi district, Kandahar province on March 11, 2012. An AFP reporter counted 16 bodies -- including women and children -- in three Afghan houses after a rogue US soldier
undefined

خلص الكاتب سيوماس ميلن إلى أن ارتكاب المجازر نتيجة حتمية لأي احتلال، مشيرا إلى أن قتل أميركي لـ16 أفغانيا -بينهم تسعة أطفال- في الآونة الأخيرة ببلدة بنجواي، ما هو إلا حلقة في سلسلة قتل المدنيين على مدى عقد من الزمان، وقال إن ذلك سيستمر إذا لم تخرج القوات الدولية من تلك البلاد.

وأضاف الكاتب في مقاله بصحيفة ذي غارديان أن مقتل الأفغان الأبرياء جاء بعد عمليات قتل واحتجاجات أعقبت إقدام جنود أميركيين على حرق نسخ من المصحف الشريف الشهر الماضي، وبث فيلم لجنود أميركيين وهم يتبولون على جثث أفغان.

وكما كان في العراق، فإن القتل وتعذيب المدنيين على أيدي القوات الأجنبية كانا جزءا من الحرب القذرة منذ أيامها الأولى.

ويشير الكاتب إلى أن عناصر من وحدة أميركية أدينوا العام الماضي بقتل مدنيين أفغان بهدف التسلية، فقطعوا أوصالهم وأخذوها تذكارا لهم، وتركوا عند الجثث أسلحة ليبدو الأمر أنهم قتلوا أثناء القتال.

ولم يقتصر هذا السلوك على القوات الأميركية، فقد طعن جندي بريطاني العام الماضي صبيا في العاشرة من عمره دون سبب، ويخضع جنود بريطانيون الآن للمحاكمة لتصوير ما قاموا به من تعذيب للأطفال الأفغان، في حين توثق تسريبات ويكيليكس 21 حالة قتل لمدنيين أفغان على أيدي بريطانيين.

ويعقد الكاتب مقارنة ساخرة تقول إن مقتل ستة بريطانيين في هلمند الأسبوع الماضي حظي باهتمام السياسيين والإعلام على السواء، في حين أن عشرات الآلاف من الأفغان قتلوا على أيدي البريطانيين والأميركيين دون أن تذكر حتى أسماء الستة عشرة الذين قتلوا في بنجواي.

وقد شهد العام الماضي رقما قياسيا للقتلى المدنيين في الحرب الأفغانية، فقد تحدثت الأمم المتحدة عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف، وألقت باللائمة على حلف شمال الأطلسي (ناتو) وحلفائهم من الأفغان في مقتل 410 منهم.

وقد قتل العديد من المدنيين في الغارات الليلية والهجمات الجوية التي قتلت في إحداها ثمانية من الرعاة الصبيان اللذين تترواح أعمارهم بين 6 و18 عاما شمال أفغانستان في الشهر الفائت.

أي احتلال عسكري في القرن الواحد والعشرين سيواجه مقاومة، وسيُدفع الثمن بالدم، وسيرتد على من يحاول فرضه

احتلالات
ويقول الكاتب إن الاحتلال الأجنبي لأفغانستان ليس فريدا من نوعه، فحرب العراق تميزت منذ البداية بالمذابح، منها حديثة التي قتل فيها 24 من الرجال والنساء والأطفال بدم بارد على أيدي قوات المارينز الأميركية عام 2005.

وهناك المذابح التي ارتكبتها الشركات الأمنية مثل بلاك ووتر التي قتلت 17 عراقيا عام 2007.

وفي فيتنام، قتل المئات من القرويين على أيدي القوات الأميركية عام 1968، وينسحب ذلك على الحرب الاستعمارية البريطانية ضد عصابات الملايا عندما قتل الجنود البريطانيون 24 قرويا في باتناغ عام 1948.

ويخلص الكاتب إلى أن المجازر قاسم مشترك في الحروب، ولكنها تنجم عن الطبيعة ذاتها للاحتلال، خاصة أنه يتم ضح جنود قساة وهم يحملون معهم التفوق الثقافي والعنصري للقيام بمهمة إمبريالية لإخضاع أناس لا يفهمونهم، وينتقمون بقسوة لإبداء هؤلاء الناس أي مقاومة.

ويقول إن كل ذلك يلخص الحملة الأفغانية التي لم تحقق بعد عقد من الزمان أيا من أهدافها التي تنطوي على القضاء على حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وجلب الديمقراطية وحقوق المرأة، والقضاء على إنتاج الأفيون.

ويختم بأن الفرصة الوحيدة لمنع اندلاع حرب أهلية في أفغانستان، تتمثل في إجراء تسوية شاملة يتم التفاوض عليها بدعم من الدول المجاورة الرئيسية، محذرا من أن الترويج للاحتلال حتى العام 2014 أو ما بعد ذلك لا يعني سوى سنوات أخرى من المذابح وقتل الجنود والمدنيين وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

ويؤكد أن أي احتلال عسكري في القرن الواحد والعشرين سيواجه مقاومة، وسيُدفع الثمن بالدم، وسيرتد على من يحاول فرضه.

المصدر : غارديان