الخدمة العسكرية تقسم دروز إسرائيل

-
undefined

يشهد مجتمع العرب الدروز في إسرائيل حالة من الانقسام بشأن الخدمة العسكرية في ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي، فبينما يشكو البعض من أنهم لا يتلقون الدعم الذي يستحقونه بعد الخدمة، يرى البعض الآخر أن تلك الخدمة تسببت في دق إسفين بينهم وبين المجتمعات العربية الأخرى.

وتناولت صحيفة لوس أنجلوس تايمز قصة أمل أسد (56 عاما) الذي كان أول من كسر حاجز الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي قبل أيام من حرب 1973، وأصبح أول المظليين العرب وتقاعد عميدا من الجيش.

ويقول أسد الذي صعد إلى مراتب عليا جنبا إلى جنب مع قادة المستقبل في إسرائيل مثل وزير  الدفاع إيهود باراك وسلفه شاؤول موفاز، إنه واجه عراقيل قليلة نسبيا كعربي درزي في جيش يهمين عليه اليهود، ولكنه يشير إلى أن تقاعده عام 2000 كانت "بمثابة صفعة على الوجه".

فهو يتلقى المزايا نفسها التي يحصل عليها أي ضابط كما يقول، ولكن في الوقت الذي يتابع فيه الضباط المتقاعدون الآخرون (الإسرائيلون) عملهم السياسي والأعمال الربحية في القطاع الخاص، يدير هو عملا صغيرا في إعادة تدوير الدواليب بقرية درزية فقيرة حيث المدارس المكتظة والشوارع المهترئة.

ويوضح خيبة أمله بالقول "عندما تقاتل من أجل الدولة تشعر أنك جزء منها، ولكن عندما تقوم بواجبك ومن ثم لا تحصل على شيء، فهذه هي الصفعة".

وتشير الصحيفة إلى أن الدروز الذين ينتشرون في عدة دول بالشرق الأوسط مثل سوريا ولبنان، يقدمون الولاء للحكومة التي يعيشون في كنفها، ولا يملكون طموحات قومية. فقد كانوا حلفاء للمقاتلين اليهود ضد البريطانيين، ومن ثم وافقوا بعد تأسيس إسرائيل على أن يخدموا في الجيش الإسرائيلي على أمل أن يحصلوا في المقابل على الاحترام والدعم.

وتقول إن الدروز حصلوا على الاحترام، ولكن بعضهم يتساءل عما إذا كانوا يحصلون على الدعم الذين يستحقونه بعد خدمتهم في الجيش، حيث يعمد بعض قادتهم إلى وضع العراقيل أمام تجنيد الدروز انطلاقا من أن مجتمعاتهم لا تتميز عن القرى العربية الأخرى في إسرائيل، وأنها تعاني من المشاكل نفسها التي تتعلق بالبنى التحتية الضعيفة والنقص في التمويل.

عندما تقاتل من أجل الدولة، تشعر أنك جزء منها، ولكن عندما تقوم بواجبك ومن ثم لا تحصل على شيء، فهذه هي الصفعة

إسفين
يقول بعض الدروز إن الخدمة العسكرية دقت إسفينا بينهم وبين العرب الآخرين في إسرائيل.

وتنقل الصحيفة عن أسامة ملحم -وهو مستشار أحد النواب الدروز وعضو في منظمة درزية تدعى "الجذور" التي تشجع على مقاطعة التجنيد- قوله إن "جذورنا تعود إلى الأمة العربية، ولكن إسرائيل تحاول أن تستخدم ذلك (التجنيد) لفصل وعزل الأقليات".

وأضاف أن التجنيد كان اختبارا لإسرائيل على مدى ستين عاما، "ولم نحصل على شيء من الدولة"، مشيرا إلى أن الخدمة العسكرية تترك الدروز في وضع غير ملائم لأن العرب الذين لا يخدمون في الجيش يكملون دراستهم في الجامعات ويدخلون سوق العمل، ولكن الجميع يواجه التمييز العنصري نفسه ضد العرب.

فوفقا لإحصاءات الجيش، تم تجنيد 82% من الدروز، وخدم أكثر من نصفهم في جبهات القتال، وهي نسبة عالية مقارنة باليهود، حيث تم تجنيد 74% وخدم 42% منهم في جبهات القتال.

وجه آخر
غير أن بعض الدروز يدافعون عن الخدمة العسكرية ويعتبرونها تجربة جديرة بالاهتمام، لأنها تخول الشباب للحصول على الدراسة المدعومة في الجامعة، والديون العقارية المنخفضة والأولوية في التوظيف، وهي مزايا يوفرها الجيش.

كما أن الخدمة العسكرية -كما يقولون- مسؤولية كل مواطن، والجيش يوفر للدروز بيئة للهروب من التمييز والصور النمطية.

ويقول منصور الذي خدم سفيرا لإسرائيل في الإكوادور، إن الجيش يعتبر أقرب وسيلة لتحقيق المساواة في إسرائيل، "فلا يوجد أي عراقيل هناك، والجيش لا يعرف الألوان".

ويقر مسؤولون في الجيش بمشاكل الدروز، ولكنهم يقولون إن تلك المشاكل تحدث معهم بعد مغادرتهم الجيش، مؤكدين أن الحكومة هي المسؤولة بعد ذلك عن مثل هذه المشاكل وليس الجيش.

المصدر : لوس أنجلوس تايمز