فلسطينيو 48 يرفضون النشيد الإسرائيلي

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu speaks to the American Israel Public Affairs Committee (AIPAC) at their annual conference in Washington DC, March 5, 2012.
undefined

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، بافتتاحيتها اليوم، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أرسل مؤخرا رسالة تأييد لقاضي المحكمة العليا سليم جبران (من عرب 1948) الذي امتنع عن إنشاد النشيد القومي الإسرائيلي باحتفال تعيين آشر غرونيس رئيسا للمحكمة العليا قبل نحو أسبوعين.

وطبقا للصحيفة فإن الرسالة قد أرسلت بواسطة مبعوث سياسي لرئيس الوزراء، المحامي إسحق مولخو، وتضمنت أن نتنياهو لا يتوقع من مواطن عربي أن ينشد النشيد الوطني لليهود الذي يحمل عنوان "نفس يهودية هائمة".

واستغربت أن يستعين نتنياهو "المعروف بقدراته البيانية الفاخرة" بمبعوث كي ينقل رسالة بهذا المعنى الواضح والمباشر. وقالت الصحيفة متهكمة: ربما لم يستطع رئيس الوزراء الحصول على رقم هاتف جبران، وبالتالي اضطر لاستخدام مبعوث، أم ربما تلاشى كنز الكلمات عند نتنياهو -كما ظهر جليا في زيارته الأخيرة لواشنطن- حتى لم يجد ما يقوله غير مقارنة تاريخية بين التهديد الإيراني والمحرقة.

ويبدو أن الجواب مرتبط بمحاولة رئيس الوزراء إرضاء الجميع بدون أن يفقد أو يعرض مستوى شعبيته للخطر. رسالة التأييد لجبران تتيح لنتنياهو أن يظهر أمام الرأي العام الحريص على الديمقراطية كمن يقف بالمرصاد لقيمها، بينما في الحقيقة أن هذه رسالة غير مباشرة تتيح له مجالا للهروب -أو حتى التنكر لما وصل إلى جبران- في حالة تعرضه للهجوم من محافل تتبع القيم المكارثية في السياسة. وبدلا من أن يتصرف كرئيس للوزراء ويعلن على الملأ تأييده لجبران ويسكِت النواب العنصريين أمثال ميخائيل بن آري ودافيد روتم، يختار نتنياهو الاختباء وراء طرف ثالث كي لا يمس بالمظلة الانتخابية التي تحميه.

من جهة أخرى، اعتبرت الصحيفة أن استخدام نتنياهو للمحامي مولخو بالذات مبعوثه السياسي، هو أمر مبالغ فيه، وقد يحتمل إهانة لمواطني إسرائيل من أصل عربي فلسطيني. فقد كانت المرة الأخيرة التي قام بها بمهمة، بتكليف من رئيس الوزراء، أدار مولخو محادثات مع الفلسطينيين بهدف العودة إلى المفاوضات. إن النظر إلى جبران كهدف سياسي، وكأنه وزير فلسطيني أو سفير أردني، إهانة لمواطني إسرائيل العرب.

ومع ذلك، قد يستحق نتنياهو الإشادة لاعترافه أخيرا بأن نشيده الوطني لا يتماشى مع هوية خمس السكان، ويبدو أنه في موقع يؤهله لاقتراح نشيد آخر يمثل هذا الخمس ويعطيهم حقهم في التمثيل.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية