الحرب الأهلية في سوريا قد تطول

بيبه ولد مهادي

قوات الأسد تواصل قصف مدينة حمص السورية (الجزيرة)

تساءلت مجلة تايم الأميركية بشأن الهدف الكامن وراء الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبشأن طول فترة الحرب الأهلية التي قد تنزلق البلاد إلى أتونها، وقالت إن السنة الذين يشكلون الأغلبية الساحقة في البلاد يدافعون عن كرامتهم، وأما الأسد -الذي وصفته بالحاكم المسبتد- فيقاتل من أجل الوجود.

وأوضحت تايم أن آلافا من السوريين سيلقون مصيرهم في الحرب الأهلية التي انزلقت البلاد إلى مستنقعها، وذلك في ظل كونها حربا مختلفة، فمن وجهة نظر الدول العربية والغربية وكثير من السوريين، فإن الأسد يعتبر حاكما طاغية مستبدا متمسكا بالسلطة بشكل بائس، وإنه لن يقبل بحل سلمي يوصل إلى ممارسة الديمقراطية بالتراضي في البلاد.

ولعل من بين أهم أسباب طول فترة النزاع في سوريا
والقول لمجلة تايم- هو أن هناك أغلبية سنية تقاتل من أجل حقوقها وكرامتها في البلاد، في مقابل الأسد الذي يستند إلى طائفته العلوية، والتي تمثل أقلية في سوريا، والتي تخشى أن يصيبها في حال سقوط نظام الأسد ما أصاب السنة في العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.


وفي حين تواصل قوات الأسد قصف مدينة حمص السورية بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، مستهدفة السنة في حي بابا عمرو والأحياء السنية الأخرى، تنسب تايم مزاعم للطائفة العلوية في الأحياء المجاورة في حمص تتمثل في أن الثوار السوريين المعارضين للنظام يردون على هجماته باستهداف الأحياء العلوية بقاذف الهاون.

إن التدخل العسكري الخارجي قد يتمثل في تسليح المعارضة وتمكينها من اكتساب القوة من أجل القتال على الأرض، وإنه قد تسبق ذلك خطوة تتمثل في تنظيم صفوف المعارضة

مجلة تايم

تدخل خارجي
وأضافت تايم أنه بغض النظر عن مدى صدق المزاعم العلوية، فإنه لا يكاد يخلو بيت علوي من عنصر أو جندي أو ضابط في موقع المسؤولية في قوات الأسد العسكرية والأمنية، وإن الأقلية العلوية ستقاتل من أجل الحفاظ على زمام الأمور في البلاد من جهة، وبسبب تخوفها من البديل القادم من جهة أخرى.

وأشارت تايم إلى أنه برغم أن السنة يشكلون ثلثي عدد السكان في سوريا، فإنه يتم حكم البلاد من جانب نظام وصفته بالسلطوي الذي تسيطر عليه الطائفة العلوية.

كما أشارت تايم إلى ما وصفته بالتركيبة المعقدة التي يتألف منها الشعب السوري، والتي تتمثل من أقليات متعددة من الشيعة الذين يشكلون حوالي 12% والمسيحيين الذي يشكلون قرابة 10% والأكراد الذين يشكلون قرابة 10% وأقليات أخرى أقل عددا من الدروز واليزيدين والإسماعيليين والشركس وغيرهم.

كما أن سوريا تضم نحو 1.2 مليون لاجئ عراقي أو ما يعادل 5٪ من سكان سوريا.

وفي حين أشارت تايم إلى الدور الروسي في الأزمة السورية، وإلى ما وصفته بمراهنة الغرب على تركيا وعلى العرب في اتخاذ خطوات عسكرية في سوريا، أضافت أن تدخلا عسكريا دوليا في سوريا بات أمرا محتملا، وذلك من أجل دعم وتقوية الثوار وإضعاف النظام.

وقالت إن التدخل العسكري الخارجي قد يتمثل في تسليح المعارضة وتمكينها من اكتساب القوة من أجل القتال على الأرض، وإنه قد تسبق ذلك خطوة تتمثل في تنظيم صفوف المعارضة.


وأضافت تايم بالقول إنه في حين ستأخذ دول الخليج العربي زمام المبادرة في تسليح الثوار السوريين، فإن إيران في المقابل ستفعل ما بوسعها لدعم نظام الأسد عن طريق ما وصفته تايم بعملاء إيران في العراق.

المصدر : تايم