مخاطر العمل الصحفي في سوريا

سوريا...أزمة إنسانية مع استمرار القصف
undefined
بعد مقتل صحفيين غربيين في مدينة حمص المحاصرة عادت إلى ذاكرة العالم المخاطر التي تواجه المراسلين الذين يغطون الأحداث في سوريا منذ ما يقارب السنة في الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

وهذه هي رواية أحد مراسلي صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن التحديات التي تواجه المراسلين في بلد يموج في الصراع.

وتقول الصحفية ألكسندرا زافيز في ذلك إن أحد الأشياء التي يتصارع معها المراسلون دائما عند تغطية سوريا هي محاولة التوفيق بين الروايات المتناقضة غالبا التي يحصلون عليها من الحكومة ونشطاء المعارضة. ومن ثم فقد تعلموا أنه حتى عند دوي الطلقات التي تمر بجانبهم لا يستطيعون في بعض الأحيان التأكد ممن يطلق النار وماهية الهدف المقصود. وغالبا يكتبون عن محدودية الحركة للإعلام في سوريا.

ومن بين التحديات التي تواجه المراسلين الانتظار الطويل للحصول على تأشيرة دخول للبلد، وإن حدث فإن مدة الإقامة قد لا تتجاوز عشرة أيام. ويطلب منهم حينها عدم إحضار معدات متصلة بالأقمار الصناعية أو حواسيب محمولة.

كما أنه يتعين أن يكون بصحبتهم مسؤول حكومي أثناء المقابلات العامة. ويمنعون من مغادرة العاصمة دمشق ما لم يكن ذلك بترتيب رسمي مسبق. وفي حالة إمكانية السفر في أنحاء البلد يمكن أن يسمح لهم لكن بشرط توقيع كتاب يخلي مسؤولية الحكومة من الحفاظ على أمنهم. وحتى إذا منحوا مثل هذا الكتاب فإنهم لا يُزودون بالشهادات الإعلامية لإبرازها إذا تم توقيفهم عند إحدى نقاط التفتيش الكثيرة.

وقالت ألكسندرا إن كثيرا من الناس كانوا يخشون مشاهدتهم معنا أثناء التحدث إليهم في حالة إذا ما استجوبوا لاحقا. والمحادثات في المحلات والمطاعم كانت غالبا قصيرة وخفية. واللقاءت مع نشطاء المعارضة كانت نوعا من أفلام المغامرة حيث تبدأ في سيارة أجرة ويُنتقل منها إلى أخرى. وربما يقابلهم وسيط في دائرة مرورية مزدحمة يتم الانتقال بعدها بين الأزقة.

وتحكي ألكسندرا أنه كان هناك رد فعل متفاوت بصفتها صحفية أميركية عندما كانت تلتقي الناس. فعندما كانت تذهب لمعاقل المعارضة في ضواحي دمشق كانوا يتهافتون عليها لإخبارها عن محنتهم رغم خوفهم من احتمال اعتقالهم بمجرد مغادرتها لهم.

أما في المناطق الموالية للحكومة فكان الناس يميلون لأن يكونوا أكثر ريبة فيها أو خائفين ممن قد يكون يتنصت عليهم. والحكومة السورية تقول إنها ضحية مؤامرة إعلامية، وكثير من مؤيديها يعتقدون ذلك. لكن معظمهم يفرقون بين الحكومة الأميركية التي تدعو لتنحي الرئيس بشار الأسد والزوار العاديين الذين يفتقدونهم كثيرا.

المصدر : لوس أنجلوس تايمز