كاتب: النووي الإيراني من أجل الهيمنة
وقال تكيه –وهو أحد كبار أعضاء مجلس العلاقات الخارجية الأميركية- إن هناك مظاهر تصعيد خطير بين إيران والغرب، من بينها التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز الذي يعتبر ممرا مائيا دوليا هاما لتصدير النفط إلى الغرب.
كما أشار الكاتب إلى التهديدات الإيرانية الإسرائيلية المتبادلة، وإلى التفجيرات التي شهدتها الهند وتايلند وجورجيا واستهدفت دبلوماسيين إسرائيليين، وسط اتهامات بوقوف إيران وراء تلك التفجيرات.
وقال تكيه إن إيران أعلنت مؤخرا عن تحقيق إنجازات نووية جديدة تتعلق بإنتاج قضبان وقود نووي وأجهزة طرد مركزي وغير ذلك من التجهيزات النووية على المستوى المحلي، مضيفا أنه وسط كل مظاهر التصعيد والتوتر فإن إيران أعربت عن رغبتها في العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن أزمة برنامجها النووي.
راي تكيه: لمعرفة الكيفية التي تفكر بها إيران، فلا بد من العودة إلى التاريخ والإمبراطورية الفارسية واضمحلالها عبر القرون، وإلى تلاشي الثقافة الفارسية أمام زحف النفوذ الغربي وانتشار الثقافة والعادات الغربية بالمنطقة |
الإمبراطورية الفارسية
وأضاف أنه إذا أراد أحد معرفة كيف تفكر إيران على المستوى الإستراتيجي، فإن عليه أن يفهم كيفية تصور إيران لنفسها، وأن يعود إلى التاريخ، وإلى الإمبراطورية الفارسية التي اضمحلت عبر القرون، وإلى تلاشي الثقافة الفارسية أمام زحف النفوذ الغربي وانتشار الثقافة والعادات الغربية بالمنطقة.
وأوضح الكاتب أن إيران تعيش تحت هالة أنها الدولة الأقوى والدولة المهيمنة على دول الجوار بالمنطقة، وأن الإيرانيين يعتقدون أنهم يستحقون التفوق على المستوى الإقليمي بلا منازع.
كما أشار تكيه إلى الثورة الإسلامية بإيران وسعيها للتخلص مما وصفه بالمخالب الثقافية والسياسية الغربية، وإبراز رسالة الثورة فيما وراء الحدود بالمنطقة.
وقال إن إيران بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي تسير على خطى دول مثل الصين وفيتنام، وإن القادة مثل علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ناضلا من أجل ما وصفه بتحرير جمهوريتهما من أيديولوجية الخميني، إلى أن جاء محمود أحمدي نجاد الذي أراد العودة بالبلاد إلى جذور الثورة الإسلامية، وإلى ما وصفه الكاتب بإرث الخميني.
تآمر متواصل
كما أشار إلى أن إيران تعيش في ظل ما وصفه بالتآمر المتواصل للدول الغربية ضدها، وإلى أنه لا جدوى من التفاوض مع الغرب، بل لا بد لإيران من مواجهة التآمر الغربي والصمود والتحدي من أجل تحقيق الأهداف الوطنية.
وأوضح أن إيران ربما ترى في برنامجها النووي والأسلحة النووية عنصرا أساسيا لتحقيق الطموحات الوطنية.
وأضاف أنه بينما ينظر بعض القادة الإيرانيين الإصلاحيين إلى الأسلحة النووية باعتبارها أدوات ردع، فإن المحافظين ينظرون إليها بوصفها وسيلة حاسمة لترسيخ التفوق الإيراني بالمنطقة.
كما أشار تكيه إلى إصرار إيران على استكمال برنامجها وتحقيق طموحاتها النووية، وقال إنه ربما يمكن الضغط على طهران من أجل الإذعان لمعاهدة الحد من الأسلحة النووية، وإنه أيضا ربما يمكن نزع سلاح إيران دون استخدام القوة.
وقال الكاتب إن الرقم الأصعب بالأزمة الإيرانية يتمثل بالمرشد الأعلى محمد علي خامنئي، مضيفا أن الأخير يشعر بالقلق أكثر في حال المعارضة السياسية من شعوره به في حال العقوبات الاقتصادية.
واختتم بالقول إن مواجهة الإستراتيجية الإيرانية لخامنئي تتطلب خيالا أميركيا وغربيا أوسع من مجرد زيادة وتشديد العقوبات الاقتصادية ضد إيران.