لجنة تشيلكوت تصطدم بسرية المعلومات
قالت صحيفة التايمز البريطانية إن نتائج تحقيقات لجنة تشيلكوت المكلفة بالتحقيق في الحرب على العراق من الجانب البريطاني، قد لا تعلن حتى أواخر السنة المقبلة.
وبينت الصحيفة أنه وبناءً على ما أعلن الليلة الماضية من تطورات بشأن عمل اللجنة، فإن التحقيقات تواجه تأخيرا وعرقلة متكررة نتيجة اصطدامها بحاجز قانون سرية المعلومات الحساسة، التي تمنع المحققين من الولوج إلى المعلومات والوثائق التي يحتاجونها في تحقيقاتهم.
وكانت تقارير رئيس اللجنة السير جون تشيلكوت قد تأخرت مرات عديدة عن صدورها في موعدها، وكان آخرها بسبب منع اللجنة من نشر معلومات تتعلق بالوثائق التي تحتوي على المحادثات والحوارات التي تمت إبان الحرب على العراق بين توني بلير رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأميركي السابق جورج بوش.
وكانت اللجنة قد اطلعت على الوثائق ولكنها غير قادرة على تقديم تقريرها، فقانون سرية المعلومات الحساسة قد يعطي الحق لجهة رسمية ما بالاطلاع على معلومات مصنفة على أنها "سرية" لكنه يمنع تلك الجهة من تداول تلك المعلومات علنا، وهو ما يؤخر صدور تقرير السير تشيلكوت.
وقال مصدر مطلع لصحيفة التيلغراف البريطانية، إن السير تشيلكوت والحكومة البريطانية برئاسة ديفد كاميرون على خلاف -لم يحلّ بعد- بشأن ما يمكن إعلانه من محتويات تلك الوثائق.
وقال المصدر "القضية الرئيسية تبقى في اعتقاد لجنة التحقيق بأنها يجب أن تتمتع بحق نشر ما تتوصل إليه من معلومات، ولكن مجلس الوزراء لا يزال متمنعا".
وكانت لجنة تشيلكوت قد صرحت في شهر يوليو/تموز الفائت بأنها تحقق تقدما في تحقيقاتها، ولكنها لن تبدأ بمخاطبة الأشخاص المطلوبين للإدلاء بشهاداتهم في التحقيق إلا في منتصف عام 2013.
وأشارت الصحيفة، أن هناك أيضا مسألة انتظار ردود الأشخاص الذين ستوجه اللجنة لهم الأسئلة أو الانتقادات وهو أمر قد يستغرق أسابيع وربما أشهرا، الأمر الذي قد يؤخر صدور تقرير اللجنة النهائي حتى أواخر العام المقبل.
من جهة أخرى، يثير تأخير صدور تقرير لجنة التحقيق في حرب العراق حفيظة بعض البريطانيين. وقال ريغ كيز مؤسس منظمة "عائلات عسكرية مناهضة للحرب" للصحيفة إن التأخير يسبب الإحباط ويطيل من معاناة العائلات التي فقدت أبناءها في الحرب على العراق. يذكر أن ابن ريغ كيز كان جنديا بريطانيا ولقي حتفه هناك عام 2003.