الدمشقيون بدؤوا حزم حقائبهم للرحيل

قتلى وجرحى منهم أطفال في انفجار في حي الزهور بدمشق
undefined

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن سكان العاصمة السورية دمشق بدؤوا يرحلون عنها بعد تدهور الوضع الأمني فيها، وانتشار نقاط التفتيش في شوارعها، وتصاعد هجمات المعارضة المسلحة على معاقل الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشارت الصحيفة إلى أن بلدة شتورة اللبنانية القريبة من الحدود السورية أصبحت تكتظ بسكان دمشق والمدنيين السوريين من المعارضين والمؤيدين للأسد على حد سواء.

وطبقا لأرقام الأمم المتحدة فإن عدد اللاجئين السوريين في الخارج قد بلغ 510 ألف لاجئ هذا الشهر، وبمعدل 3 آلاف لاجئ يغادر البلاد في اليوم الواحد.

ووصف مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأميركية جوشوا لانديس معركة دمشق بأنها مهمة، وقال "إنها معركة حاسمة لأن العاصمة هي الجائزة الكبرى، ولا أحد يستطيع أن يقول إنه يملك مفاتيح سوريا إلا إذا استحوذ على دمشق".

وأوضحت الصحيفة أن المعارك بدأت تشتد في دمشق، وأن الدائرة الإعلامية في دمشق قالت على صفحتها على موقع فيسبوك إن الليلة الماضية شهدت "قصفا عنيفا" في العاصمة سمع صداه في مختلف أرجاء المدينة، نتيجة مهاجمة الجيش السوري الحر مراكز للاستخبارات السورية.

نظرا لارتفاع مستوى العنف وشدة القتال، فإن مستويات عدم الاستقرار وفقدان الأمان يمكن أن تستمر لسنوات قادمة، بغض النظر عن نتيجة المواجهة الدائرة 

وتحدثت الصحيفة إلى مهندس ديكور سوري اسمه وسام عيسى، كان قد حزم حقائبه وغادر العاصمة دمشق إلى شتورة اللبنانية. وقالت الصحيفة إن مشكلة عيسى تعتبر مثالا على مشاكل مشابهة يواجهها السوريون.

ونقلت الصحيفة عن عيسى أنه شعر باستحالة البقاء في العاصمة دمشق بالنسبة له كمدني، وأنه يفكر في الانتقال إلى دبي والاستقرار هناك، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة لأنه لم يعمل منذ ستة أشهر مثله مثل الكثير من السوريين الذين توقفت أعمالهم وأغلقت أبواب رزقهم.

ويقبع عيسى في لبنان في حالة عوز مالي، حيث لم يستطع جمع مستحقاته من زبائنه لأنهم إما غادروا البلاد مثله، أو أنهم في عوز نتيجة توقف أعمالهم كما توقف عمله هو.

أما أولئك المؤيدون للأسد فهم أيضا في عداد اللاجئين، وتحدثت الصحيفة إلى منال أبي سمرة (29 عاما) التي أعربت عن ثقتها بأنها ستعود إلى الديار قريبا، وأنها "واثقة من عدم قدرة الثوار على الانتصار"، واصفة إياهم بنفس الوصف الذي يصدر عن حكومة الرئيس الأسد "إنهم مجرد عصابات مسلحة".

ونقلت الصحيفة عن دمشقيين غادروا في الأيام القليلة الماضية قولهم إن القتال اشتد في العاصمة السورية وخاصة في الأحياء السنية الفقيرة.

ومن جهة أخرى، أدت سيطرة الجيش السوري الحر على الطرق السريعة -التي تربط دمشق بباقي البلاد والدول المجاورة- إلى نقص إمدادات الغذاء في العاصمة، وتمكن اليوم رؤية طوابير طويلة من المواطنين السوريين يصطفون للحصول على الخبز والوقود.

وقال المحلل في مؤسسة مابلكروفت البريطانية المتخصصة في استشارات الأزمات توربجورن سولفدت إن نزوح اللاجئين السوريين سوف تكون له آثار سلبية على مستقبل البلاد. وأضاف أنه "نظرا لارتفاع مستوى العنف وشدة القتال، فإن مستويات عدم الاستقرار وفقدان الأمان يمكن أن تستمر لسنوات قادمة، بغض النظر عن نتيجة المواجهة الدائرة".

المصدر : إندبندنت