شركات التبغ تستهدف أفريقيا

Squeezed box of cigarettes in black hand
undefined

بينما ينخفض مستوى الإقبال على التدخين عالميا، تنفرد أفريقيا بارتفاع مستواه فيها نظرا لرخص ثمن السجائر إلى درجة أن أي طفل يمكنه أن يشتريه من مصروفه اليومي.

وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في تقريرها إن أفريقيا تعد اليوم آخر معقل لشركات التبغ لتحقيق الأرباح الأسطورية التي كانت تحققها في الماضي، حيث تتراخى في هذه القارة الضوابط التي تفرض على استخدام التبغ في بقاع أخرى من العالم.

وحتى في جنوب أفريقيا -أكبر اقتصادات القارة- حيث تفرض القيود الأكثر صرامة، لا يلتزم الباعة بعدم بيع السجائر لمن هم دون سن الثامنة عشرة، كما يتجاهلون قانونا ينص على ضرورة بيع السجائر كعلبة كاملة وعدم بيعها بشكل مفرد.

غير أن التقرير يوضح أن الباعة يفضلون بيع السجائر واحدة بواحدة على بيعها كعلبة كاملة، لأنهم بهذه الطريقة يحققون أرباحا مضاعفة.

يوسف سالويي:
أفريقيا ساحة معركة رئيسية لأن الشعوب الأفريقية تتمتع بنسبة عالية من الشباب، وإذا استطاعت شركات التبغ تكوين قاعدة من الزبائن المتعاطين للتبغ اليوم، فهذا يعني أنهم ضمنوا سوقا لهم لأربعين أو خمسين سنة قادمة

ويقول يوسف سالويي من المجلس الوطني لمكافحة التدخين في جنوب أفريقيا "إن هذه القارة ساحة معركة رئيسية، لأن الشعوب الأفريقية تتمتع بنسبة عالية من الشباب، وإذا استطاعت شركات التبغ تكوين قاعدة من الزبائن المتعاطين للتبغ اليوم، هذا يعني أنهم ضمنوا سوقا لهم لأربعين أو خمسين سنة قادمة".

ونظرا لرخص ثمن السجائر فإن الأطفال في المرحلة الابتدائية يشترون الحلوى وهم في طريقهم إلى المدرسة، ولكن عندما يصلون إلى المرحلة الإعدادية يبدؤون بشراء السجائر بدلا من الحلوى ودون أن يؤثر ذلك على مصروفهم.

ويقول جوني ثوبيجاين (20 عاما) الذي يدخن منذ كان في الثالثة عشرة، إن جميع أقرانه الذكور يدخنون، ووصف مدرسته بأنها "قسم مخصص للتدخين".

ورغم أن إعلانات السجائر ممنوعة في جنوب أفريقيا، غإن ثوبيجاين وأقرانه لا يحتاجون إلى إعلان يرغبهم في التدخين، فهم يدخنون بشكل منتظم.

وطبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2011، فإن معدل المدخنين الذكور في المجتمعات الأفريقية يتراوح بين 20 إلى 30%، أكثر من نصفهم تقل أعمارهم عن 35 عاما. وفي جنوب أفريقيا بالذات، يبلغ معدل المدخنين الذكور 35% من السكان الذكور.

من جهة أخرى، يشن الناشطون في جنوب أفريقيا حملة شعواء لتكرار تجربة الولايات المتحدة وأوروبا في الحد من التدخين، ويتمتعون بدعم الدولة والقضاء في تحقيق هذا الهدف. وكانت شركات التبغ قد لجأت إلى المحكمة العليا بجنوب أفريقيا لنقض القانون الذي يحرم إعلانات التبغ، ولكنها خسرت الدعوى.

ووجدت دراسة أعدت في جامعة ميشيغان الأميركية أن معدل المدخنين في القارة الأفريقية سيرتفع من 16% في الوقت الحاضر إلى 22% بحلول العام 2030، إن لم تقم حكومات الدول الأفريقية بجهود جادة لمكافحة التدخين في بلدانها.

المصدر : لوس أنجلوس تايمز