صحف إسرائيلية: اختبار صعب لمرسي
عوض الرجوب-الخليل
تتابع الصحافة الإسرائيلية باهتمام ما يجري في مصر، كما ترصد ردود الأفعال عقب الإعلان الدستوري للرئيس المصري محمد مرسي، معتبرة أنه يقف "أمام اختبار صعب".
وتحت عنوان "يعودون إلى الميدان"، تحدث تسفي بارئيل في صحيفة هآرتس عما سماه تطبيق النوايا الطيبة بأساليب النظام القديم، وهو ما سيؤدي -وفق الكاتب- إلى "تفريغ صلاحيات المحاكم من محتواها، حاليا على الأقل".
ويضيف الكاتب أن ميدان التحرير ينبعث من جديد، حيث "يتعين على مرسي الآن أن يقرر: إما أن يتراجع بإهانة، أو أن يوقع مصيبة سياسية على الإخوان المسلمين". وأوضح أن ميدان التحرير "لعب مرة أخرى في نهاية الأسبوع دور البرلمان الجماهيري، وذكّر -إذا كانت هناك حاجة إلى ذلك- بالمعنى الحقيقي للثورة في مصر".
ويرى الكاتب أنه مع أن للرئيس صلاحيات واسعة للغاية، على الأقل إلى أن يُقر الدستور الجديد ويُنتخب برلمان جديد، فإنه باتت تقف الآن -خلافا للوضع في الماضي- أمام هذه الصلاحيات صلاحية جديدة، صلاحية "الشارع".
ورأى الكاتب أن مرسي اعتقد أن القرار بإعادة محاكمة المسؤولين سيهدئ المتظاهرين، بل ويمنحه مزيدا من نقاط الاستحقاق، "ولكن الضربة القاضية كانت عندما قضى -في إطار قراراته الجديدة- بأن كل قراراته من لحظة تعيينه في 30 يونيو/حزيران 2012 هي ذات مفعول دستوري وغير قابلة للطعن في المحاكم، إلى أن يُقر دستور جديد ويُنتخب برلمان جديد".
مصر تحولت في الأسابيع الأخيرة إلى برميل بارود يهدد بالانفجار في أي لحظة |
ويخلص الكاتب الإسرائيلي إلى أن نوايا مرسي ترمي -في ظاهرها- إلى تسريع بناء المؤسسات الدستورية في مصر، ونقل صلاحياته إلى البرلمان الجديد، وتوفير دستور جديد لمصر "بروح الثورة، ولكن عندما تطبق النوايا الطيبة بأساليب النظام القديم فإن ميدان التحرير ينبعث من جديد".
العاصفة
ومن جهته، عنون المحاضر والباحث في دائرة دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان أودي بلنجا لمقاله في صحيفة معاريف بـ"العاصفة بعد الهدوء"، حيث رأى أن مرسي "إذا كان توقع أن يرتاح على أكاليل الغار، أو أن يستمتع ببضعة أيام من المجد، بعد أن اتخذ صورة الشخصية المركزية في مساعي الوساطة بين حماس وإسرائيل، فإنه يكون قد أخطأ".
كما يرى أن مصر تحولت في الأسابيع الأخيرة إلى برميل بارود يهدد بالانفجار في أي لحظة، "فمنذ سبعة أيام تجري في شارع محمد محمود بالقاهرة مظاهرات عنف ضد الرئيس والنظام الذي أقامه في مصر، وبالتوازي عاد الناس ليسكنوا الخيام في ميدان التحرير".
ويرى بلنجا أنه "بينما كانت المشاكل الآنفة الذكر من إنتاج مرسي نفسه فإن أساس مشاكل مصر ورثها من سلفه. ومثل مبارك، اكتشف أن من الصعب جدا التغلب عليها".
ويشير الباحث الإسرائيلي إلى أن مصر تحولت لتكون أكثر مركزية مما كانت قبل سنتين، وأكثر دينية من الماضي، "وإذا فحصنا للحظة الجانب الديني -حتى ولو بشكل سطحي- فسنرى أن السلفيين يشعرون اليوم تحت حكم الإخوان المسلمين بحرية أكبر في الحديث علنا عن الحاجة إلى تفجير الأهرامات وأبو الهول"، وفق الكاتب.
ويوضح الكاتب أنه "مقابل جموع المتظاهرين التي تملأ ميدان التحرير ولا ترغب في أن ترى مرسي كمبارك جديد، فإن مرسي يحظى بالتأييد من جانب أجزاء واسعة في البرلمان المصري، ومن جانب الإخوان المسلمين على حد سواء، ممن يعقدون مظاهرات تأييد جماهيرية له".
وخلص بلنجا إلى أن خطوات مرسي في نصف السنة الأخير، "ولا سيما تطهير قيادة المجلس العسكري الأعلى وأخذ الصلاحيات، ترمي إلى منحه قوة سياسية كبيرة لم يحظَ بها سوى مبارك، وفي الأيام القادمة ستختبر زعامة مرسي سواء في أوساط ناخبيه وشعبه أو في أوساط الأسرة الدولية".