صحف الأردن.. قلق على قلق

Jordanian protesters shouts against the government as the government announced rising fuel costs, in Amman, Jordan, 13 November 2012. A price hikes announcement by Jordan's prime minister set off demonstrations across the country and calls for general strikes. EPA/JAMAL NASRALLAH
undefined

محمد النجار-الجزيرة نت

خيم القلق على تغطيات الصحف الأردنية الصادرة اليوم الخميس بعد ليلتين من الاحتجاجات التي تحولت في كثير منها لأعمال شغب وفوضى واضطرابات قتل خلالها مواطن وأصيب العشرات من المواطنين ورجال الأمن.

وسيطرت أحداث الشغب والعنف التي رافقت الاحتجاجات على الصحف اليومية الأردنية الرسمية وشبه الرسمية والمستقلة، وفي حين حاولت بعضها إرسال رسائل التحذير من الانزلاق للفوضى، بعثت أخرى انتقادات للحكومة لغيابها عن المشهد منذ إعلان رئيس الوزراء قرار رفع أسعار المحروقات الذي تلته الاحتجاجات الواسعة وغير المسبوقة في البلاد.

ولفت الأنظار أن مختلف الصحف الرسمية وحتى المستقلة لم تبرز في عناوينها حديث رئيس الوزراء عبد الله النسور عن أن الحكومة لن تتراجع عن قرار رفع الأسعار، وأبقت الخبر في سياق خبر ورد من وكالة الأنباء الرسمية.

صحيفة الرأي التي تصنف باعتبارها الناطق بلسان الحكومة أبرزت في عنوانها الرئيس دعوات للحفاظ على الأمن والاستقرار، وأفردت صفحات داخلية واسعة لردود فعل تستنكر أعمال الشغب التي شملت ممتلكات عامة في العديد من المناطق من الشمال إلى الجنوب.

في "الرأي" برز مقال على صفحتها الأولى حمل عنوان "دم الأردنيين حرام بينهم، وحماية ممتلكاتهم من حماية وطنهم"، حث الأردنيين على التعبير السلمي عن رأيهم وعدم الانزلاق للعنف، وأثار تساؤلات عدة عن المستفيد من إطلاق الرصاص على رجال الأمن العام والدرك وحرق وتخريب الممتلكات العامة

كما أبرزت الصحيفة بشكل لافت خبر الاتصال الهاتفي بين الملك عبد الله الثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، إضافة لخبر حث مسؤول بحريني دول الخليج على مساعدة الأردن، وهي ما بدت رسائل طمأنة للشارع بسعي الأردن لحل الأزمة الاقتصادية عن طريق علاقاته المتميزة مع دول الخليج العربي.

وجاء في الصحيفة أيضا مقال على صفحتها الأولى حمل عنوان "دم الأردنيين حرام بينهم، وحماية ممتلكاتهم من حماية وطنهم"، حث على التعبير السلمي عن الرأي وعدم الانزلاق للعنف، وأثار تساؤلات عدة عن المستفيد من إطلاق الرصاص على رجال الأمن العام والدرك وحرق وتخريب الممتلكات العامة.

وكذلك برزت في الرأي مقالات تحاول تهدئة الشارع من جهة، وأخرى تبرر قرارات الحكومة برفع الأسعار.

المشكلة والحل
فكتب فهد الفانك مدافعا عن قرار الحكومة قائلا "بالرغم من وضوح المشكلة ووضوح الحل فإن هناك من لا يزالون يكابرون بالمحسوس، ويرفعون أصواتهم ضد إصلاح الدعم الفاسد الحالي واستبداله بدعم نظيف للمستحقين، أو الذين يطالبون الحكومة بالتأجيل ويلتمسون لها الأعذار كحكومة انتقالية، مع أن كل يوم يمر نقترب فيه من الحافة التي لا يريد هؤلاء أن يروا ما وراءها، ويظنون أن العالم سيهب لنجدتنا كما هبت أوروبا لإنقاذ اليونان".

صحيفة الدستور شبه الرسمية عنونت "رفض شعبي للعبث بمقدرات الوطن"، ونشرت مقالات وتغطيات ركزت كلها على رفض أعمال العنف الواسعة التي شهدتها مناطق من المملكة.

وفي مقال نشرته الصحيفة لأسرة تحريرها حمل عنوان "الأردنيون لا يتحاورون بالرصاص" ذكرت الأردنيين بالمحيط الملتهب من حولهم.

وجاء في المقال "إن إدراكنا وفهمنا الشمولي للأحداث التي تشهدها المنطقة خصوصا أن الأردن المحاط بالعراق المتوتر وسوريا الملتهبة والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يلفت أن الثابت الأردني المركزي في إطار معادلة الجوار من كل الاتجاهات هو الاقتناع سرا وعلنا بأن مهمتنا الرئيسة الآن حماية أنفسنا وهويتنا".

الغد الأوضح
صحيفة الغد كانت الأوضح في نقد الإدارة الرسمية للأزمة مع الشارع الغاضب.

فكتبت رئيسة تحرير الصحيفة جمانة غنيمات تحت عنوان "إعادة تعريف الأزمة" مقالا حذرت فيه من استمرار الرسميين في التعامل مع الأزمة الحالية باعتبارها اقتصادية ناتجة عن قرار رفع الأسعار، وقالت إن الازمة سياسية بامتياز.

رئيسة تحرير الغد جمانة غنيمات كتبت تحت عنوان "إعادة تعريف الأزمة" مقالا حذرت فيه من استمرار الرسميين في التعامل مع الأزمة الحالية باعتبارها اقتصادية ناتجة عن قرار رفع الأسعار، وقالت إن الازمة سياسية بامتياز

وكتبت أيضا "التشخيص السطحي يكشف أن المشكل مالي اقتصادي، لكن البحث في المسببات التي أوصلتنا إلى هذا المأزق يؤكد أن الأزمة باتت سياسية، وأهم ملامحها فقدان الثقة بين الدولة والشارع الذي يرفض كل ما يصدر عن الحكومات".

الكاتب فهد الخيطان تحدث بنوع من النقد لطريقة إعلان الرفع عن طريق رئيس الوزراء ومن خلال "شريط متلفز".

وبنوع من السخرية اعتبر الخيطان أن رئيس الوزراء كان يتمنى لو يغلق الأردنيون أجهزة التلفاز بعد خطابه ويذهبون لفراش النوم فورا، لكن ما حدث كان العكس فبعد أقل من عشر دقائق على "بداية بث شريط النسور" كانت مواقع التواصل الاجتماعي تتناقل أخبار النزول للشارع وقبل أن ينهي حديثه تجمع العشرات في الساحات العامة.

وانتهى الخيطان للقول "كان رئيس الوزراء محقا في اختياره لأسلوب الجماعات السرية في الإعلان عن عملية المحروقات، وتبنيها بشريط متلفز، لأن ما تلا الإعلان من ردود فعل يرقى إلى مستوى الانفجار".

المصدر : الجزيرة