الكابوس الذي ينتظر أوباما بالشرق الأوسط

Raton, Florida, UNITED STATES : BOCA RATON, FL - OCTOBER 22: U.S. President Barack Obama debates with Republican presidential candidate Mitt Romney (not seen) at the Keith C. and Elaine Johnson Wold Performing Arts Center at Lynn University on October 22, 2012 in Boca Raton, Florida. The focus for the final presidential debate before Election Day on November 6 is foreign policy
undefined

حذر الكاتب توماس فريدمان من وضع صعب يوشك أن يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما بسبب "الاضطراب الشامل" في الشرق الأوسط وخاصة سوريا. وقال إن الفضيحة التي تطارد اثنين من قادة الأمن والجيش بأميركا جاءت في أسوأ الأوقات.

وقال فريدمان في مقال له نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم إن الشرق الأوسط لم يكن قط أكثر اضطرابا منه الآن. وأشار إلى أن جميع الرؤساء الأميركيين منذ دوايت آيزنهاور واجه كل منهم مشكلة في دولة شرق أوسطية، "لكن أوباما ستجتمع عليه المشاكل من كل دول المنطقة في وقت واحد تقريبا".

أزمات متواصلة
وعدد أزمات الشرق الأوسط التي واجهت الرؤساء الأميركيين: الحرب الأهلية اللبنانية الأولى، حرب السويس، حرب حزيران 1967، حرب 1973، الثورة الإيرانية، الحرب الأهلية الثانية بلبنان، العراق، تنظيم القاعدة وأفغانستان.

وأشار إلى أن أوباما ووجه في فترة رئاسته الأولى بإيران وأفغانستان، "أما في فترته الثانية فسيواجه بكابوس كامل من المشاكل التي ستشتعل في جميع أرجاء الشرق الأوسط".

ما يجري في الشرق الأوسط يجب أن يكون له الأولوية بالنسبة لأميركا على كل القضايا بما فيها الديون وعجز الميزانية

وقال إن الحروب الأهلية وسقوط الأنظمة ونزوح اللاجئين ستكون السمة القادمة للمنطقة إذا لم يتم احتواء الأزمة السورية التي وصفها بأنها حجر الزاوية لكل المنطقة.

أولوية الشرق الأوسط
وألمح إلى أن ما يجري في الشرق الأوسط يجب أن يكون له الأولوية بالنسبة لأميركا على كل القضايا بما فيها الديون وعجز الميزانية ونهاية سريان تخفيضات جورج دبليو بوش للضرائب التي سيحل موعدها في الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.

وأشار إلى أنه قال من قبل إن ليبيا، ومصر، واليمن، والبحرين، وتونس ستنفجر في الداخل، أما سوريا فستنفجر إلى الخارج إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي سريع. وقال إن هذا هو ما يحدث الآن.

فرضية السنة والشيعة
ودافع عن وجهة نظره هذه بافتراض أن هناك صراعا سنيا شيعيا مركزه سوريا وسينتشر إلى كل الدول المجاورة ودول الخليج.

وقال إن درس العراق سيكون مفيدا لأن سوريا تشبه إلى حد بعيد العراق بتقسيماته العرقية والدينية، وإن العراق لم ينفجر إلى الخارج لأن أميركا احتوت الانفجار. ولم ينس أن يقول إن أميركا هي السبب في انفجار العراق.

مجتمعات تنعدم فيها الثقة
وقال إن وجود قوة خارجية تحتوي الانفجار في سوريا وتتوسط للتوصل لصيغة تتبنى نظاما جديدا أمر في غاية الأهمية "لأن هذه المجتمعات تنعدم فيها الثقة بين أطرافها ولا تستطيع بنفسها التوصل لاتفاق على نظام سياسي مرضي للجميع".

وأضاف أن الوضع في سوريا ليس ميؤوسا منه. وقال إنه يشك في أن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ، بدون وجود طرف ثالث محايد داخل سوريا للعب دور الحكم في الفترة الانتقالية، ستنهي الصراع هناك، وتدرأ الخطر الذي يحوم فوق المنطقة.

ودعا الكاتب أوباما إلى العمل مع روسيا للتوصل إلى صيغة لتقاسم السلطة في سوريا وتشكيل قوة أممية للإشراف عليها.

واختتم المقال قائلا "بدون ذلك ستتمدد نيران الصراع بين السنة والشيعة لتقطع كل الخيوط التي تشد أجزاء الشرق الأوسط إلى بعضها البعض وتقف حاجزا بين المنطقة والفوضى".  

المصدر : نيويورك تايمز