مواقف متباينة من فضيحة بترايوس

r_U.S. General David Petraeus gestures during the Senate Intelligence Committee hearing on his nomination to be director of the Central Intelligence Agency on Capitol Hill
undefined

اهتمت صحيفة واشنطن بوست بفضيحة المدير العام المستقيل لوكالة الاستخبارات الأميركية ديفد بترايوس وأوردت المزيد من التفاصيل عن المعلومات التي نُشرت سابقا، كما نشرت آراء متباينة حول صحة الاستقالة والمزيد من التساؤلات عما إذا كانت الفضيحة قد ضخمتها مؤامرات بعض الخصوم.

وقالت الصحيفة إن محققي مكتب التحقيقات الاتحادي فتشوا أمس الاثنين منزل المرأة التي احتلت مركز الفضيحة وكاتبة سيرة بترايوس باولا برودويل، وحملت صناديق وحقائب مملوءة بأشياء مختلفة، كما أخذت صورا من داخل المنزل في شارلوت. وأشارت إلى أن محققي المكتب يبحثون عن أي وثائق سرية أو حساسة ربما تكون بحوزة برودويل.

وذكرت أن هذا التفتيش آخر المستجدات في قصة سقوط الجنرال من أعلى المناصب، وقالت إن ذلك يجيء في نفس اليوم الذي قال فيه اثنان من معاوني بترايوس إنه لم يكن يعتزم تقديم استقالته إلا بعدما اتضح أن علاقته ستظهر للعلن، وذلك عقب المرحلة الأولى من تفتيش مكتب التحقيقات حسابه في البريد الإلكتروني.

نتيجة غير متوقعة
وأوردت الصحيفة أن شقيق جل كيلي -المرأة الأخرى التي كانت برودويل تبث لها برسائل تحذير وتهديد- قال إن شقيقته -وهي صديقة لأسرة بترايوس وزوجته هولي- لم يكن لديها فكرة عن أن شكواها لمكتب التحقيقات الاتحادي ستؤدي إلى إبعاد بترايوس من منصبه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن بترايوس ترك منصبه وأن سيرته الذاتية أزيلت من الموقع الإلكتروني لوكالة الاستخبارات المركزية، فقد استمر قادة الكونغرس أمس في طلبهم منه الاستعداد للإدلاء بشهادته هذا الأسبوع حول أحداث الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي.

يوجين روبنسون:
الجانب المتعلق بالجنس يبعث على الأسى لكنه مفهوم، "أما بقية القصة فكلها غامضة ابتداء بتوقيت الكشف عنها

وذكرت أن برودويل -التي تخرجت من كلية وست بوينت العسكرية مثل بترايوس- زارته عدة مرات، بعدها قررت أن تحول بحثها في القيادة والإدارة بجامعة هارفارد إلى سيرة ذاتية للجنرال تمت طباعتها هذا العام بعنوان "ملف شامل.. تعليم الجنرال ديفد بترايوس".

تساؤلات موحية
وذكرت أيضا أن المدعي العام الاتحادي بعدما راجع تحقيق مكتب التحقيقات، قرر عدم وجود دليل يدعو إلى توجيه اتهام ضد بترايوس. وتساءلت عما دعا مكتب التحقيقات إلى إبلاغ مدير الاستخبارات القومية جيمس كلابر بعدما اتضح عدم وجود ما يمكن أن يُتهم به الجنرال.

وقالت إن هناك سؤالا آخر يقتضي الإجابة، وهو لماذا تم الإبلاغ يوم الاقتراع في الانتخابات الرئاسية بعدما قررت وزارة العدل قبل عدة أسابيع عدم متابعة القضية.

ونشرت واشنطن بوست مقالا ليوجين روبنسون ذكر فيه أن الشيء الوحيد الواضح في قصة بترايوس-برودويل هو العلاقة العاطفية بينهما. وأشار إلى أن بترايوس ذكي وشجاع ومخلص لعمله وفعال، لكنه مغرور.

وأضاف أن الجانب المتعلق بالجنس يبعث على الأسى لكنه مفهوم، "أما بقية القصة فكلها غامضة ابتداء بتوقيت الكشف عنها". وتساءل عن السبب في عدم إبلاغ رئيس بترايوس جيمس كلابر إلا يوم 6 نوفمبر يوم الاقتراع، رغم أن التحقيق بدأ في الصيف؟

قصص الجواسيس
وأشار روبنسون إلى أنه لا توجد مصادفات في قصص الجواسيس، وقال "من الواضح أن كلابر كان يجب أن يبلغ الرئيس باراك أوباما فور علمه، وأن يعد توصية حول ما يجب أن يُقرر حول مستقبل بترايوس.. من المؤكد كل ما جرى سيأتي إلى دائرة الضوء لاحقا".

وأضاف أنه من الممكن أن يكون مكتب التحقيقات الاتحادي قد حافظ على سرية التحقيق لرغبته في تفادي ما يمكن أن يُقال عن أنه يلاحق وكالة الاستخبارات المركزية. وألمح الكاتب إلى أنه هو نفسه يقول بأن ذلك ممكن.

دعوة لعودة الجنرال
ونشرت واشنطن بوست أيضا مقالا لريتشارد كوهين دعا فيه إلى عودة بترايوس إلى منصبه نظرا إلى كفاءته العالية وقال "لن يجدوا أفضل منه لهذا المنصب"، لأن فضائح واشنطن المتعلقة بالجنس طويلة وتورط فيها من قبل أبرز شخصيات الحكم، ولأن "نفاق الأميركيين المتصل بها وادعائهم الطهرانية تجاوز حدوده".

وبلغ اهتمام الصحيفة بالقضية أن كرست لها افتتاحيتها اليوم والتي نشرتها بعنوان "فضيحة بترايوس أضرت بالأمة".

وقالت إن الاستقالة مثلت ضربة قوية لقيادة البلاد في مجال الأمن القومي وجاءت في وقت غير مناسب، مع المغادرة المتوقعة لهيلاري كلينتون منصبها كوزيرة للخارجية والتعديل المحتمل في المناصب العليا لمجلس الأمن القومي.

وأشارت إلى أن خطيئة بترايوس هي استخدامه المكثف لحساب له في بريد جي ميل لإرسال رسائل غير متحفظة، وأن مثل هذا السلوك لن يكون مقبولا في القطاع الخاص أو القوات المسلحة "كما يعلم بترايوس نفسه".

وأعلنت الصحيفة تأييدها لقرار أوباما دعوة بترايوس لتقديم استقالته "رغم أن فقدانه خسارة لا تعوض وضرر بالغ لأميركا".

المصدر : واشنطن بوست