تباين التقييمات للمائة يوم الأولى لمرسي

محمد مرسي في ذكرى إحتفالات نصر أكتوبر - التليفزيون المصري
undefined

تفاوتت التقييمات لأداء الرئيس المصري محمد مرسي خلال فترة المائة يوم التي حددها بنفسه وتعهد بإنجاز 64 وعدا فيها. وكان التفاوت كبيرا وتراوح بين القول إنه أنجز 4 من 64 وعدا وبين القول إن أداءه كان كبيرا وأنجز كل ما وعد به.

هذا ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها من القاهرة نشرته اليوم حول المائة يوم الأولى من حكم مرسي، وقالت فيه إن الرأي العام في مصر الجديدة، وكما يكون الرئيس محمد مرسي قد اكتشف، أصبح له أهميته.

وقالت الصحيفة أيضا إن المنتقدين تتابعوا على وضع مرسي فوق صفيح ساخن بشكل لم يكن واردا في الحسبان أثناء الحكم التسلطي الماضي في مصر.

مرسي ميتر
قال عمرو صبحي المشارك في إنشاء موقع "مرسي ميتر" الإلكتروني، على غرار موقع "أوباما ميتر"، الذي يهدف لمتابعة نجاح الرئيس، إن مرسي أنجز 4 وعود فقط من جملة 64 وعدا خلال المائة يوم الأولى لحكومته.

أكوام القمامة تستمر في التراكم ببعض شوارع العاصمة، والإضرابات حول الأجور والفوائد المستحقة  تسببت في وقف بعض خدمات القطاع العام، خاصة بمستشفيات مصر ذات التمويل الضئيل.

بلاغ ضد مرسي
وبلغ الحال أن سجل أحد الأشخاص، كما أوردت صحيفة إيجبت إندبندنت التي تصدر باللغة الإنجليزية، بلاغا بمركز شرطة ضد مرسي "لفشله" في إنجاز جميع ما تعهد به.

الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين حاولتا التقليل من شأن الوعود التي لم تُنجز دافعتين بأن فترة المائة يوم ليست كافية لإحداث تغييرات ملموسة، بينما أبرزتا النجاحات الدبلوماسية لمرسي

من جهة أخرى، وفي عناوين الصحف وفي زوايا الطرقات، ظلت إدارة مرسي ومؤيدوه يدافعون بقوة ويقولون إن أداء مرسي لم يكن جيدا وحسب خلال الثلاثة أشهر الأولى من حكمه، بل إنه أنجز كل ما كان متوقعا أن ينجزه مع الأخذ في الاعتبار حجم المهام التي تعامل معها.

وقال المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين رشاد بيومي "أعتقد أن أداءه كان عظيما". وذكر أن مرسي ورث ديونا وطنية تشل الحركة، ورغم ذلك أنجز مهاما كبيرة مثل نقل السلطة من الجيش.

أول تجربة حكم لإسلاميين منتخبين
وقالت واشنطن بوست إن الفترة الأولى لمرسي سجلت أول تجربة كبيرة لحكم إسلاميين منتخبين في العالم العربي عقب عقود من القمع. وأشارت إلى أن نتائج هذه الفترة مهمة للغاية خاصة في مصر حيث يتوقع إجراء انتخابات خلال الأشهر المقبلة للاستفتاء على دستور جديد ومن ثم انتخاب برلمان جديد.

وقال الخبير في الحركات الإسلامية بجامعة إكستر البريطانية البروفيسور عمر عاشور إن جماعة الإخوان المسلمين تعلمت درسا صعبا في الانتخابات هذا العام وتناور حاليا بحذر عقب نهاية المائة يوم.

وأشار عاشور إلى أن جماعة الإخوان والأحزاب السلفية حققت نصرا كاسحا في الانتخابات العامة الأولى عقب نهاية نظام حسني مبارك بإحرازها فوزا بنسبة 70% من الأصوات، بينما فازت بعد أربعة أشهر بـ50% فقط من الأصوات في الانتخابات الرئاسية.

ويقول المحللون ومسؤولو الإخوان إن الـ64 وعدا التي تعهدت بها حملة مرسي وتتضمن قضايا تتعلق بالأمن والوقود والنظافة وحركة المرور والخبز -من دون ذكر للخطاب الديني التقليدي للإخوان- صادرة من الوعي المتزايد للجماعة بقوة أصوات الناس الانتخابية في العهد الديمقراطي.

وقال بيومي "هذه هي الأشياء التي يهتم بها المصري العادي. وهي الاحتياجات الضرورية للناس".
وقال صبحي إن 42% فقط من المشاركين في استطلاع الرأي بموقعهم الإلكتروني صوتوا لصالح أداء مرسي.

أما الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين فقد حاولتا التقليل من شأن الوعود التي لم تُنجز دافعتين بأن فترة المائة يوم ليست كافية لإحداث تغييرات ملموسة، بينما أبرزتا النجاحات الدبلوماسية لمرسي.

واختتمت الصحيفة تقريرها بما قاله صبحي "ما هو أهم من نجاح مرسي أو عدمه هو حقيقة أن المصريين بدؤوا أخيرا يتحاورون حول أداء رئيسهم بلا خوف، وأنهم حصلوا على الأدوات للمشاركة في صنع قراراتهم".

المصدر : واشنطن بوست