صحيفة: الربيع الفارسي يُطبخ ببطء

epa03419599 Iranian protestors stand in a street as garbage is set on fire, in central Tehran, near the old main bazaar in Tehran, Iran, on 03 October 2012. Efforts by police in Tehran to confront illegal foreign currency traders led to clashes during the day in the centre of the capital, witnesses said. The steep rise of foreign currencies in Iran and devaluation of the national currency, the rial, have in the recent days led to a serious crisis in the Iranian economy.President Mahmoud Ahmadinejad has blamed part of the reason for the record low of the rial on international sanctions imposed over Iran's disputed nuclear programme - but also in part on local speculators and non-authorized money exchangers. EPA/stringer
undefined
عوض الرجوب-الخليل 

تابعت الصحف الإسرائيلية باهتمام تطورات الأوضاع في إيران، وخاصة انخفاض العملة والمظاهرات التي خرجت للتنديد بتردي الوضع الاقتصادي، لكنها قالت إن التغيير قد يكون بطيئا في الدولة التي تواجه عقوبات غربية ضخمة بسبب مضيها قدما في مشروعها النووي.

فتحت عنوان "الربيع الفارسي يُطبخ ببُطء" قال بوعز بسموت في صحيفة إسرائيل اليوم إن العملة الوطنية الإيرانية تنهار ومعها الاقتصاد المحلي، والمواطن الإيراني البسيط متعطش إلى حياة طبيعية عادية، لكن هذا لا يهم السلطة في طهران "التي ستضحي بالجميع على مذبح المشروع الذري".

وأوضح الكاتب أن النظام الإيراني اليوم في مشكلة ويعيش أزمة، كما أن الشعب يعاني "وليس مؤكدا إلى متى سيكون مستعدا للصمت". موضحا أن النبأ المنشور عن نقل عشرة مليارات دولار للنظام السوري زاد في غضب المتظاهرين.

فقدان الثقة
وأشار الكاتب إلى أن المواطن الإيراني فقد الثقة بعملته الوطنية وتحول إلى الاستثمار بالعملة الخضراء (الدولار) والذهب، وبدل أن توقف السلطات الملف النووي اختارت وقف التجارة بالسوق السوداء.

وتوقع بسموت أن يبذل مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي كل ما يستطيع للاستمرار في البقاء إلى يونيو/حزيران القادم حين ينهي محمود أحمدي نجاد ولايتيه، "فخامنئي يلعب على الوقت مرة أخرى (..) وعلى العموم فإن النظام الإيراني والقنبلة الذرية الإيرانية تتحول أكثر فأكثر لتصبح حكاية زمن. أيهما سيسقط أولا: النظام أم المشروع؟ سنضطر إلى الانتظار لمعرفة ذلك".

في سياق متصل رأى يوسي بيلين في نفس الصحيفة أن الانتخابات القادمة تثير أسئلة جوهرية بالنسبة لإسرائيل، موضحا أنه قد يأتي رئيس بعد أحمدي نجاد يحاول إخراج بلاده من العزلة والعقوبات الاقتصادية بالتوصل إلى اتفاقات مع الغرب.

وأوضح بيلين أنه من غير المعروف من سيكون الرئيس القادم في إيران، "فإذا انتُخب سياسيٌ متطرفٌ مثل نجاد يعارض كل تسوية مهمة مع الغرب، فسيثور البديل العسكري من جديد".

وفي المقابل إذا انتُخب شخص أشبه بالرئيس السابق محمد خاتمي فمن المنطقي توقع بذل محاولات مكثفة معه للتوصل إلى تسوية والامتناع عن مواجهة عنيفة، وفق ما ذكر الكاتب.

سقوط الأسد سيكون رسالة للجمهور الإيراني بأن التغيير ممكن رغم المصاعب والقمع الوحشي (الأوروبية-أرشيف)
سقوط الأسد سيكون رسالة للجمهور الإيراني بأن التغيير ممكن رغم المصاعب والقمع الوحشي (الأوروبية-أرشيف)

دلالات انهيار الأسد
وفي سياق مواز، رأى الكاتبان آفي يسخروف وعاموس هرئيل في مقال مشترك بصحيفة "هآرتس" أن الإبقاء على النظام السوري مهم لـ"آيات الله" في إيران، ليس فقط بسبب حاجتهم إلى تعزيز المحور ضد الغرب وإسرائيل، ولكن لأن "الإطاحة بالأسد ستكون رسالة إلى الجمهور في إيران، بأنه في بلادهم أيضا التغيير ممكن رغم المصاعب والقمع الوحشي من جانب النظام".

ويضيف الكاتبان تحت عنوان "خطوة أخرى نحو الانهيار" أن إبطاء وتيرة الهزات في الشرق الأوسط يمكن أن تضلل بعض الشيء "فحقيقة هذه السنة، خلافا لعام 2011، لا تسقط أنظمة في المنطقة وفي شمالي أفريقيا الواحد تلو الآخر".

لكنهما أكدا أن تقدير معظم أجهزة الاستخبارات الغربية بقي على تأكيد بأن "نظام الأسد سينهار في النهاية"، مشيرَيْن إلى أن سوريا تنقسم الآن بين مواطنين تحت سيطرة نسبية للنظام (أجزاء مركزية من دمشق ومن المدينة الأساسية الثانية حلب، وقطاع الشاطئ في الشمال وهي مناطق علوية بالأساس).

وكذلك مناطق تحت سيطرة منظمات المعارضة، وجماعات مسلحة أو أقليات مثل الأكراد (شمالي الدولة وشرقها). ومناطق سائبة دون سيطرة حقيقية.

وشدد الكاتبان على أن عدم الاستقرار في سوريا يلزم الجيش الإسرائيلي بالاستعدادات العملياتية الأخرى، ويلزم أسرة الاستخبارات الإسرائيلية كلها بمتابعة الجوانب المختلفة للتطورات في الشمال الشرقي.

المصدر : الجزيرة