الأسلحة تقل بأيدى الثوار السوريين

ثوار سوريا يحاصرون مواقع للنظام بدير الزور
undefined
كتبت صحيفة غارديان في الشأن السوري أنه على مدار العام الماضي، وخاصة منذ مايو/أيار عندما بدأت الأسلحة تصل، التقى أعداء بشار الأسد بالمتبرعين في الشوارع الخلفية لمدينة أنطاكيا التركية وفي المقاهي وردهات الفنادق وشرحوا موقفهم وسبب حاجتهم إلى تلقي المساعدة.

وقالت الصحيفة إن تنافسات السياسة العربية والخليجية والانقسامات بين الغرب وروسيا والخوف من امتداد الأزمة الدموية السورية إلى ما وراء حدودها لتجر إيران أو لبنان، كل ذلك يجعل توفير الأسلحة للثوار قضية حساسة وشائكة.

والآن يبدو أن إمداد الأسلحة بدأ يجف. فعلى جبهة حلب ليس هناك إشارة عن توفير الأسلحة الثقيلة التي طلبها الثوار، والذخيرة بدأت تنفد. وشكا أحد القادة يدعى أبو فرات "يعطوننا ما يكفي لمواصلة القتال لكن ليس ما يكفي لكسبه. وأنا متأكد أن هذا الوضع لن يتغير حتى بعد الانتخابات الأميركية. وغير متأكد من أن كل امرئ يستطيع أن يبقى على قيد الحياة حتى هذا الوقت".

وأشارت الصحيفة إلى أن الرجال الذين لديهم المال والنفوذ بأنطاكيا مبعوثون أُرسلوا من قبل النخبة السياسية أو رجال الأعمال السنة. ومن هؤلاء برلماني لبناني اسمه عقاب صقر. وكما يقول أحد قادة الثوار من منطقة جبل الزاوية الذي يطلق على نفسه أبو وائل "في كل مرة يأتي فيها عقاب للمدينة تبدأ الأسلحة في التحرك عبر الحدود. والمشكلة أن هذا الشخص دقيق جدا بشأن المكان الذي تذهب إليه الأسلحة".

وذكرت الصحيفة أن صقر عضو بحركة المستقبل التابعة لزعيم المعارضة اللبنانية سعد الحريري. ووفقا لمصدر في بيروت مُنح هذا الشخص دور منسق تهريب الأسلحة. وقد أصبح صقر شخصية استقطابية بين المعارضة السورية المفتتة وأولئك الذين يزودهم بالسلاح يرونه منقذا، أما أولئك الذين لا ينالهم هذا الحظ فيحملونه مسؤولية تصدع قضية الثوار.

وأضافت أن الاستياء من دور صقر يذهب أبعد من ذلك. فالولايات المتحدة، المذعورة دائما من دعم الثورة، تعارض دعوات من السعودية وقطر لتزويد جماعات الثوار بالتجهيزات المطلوبة لمجابهة الطائرات والدبابات -تلك القضية التي أثارها مرشح الرئاسة الجمهوري مت رومني الاثنين الماضي. ويبدو أن الأردن وتركيا تشاركان واشنطن نفس المخاوف. والتصديق أمس على إرسال أميركا مهمة عسكرية للأردن للمساعدة في بناء قيادة على الحدود مع سوريا ولتحسين قدرات الأردن العسكرية يؤكد المخاوف بشأن احتمال امتداد الصراع.

نتيجة عكسية
ويقول مصطفى علاني من مركز أبحاث الخليج الممول سعوديا في أبو ظبي "الأمر يتعلق بتدخل غير مباشر. فالمال موجود والأسلحة يمكن توفيرها. لكن الأردنيين والأتراك مترددون. وتركيا تسمح بدخول بعض الأسلحة لكن هناك الكثير من القيود. والناس ينتظرون تحولا بعد الانتخابات الأميركية".

الأميركيون بصفة خاصة معارضون لتقديم صواريخ مضادة للطائرات. ولن يقبلوا أن تقع هذه الأشياء في أيدي الجهاديين

وهناك مشكلة متنامية أخرى، كما تقول الصحيفة، وهي قلة التنسيق بين قطر والسعودية -موضوع المباحثات المحتمل بالدوحة أمس بين أمير قطر ورئيس المخابرات السعودية الأمير بندر. ويقال إن الملك عبد الله بدا صبره ينفد من صعوبات الأزمة السورية. ووفقا لنشطاء المعارضة السورية، السعوديون يرعون الآن جماعات الثوار فقط التي على خلاف مع أولئك الذين تدعمهم قطر وتركيا، غالبا لارتباطهما بجماعة الإخوان المسلمين.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عربي مطلع قوله "القطريون أكثر استباقية من السعوديين. والسعوديون غير مهتمين بالديمقراطية وكل ما يريدونه هو التخلص من بشار. وهم سعداء بالحل اليمني الذي تخلص من الرئيس وترك النظام دون تغيير".

وذكرت الصحيفة أن رؤساء المخابرات في تركيا والسعودية وقطر وفرنسا التقوا في تركيا بداية سبتمبر/أيلول مع مدير عام المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إي) ديفد بتريوس. لكنهم على ما يبدو فشلوا في التوصل إلى اتفاق حول إستراتيجية منسقة.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن الطبيعة الغامضة للمعارضة والوجود الزاحف للجهاديين الأجانب من أسباب ضغطهم على الرياض والدوحة. وفي ذلك قال وزير لبناني منحاز لحركة المستقبل "لقد أُعطيا ضوءا أصفر من قبل الأميركيين. والسعوديون يرون الأصفر أصفر لكن القطريين رأوه أخضر. واتصالاتهم بالمعارضة وتزويدهم بالسلاح استمر. وربما تصاعد. والأميركيون بصفة خاصة معارضون لتقديم صواريخ مضادة للطائرات. ولن يقبلوا أن تقع هذه الأشياء في أيدي الجهاديين. وتخيلوا أن يكون لديهم برنامج إعادة شراء صواريخ ستينغر مثل أفغانستان مرة أخرى".

وأشارت الصحيفة إلى أن السعوديين يضغطون الآن على المعارضة السورية المسلحة لتشكيل "جبهة إنقاذ" بقيادة وسيطرة موحدة على الأرض وقدرة على جمع الأسلحة بمجرد انتهاء القتال، الدرس الذي تعلموه بمشقة من ليبيا. وقالت إن السعوديين يدعمون العميد مناف طلاس، أكبر شخصية عسكرية منشقة من أسرة سنية هامة -كجزء من حركة لكسب شخصيات أخرى من الجيش والمؤسسة الأمنية.

وختمت غارديان بأن هناك القليل من التفاؤل بشأن التوقعات لأي تحسن فوري.

المصدر : غارديان