الربيع العربي أحيا الجامعة العربية

Demonstrators protest against Syria's President Bashar al-Assad in Yabroud December 30, 2011. Banner read, "Question to Arab League observers? You came to the genocide of the people or to save the people?" Picture taken December 30, 2011.

حالة من عدم الرضا في الشارع السوري عن سير عمل لجنة المراقبين العرب (رويترز) 

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن فشل مراقبي الجامعة العربية في إنهاء العنف الذي يجتاح سوريا منذ عشرة أشهر، يمثل مأزقا لسعي الجامعة العربية لتقديم نفسها كقوة دبلوماسية في المنطقة، ولكن من الجامعة جهة أخرى أصبح لها دور أهم من ذاك الذي كانت تلعبه في السابق.

ونقلت الصحيفة عن لجان التنسيق المحلية مقتل 390 سوريا منذ وصول المراقبين في 29 ديسمبر/كانون الأول. كما يتهم الناشطون السوريون القوات السورية بتنفيذ انسحابات تكتيكية من المدن بحيث يمكنها الانتشار سريعا في أي وقت تشاء لاحقا.

يذكر أن مهمة المراقبين العرب هي مراقبة التزام أطراف النزاع حسب الاتفاق الذي وقعته الحكومة السورية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي التزم بموجبه الرئيس السوري بشار الأسد بسحب قوات الأمن من شوارع المدن وإطلاق سراح السجناء السياسيين والسماح للصحفيين الأجانب ومنظمات حقوق الإنسان بالعمل بحرية في سوريا.

الحكام العرب يشعرون برغبات الرأي العام في شوارعهم بصورة أكبر، بعدما كانوا يتجاهلونها في السابق. اليوم يصغي الحكام لوقوف 80% إلى 90% من العرب مع الاحتجاجات، لذلك فلا مناص لهم من التحرك

وقالت الصحيفة إن العديد من الناشطين السوريين أعربوا عن خشيتهم مما يتردد في أوساط الجامعة العربية والمراقبين عن وجود قناصة فوق أسطح البنايات في عدة مدن سورية، وأنه من الصعب تحديد الجهة التي يتبعها أولئك القناصة لأنهم يرتدون اللباس المدني.

وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد صرح بأن المراقبين لاحظوا وجود قناصة بلباس مدني فوق أسطح الأبنية السورية، وإنه من الصعب تحديد الجهة التي يقاتل معها أولئك القناصة.

ويخشى الناشطون السوريون من أن تصب هذه التصريحات في مصلحة النظام السوري الذي يسعى جاهدا لإقناع الرأي العام العربي والعالمي بأن قواته تقاتل مجموعات مسلحة لا متظاهرين عزّلا.

ورأت الصحيفة أن الربيع العربي قد أضفى على دور الجامعة العربية زخما أكبر، وأصبحت لاعبا رئيسيا في دبلوماسية العالم العربي، وقد تجلى ذلك في وقفتها ضد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وفي الدور الذي يلعبه مراقبوها في سوريا اليوم.

كما أصبح لممثلي الدول في الجامعة دور أكبر وأهم من مجرد إدانة إسرائيل على الدوام، والحكام العرب أصبحوا يشعرون ويتجاوبون مع شعوبهم بشكل أكبر، ويقول سلمان الشيخ من معهد بروكينغز في مركز الدوحة "كل يوم، يشاهد المواطنون العرب المذبحة على شاشات التلفاز، وهو أمر لا يروق لهم".

ويكمل الشيخ قائلا إن الحكام العرب "يشعرون برغبات الرأي العام في شوارعهم بصورة أكبر، بعدما كانوا يتجاهلونها في السابق. اليوم يصغي الحكام لوقوف 80% إلى 90% من العرب مع الاحتجاجات، لذلك فلا مناص لهم من التحرك".

ولكن الصحيفة أشارت إلى وجود حالة من عدم الرضا في أوساط السوريين عن سير عمل لجنة المراقبين، وقد وجهت اتهامات لهم بانصياعهم لتوجيهات النظام السوري، الذي نجح في تغييبهم عن المناطق الساخنة التي تواجه خطر قوات الأمن المدججة بالسلاح.

المصدر : وول ستريت جورنال