تحقيق بريطاني في تعذيب ليبيين

بلحاج: نرفض استخدام السلاح سياسيا

undefined
أشارت بعض الصحف البريطانية والأميركية إلى التحقيقات الجنائية التي تزمع الشرطة البريطانية إجراءها بشأن مدى تورط المخابرات البريطانية في عمليات اعتقال وتسليم ليبيين معارضين للقذافي إلى طرابلس، وكذلك في التسبب في تعرضهم للتعذيب.

فقد قالت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إنه يتوقع أن تستجوب الشرطة في المملكة المتحدة وزراء بحكومة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وذلك بشأن مدى تورطهم في انتهاكات لحقوق الإنسان وتعذيب ليبيين إبان حكم العقيد الراحل معمر القذافي.

ويتوقع أن تحقق الشرطة البريطانية مع وزير الخارجية الأسبق جاك سترو بشأن مدى تورط المخابرات البريطانية الخارجية (أم.آي 6) في اعتقال معارضين سياسيين للقذافي وترحيلهم إلى ليبيا لمواجهة التعذيب والمصير المجهول.

وأشارت الصحيفة إلى أنه سبق لرئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أن طلب في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي من لجنة غيبسون المختصة، التحقيق في الادعاءات المثارة بخصوص تواطؤ المخابرات البريطانية مع نظام القذافي بشأن عمليات التعذيب وتسليم المعتقلين.

ضحيتا التعذيب الأبرز من الليبيين واللذين يجري التحقيق البريطاني بشأنهما، هما سامي السعدي والقائد الحالي للمجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج

جاك سترو
من جانبه رحب سترو بالتحقيق مؤكدا على عدم مشاركته في أي برنامج سري للتعذيب أو التسليم، ومشيرا إلى أن اللجنة قد تتوصل إلى أن الأجهزة الأمنية ربما شاركت في تسليم المعتقلين أو تعذيبهم، ولكن دون علمه ودون إذن منه.

وأشارت الصحيفة إلى أن ضحيتي التعذيب الأبرز من الليبيين واللذين يجري التحقيق البريطاني بشأنهما، هما سامي السعدي والقائد الحالي للمجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج.

وأوضحت أن بلحاج (45 عاما) كان يعيش في العاصمة الصينية بكين عندما تم اعتقاله وزوجته في بانكوك عام 2004 وهما يحاولان طلب اللجوء السياسي في بريطانيا، وأنه تم احتجازه في أحد السجون الليبية لست سنوات.

ونسبت ذي إندبندنت إلى مصدر مقرب من بلحاج –
الذي هو بصدد مقاضاة الحكومة البريطانية- قوله إنه يرحب بالشرطة البريطانية لإجراء التحقيقات على الأراضي الليبية، وإنه يمكنها إجراء المقابلات والحصول على أي وثائق تطلبها، خاصة أن المملكة المتحدة وليبيا باتتا حليفتين.

كما أشارت إلى أن اسمي بلحاج والسعدي -الذي يعرف أيضا باسم "أبو منذر"- وردا في وثائق تم العثور عليها في أرشيف المخابرات الليبية إثر سقوط نظام القذافي.

عملاء المخابرات الخارجية البريطانية
الذين سبق لهم زيارتي في سجني بطرابلس إبان حكم القذافي، كانوا يدركون جيدا أنني كنت أتعرض للتعذيب

تعرض للتعذيب
ونسبت الصحيفة إلى بلحاج قوله إن عملاء المخابرات الخارجية البريطانية -الذين سبق لهم زيارته في سجنه بطرابلس إبان حكم القذافي- كانوا يدركون جيدا أنه كان يتعرض للتعذيب.

من جانبها، أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أن مسؤولين بريطانيين أعلنوا أمس أنهم أمروا بفتح تحقيقات جنائية بشأن مدى تورط المخابرات الخارجية البريطانية في اعتقال وتسليم معارضين ليبيين إلى طرابلس إبان حكم القذافي، مما أدى إلى تعرضهم للتعذيب على أيدي المخابرات الليبية.


وأشارت إلى أن بلحاج بصدد مقاضاة وزراء بريطانيين سابقين ومسؤولين في جهاز المخابرات الخارجية البريطانية.

سامي السعدي
وقالت الصحيفة إنه بينما يتهم بلحاج الحكومة البريطانية في عهد بلير باعتقاله هو وزوجته في بانكوك وتقييدهما وإرسالهما إلى طرابلس عام 2004، نسبت إلى السعدي قوله إن تم اعتقاله هو وزوجته وأطفاله الأربعة بهونغ كونغ في نفس العام وهم في طريقهم إلى بريطانيا لطلب حق اللجوء السياسي.

وأضاف السعدي أنه تم إجباره وأسرته على ركوب طائرة متجهة إلى طرابلس، متهما المخابرات الخارجية البريطانية بالضلوع في العملية بالاشتراك مع مخابرات القذافي.

وأما بشأن المتسبب الأكبر في عملية اعتقال وتسليم وتعذيب بلحاج والسعدي بالتعاون مع المخابرات الخارجية البريطانية، فتقول نيويورك تايمز إنه مدير مخابرات القذافي ووزير خارجيته موسى كوسا.

المصدر : إندبندنت + نيويورك تايمز