هل ينجح الإسلام السياسي بدون نفط؟

F/Mohammed Badie (L), the new leader of Egypt's main opposition movement, the Muslim Brotherhood, addresses a news conference announcing his appointment at the group's headquarters in Cairo on January 16, 2010.

الإسلاميون في مصر أوشكوا على تحقيق الأغلبية في البرلمان (الفرنسية)

قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان إن أمام الإسلاميين الذين أوشكوا على تحقيق الأغلبية في البرلمان المصري تحديات وقرارات هامة ينبغي التعاطي معها، ولا سيما أن بلادهم لا تملك ما تملكه السعودية وإيران من نفط.

واستهل مقاله بصحيفة نيويورك تايمز بتساؤل: ماذا سيحدث عندما يصطدم الإسلام السياسي مع الحداثة والعولمة في ظل غياب النفط؟

وتابع أن الحركات الإسلامية في إيران والسعودية تمكنت من الجمع بين أيديولوجيتها والحداثة، والسبب "أنها تملك ثروة نفطية هائلة تستطيع من خلالها أن تسوي التناقضات".

فقد تمكنت السعودية -والكلام للكاتب- من تهميش النساء وفرض قيود دينية مشددة على المجتمع والبنوك والمدارس.

كما أن الملالي في إيران يعاملون العالم بازدراء ويتابعون في الوقت نفسه جهودهم النووية ويفرضون قيودا دينية وسياسية مشددة.

وفي الحالتين، تمكنت الحركات الإسلامية من توفير مستويات معيشية جيدة لشعوبها، وذلك لأنها تملك النفط.

صعود الإسلاميين إلى قمة السياسات المصرية في ظل انهيار الاقتصاد في البلاد يحملهم مسؤولية كبيرة لإصلاح هذا الاقتصاد، وما سيحققونه سيحمل تأثيرا كبيرا على مستقبل الإسلام السياسي في المنطقة

انفتاح
أما الأحزاب الإسلامية في مصر -يقول فريدمان- فلا تملك تلك الرفاهية، لذا يتعين عليها الانفتاح على العالم، وهي تدرك ذلك على ما يبدو، حسب تعبيره.

ويوضح الكاتب الأميركي أن مصر ستحتاج إلى مساعدة صندوق النقد الدولي الذي يعد الاستثمار الخارجي الرئيسي لتحديث التعليم وتوفير فرص العمل لجميع الشباب الذين صنعوا الثورة المصرية.

فبما أن مصر تستورد النفط و40% من الغذاء، وتشكل السياحة خمس عائدات الإنتاج الإجمالي، وتعاني من بطالة متفاقمة وتراجع في قيمة العملة، وأنها تحتاج بالتالي إلى مساعدات خارجية، فيتعين على قادتها الجدد الانفتاح على العالم.

وفي حين أن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين تمكن من استمالة الطبقات الوسطى وقطاعات الأعمال الصغيرة، يهمين على حزب النور رجال الدين والفقراء من الريف والمدينة.

وكان عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة أعرب للكاتب عن أمله بأن يتمكن حزبه من استمالة السلفيين إلى جانبه وليس العكس.

ولطمأنة الغرب وإسرائيل على وجه الخصوص، أكد العريان أن حزبه سيحترم "التزامات الدولة"، ومنها اتفاقية السلام مع إسرائيل، مشيرا إلى أن علاقة بلاده مع تل أبيب ستكون مرهونة بطبيعة المعاملة التي تتعاطي بها (إسرائيل) مع الفلسطينيين.

وينقل أيضا فريدمان عن محمد خيرت الشاطر نائب رئيس الإخوان المسلمين وخبيرها الاقتصادي قوله إن "المسألة لم تعد مسألة الاختيار بين مع وضد العولمة، بل أصبحت حقيقة".

وأكد قائلا: من وجهة نظرنا، فإننها نفضل الاندماج في العولمة على أوسع نطاق ضمن سياسية الجميع يربح.

من جانبه أكد نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور أن الباب سيكون مفتوحا أمام جميع المفكرين في مختلف الميادين، وقال "لن نتخذ النموذج الدكتاتوري" وأضاف "أستطيع أن أعدك بأننا لن نكون دكتاتورية أخرى، والشعب المصري لن يمنحنا فرصة حتى نكون دكتاتوريين".

وفي الختام يرى الكاتب أن أمام الإسلاميين قرارات هامة، مشيرا إلى أنه كان من السهل الحفاظ على النقاء الأيديولوجي في هذه السنوات التي كانوا فيها خارج السلطة.

غير أن صعودهم إلى قمة السياسات المصرية في ظل انهيار الاقتصاد في البلاد -حسب فريدمان- يحملهم مسؤولية كبيرة لإصلاح هذا الاقتصاد، مؤكدا أن ما سيحققونه سيحمل تأثيرا كبيرا على مستقبل الإسلام السياسي في المنطقة.

المصدر : نيويورك تايمز