مهمة بلير بالشرق الأوسط في خطر

premier and international Mideast envoy Tony Blair (L) meets with Palestinian leader Mahmoud Abbas in the West Bank city of Ramallah on September 6, 2011, as the Palestinian Authority held talks with US and European envoys ahead of a Palestinian bid for UN membership.



يبدو أن مستقبل توني بلير كمبعوث خاص للجنة الرباعية في الشرق الأوسط بات في خطر بعد أن صرحت السلطة الوطنية الفلسطينية بأنها تزمع قطع كل اتصالات معه نظرا لانحيازه إلى جانب إسرائيل
.


وذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الخميس نقلا عن مسؤولين أن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية ستعقد اجتماعا في الأيام القادمة للتباحث بشأن مقترح يقضي بإعلان توني بلير شخصا غير مرغوب فيه.


ويتوقع هؤلاء المسؤولون أن يحظى الاقتراح بإجماع القيادات الفلسطينية، حيث قالوا إن النية تتجه لعزل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بحيث يتعذر عليه البقاء في منصبه.


وينظر بعض الفلسطينيين إلى بلير بشيء من الريبة منذ تعيينه مبعوثا للرباعية بشأن الشرق الأوسط في ذات اليوم الذي غادر فيه مقر رئاسة الوزراء في دوانينغ ستريت بلندن في يونيو/حزيران 2007.


غير أن النقمة عليه ازدادت إثر مزاعم بأنه سعى للتأثير على القوى الأوروبية لكي تصوت ضد الطلب الذي تقدم به الفلسطينيون الأسبوع المنصرم إلى الأمم المتحدة لنيل اعترافها بدولتهم.


ونسبت الصحيفة إلى مسؤول فلسطيني كبير لم تذكر اسمه، القول "لطالما كنا غير مسرورين وغير راضين بالمرة عن أداء بلير منذ أن أصبح مبعوثا، لا سيما في الأسابيع القليلة الماضية".


ولم يُقدم حتى الآن أي طلب رسمي إلى الرباعية لإقالة بلير، ومن المرجح أن يتعرض الفلسطينيون لضغوط مكثفة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا لتغيير توجههم والكف عن التصريح علنا عن إبعاده عن منصبه.

لما أحس بلير بأن الفرصة واتته لتوسيع نطاق مهمته بعد أن طغى نشاط المسؤولين الأميركيين على مساعيه لسنوات، تولى هو زمام الأمر فحاول ترويج خطة سلام أميركية

بيدي لا بيد عمرو
وفي سياق تحليله للنوايا الفلسطينية تجاه بلير، قال أدريان بلومفيلد –مراسل الشرق الأوسط بالصحيفة- إن مصداقية رئيس الوزراء الأسبق في الشرق الأوسط لم تكن أبدا عالية في يوم من الأيام، وإن تعيينه مبعوثا يوم مغادرته دوانينغ ستريت بدا دوما أمرا غير عادي.


لكن الرجل وجد قبولا من طرفي الصراع، وصفه بلومفيلد بأنه كان قبولا حارا من جانب إسرائيل وعلى مضض من السلطة الوطنية الفلسطينية.


على أنه من غير الواضح ما إن كان بلير يعتقد أن وجوده في منصبه مبعوثا خاصا للرباعية سيظل يضفي عليه مكانة دولية كتلك التي كان يتمتع بها عندما كان رئيسا للوزراء لعقد من الزمان.


فإن كان ذلك كذلك، فقد خاب ظنه فبريق الشهرة تلاشى عنه ليجد بلير نفسه على هامش عملية سلام الشرق الأوسط.


ومع ذلك فالفضل يعود لبلير لإحداثه بعض الاختراقات وعلى الأخص في إقناعه إسرائيل لفتح بعض المعابر في الضفة الغربية، كما لعب دورا مهماً في الضغط على الحكومة الإسرائيلية للتخفيف من الحصار المضروب على قطاع غزة.

ولما أحس بلير بأن الفرصة واتته لتوسيع نطاق مهمته بعد أن طغى نشاط المسؤولين الأميركيين على مساعيه لسنوات، تولى هو زمام الأمر فحاول ترويج خطة سلام أميركية تهدف لاستمالة الفلسطينيين بعيدا عن التقدم بطلب إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بدولة لهم وإعادتهم إلى مائدة المفاوضات.


كان ذلك الدور منوطا بجورج ميتشل، المبعوث السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط قبل أن يستقيل في مايو/أيار الماضي.


وكان على بلير في نهاية المطاف أن يتبنى مسارا تدعمه إدارة أوباما، وهو مسار يلتزم جانب الانحياز لإسرائيل إلى حد كبير مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية العام المقبل.


وبتصرفه هذا، ازداد نفور الفلسطينيين عنه، إذ قالوا إن بلير رفض إثناء إسرائيل عن سياساتها الاستيطانية في الضفة الغربية واكتفى بالتعاطي مع القضايا الإنسانية.


ولما أراد أن يتناول القضايا السياسية –يقول الفلسطينيون- لم يكتف بترويج مبادرة لا تشير للمستوطنات بل زاد الطين بلة حين سعى لتقويض جهودهم للاعتراف بدولتهم في الأمم المتحدة.

ويختم بلومفيلد تحليله في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية بالقول إن كانت التداعيات السلبية لتعامل بلير مع الفلسطينيين يتعذر إصلاحها فإن من شأن ذلك أن يجر عليه مزاعم بأنه هو من قضى على طموحه الشخصي بيده لا بيد غيره. 

المصدر : تلغراف