الفلسطينيون يعودون إلى منشأ التقسيم

مجلس الأمن الدولي أثناء انعقاد إحدى جلساته لبحث الأزمة العراقية الأميركية الأربعاء 19/3/2003

من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (رويترز-أرشيف)

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن فكرة دولتين إحداهما للعرب والأخرى لليهود سبقت طلب الطرفين لعضوية الأمم المتحدة.

وأوضحت الصحيفة -وهي تعود إلى القرار 181 الصادر عام 1947 والذي تتحدث إحدى فقراته عن سريانه بمجرد إعلان استقلال إحدى هاتين الدولتين- أن إسرائيل أصبحت عضوا في مايو/أيار 1949، لكن الفلسطينيين يتوجهون هذا الأسبوع فقط إلى مجلس الأمن لطلب العضوية الكاملة.

وأكدت الصحيفة أن الفلسطينيين يرون في مسعاهم آخر قلعة لضمان حل الدولتين أمام طوفان الاستيطان، وخطوة يائسة لتحريك القليل الذي أنجزوه في مفاوضات استمرت عشرين عاما برعاية الولايات المتحدة.

وتوقعت الصحيفة أن يطغى الموضوع الفلسطيني على باقي الاجتماعات التي سيحضرها 120 رئيسا وزعيم دولة، حيث سيناقشون مواضيع أخرى مثل الأزمة الليبية وسلامة البرامج النووية وأزمة المجاعة في منطقة القرن الأفريقي.

وقالت الصحيفة إن "مسألة فلسطين" شوهت منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها، بدءا بقرار التقسيم الذي تلته مئات القرارات من مجلس الأمن والجمعية العامة، والتي لم ينفذ أغلبها.

ونقلت الصحيفة عن السير براين أوركوهارت -وهو نائب أمين عام سابق في التسعين من العمر- قوله "كل شيء بدأ هنا"، وأضاف وهو يستعيد ذكريات الخطة المعقدة "أعتقد أنه من الواقعي أن نجرب شيئا جديدا، وإذا لم يكن جديدا، فلنجرب شيئا قديما جدا".

ونقلت أيضا ما قاله معين رباني -وهو محلل سياسي أردني- أنه يعتقد أن الفلسطينيين يسعون لتدويل المسألة قدر الإمكان بحيث تتوقف عن كونها حاضنة للسياسة الخارجية الأميركية، وأضاف "هي مناورة تكتيكية لتحسين شروط التفاوض".

وقالت الصحيفة إن الخطوة الفلسطينية تهدد بتحييد واشنطن، لكنها أشارت إلى آراء محللين قالوا إنها آخر ما بقي بيد الفلسطينيين في قضيتهم.

وأوضحت الصحيفة أن وضعية الفلسطينيين تدهورت في السنوات العشرين الأخيرة، بعدما احتكرت أميركا المفاوضات بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، فالاحتلال ظل قائما، وعدد المستوطنين اليهود تضاعف ثلاث مرات ليصل إلى نحو 600 ألف، وتقلصت مساحة حركتهم وحريتهم في الأراضي التي يُفترض أن تحتضن دولتهم.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتهمان الفلسطينيين باللجوء إلى الأمم المتحدة في خطوة يائسة لقطع الطريق على المفاوضات المباشرة. وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس "لا توجد عصا سحرية هنا، وللوصول إلى دولة فلسطينية بحدود واضحة وذات سيادة وقدرة على حماية نفسها وشعبها لا يوجد سبيل آخر سوى مسار التفاوض".

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى تقرير صدر عن المجموعة الدولية للأزمات جاء فيه أنه لا بد من الحث على قرار يحدد المعالم الأساسية للحل في المستقبل، في حين أن معالجة ما يشغل إسرائيل والفلسطينيين، قد ينقذ الأمم المتحدة من مواجهة بسبب العضوية.

المصدر : نيويورك تايمز